دخل لبنان أزمة الشغور الرئاسى منذ 31 أكتوبر الماضى، فلم تُجر حتى الآن انتخابات رئاسية، كما لم تظهر مؤشرات على قرب إعلانها، ما دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، للسفر الأسبوع المقبل إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، حاملا الملف اللبناني، وأزمة الشغور الرئاسي.
ومن جانبه، شدد ميقاتى على أن الأولوية في الوقت الراهن، هي لانتخاب رئيس جديد للبلاد، معتبرا أن هذا هو المدخل لإعادة انتظام العمل، خاصة في ظل الظروف الصعبة، وإعطاء لبنان "فترة سماح" لإعادة استنهاضة.
ويعد سليمان فرنجية رئيس تيار المردة، هو الاسم الوحيد الذى تم طرحه من قبل رئيس مجلس النواب، ومن جانبه قال رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، إنه من الصعب وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة، وأضاف "مستمرون في المواجهة السياسية ودرب الجلجلة طويل".
في الوقت نفسه، يعقد ميقاتى سلسلة اجتماعات في السراى الحكومى، في مسعى للوصول إلى الحد الأدنى من الاتفاقات بين الكيانات والقيادات المهمة فى ميزان السياسة بلبنان.
لقاءات لحل الأزمة
وسبق ذلك أن التقى ميقاتى مع البطريرك يوسف العبسي، بطريرك الروم الكاثوليك، حيث تناول الحديث الوضع السياسي وضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن، فضلا عن تشكيل حكومة جديدة، حيث يتضمن الملف وجهات نظر المرجعيات الدينية المسيحية.
ومن المقرر أيضا أن يلتقي ميقاتى مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، لنقل نتائج كل هذه المشاورات إلى الفاتيكان، كرؤية جامعة للمرجعيات المسيحية بالمسألة الرئاسية المطروحة.
وفى هذا السياق قال رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ، الذى أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله تأييدهما ترشيحه للرئاسة، إنه بانتخاب الرئيس يجب أن يتوافر حضور ثلثي المجلس ما يعني ضرورة حضور نصف النواب المسيحيين للجلسة وهذا يؤمن الميثاقية".
ومن جانبه ، قال وزير الإعلام اللبنانى فى حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري: "نحن أمام انسداد داخلي. ومع الأسف، يواجه الخارج أيضا انسدادا فى عملية انتخاب رئيس الجمهورية".
ودعا "جميع المسؤولين، وتحديدا مجلس النواب، إلى انتخاب رئيس"، وقال: "الجسم لا يعيش من دون رأس. وفى ظل غياب الرأس، سنبقى على هذه الحال حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية".
وأضاف: "على الجميع أن يتداركوا هذا الأمر ويضعوا المصلحة العامة فوق كل المصالح الخاصة، فمسؤولية الرئيس المقبل كبيرة، ومهمته لن تكون سهلة إذ عليه أن يبنى ما تهدم".
الانتخابات أولوية
واعتبرت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر، ان الانتخابات الرئاسية أولوية مطلقة دستوريا ووطنيا، مما يوجب بذل كل الجهود اللازمة لانتخاب رئيس يجسد مشروعا انقاذيا اصلاحيا متكاملا على غرار ما ورد في ورقة الأولويات الرئاسية التي طرحها التيار، وان يضمن تنفيذه حكومة اصلاحية تتعاون مع مجلس نيابي ملتزم بإقرار القوانين الاصلاحية اللازمة، وعدا عن ذلك يكون الانتخاب استحقاقا شكليا، ولو لازما، دون ان يشكل وقفا للانهيار ولا استنهاضا للوطن.
ودعت الى التعامل مع انتخابات الرئاسة كاستحقاق لبناني سيادي، لا يتعاطى فيه الخارج، غربا او شرقا، الا من خلال مصلحة لبنان ومساعدة اللبنانيين على الاتفاق فيما بينهم، وليس من خلال مصالحه وفرضها عليهم. لذلك حان وقت التحاور والتفاهم فيما بيننا كلبنانيين دون انتظار الخارج، ودون القبول بأن يفرض علينا احد من الخارج او من الداخل قراره، ونحن في التيار، وفي مطلق الأحوال، لن نسير الا بقناعاتنا التي دفعنا، وسوف نبقى ندفع في سبيلها، غاليا.
أما حزب الكتائب، فانتقد طريقة تعاطي رئيس مجلس النواب مع ممثلي الشعب اللبناني، واعتبر المكتب السياسي لحزب الكتائب، ان رئيس المجلس لم يعد يضطلع بدوره الذي يحتم عليه ان يقود العملية الديموقراطية وفق معطيات الدستور، بل تحول الى طرف يقفل مجلس النواب ويحتجز عملية انتخاب رئيس الجمهورية، لصالح فريقه السياسي، ويقود حملة انتخابية علنية لصالح مرشحه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة