ما أصعب أن تكتب بعد فقد حبيب أو غالٍ لكنها الأقدار، وما أشد الوجع والألم عند فقد ملاك صغير إقامته فى الدنيا قصيرة لكنها رائعة طيبة ودودة، لكن ما يواسينا إنه رحيل إلى عنان السماء وجنان الخلود، حيث لا خوف ولا ألم ولا تعبٌ ولا مرضٌ ولا سقم ولا حزنٌ ولا همٌ ولا غمٌ، فوداعا ابن أخى محمد شعبان، جعلك الله ذخرا لوالديك وشفعيا لهما يوم القيامة.
ففى رحاب سيرته العطرة، ورثائه، نذّكر في مقالنا كل من أُصيب بابتلاء من الله، إنك إذا صبرت على بلائك ورضيت به فإن الله جل شأنه سيجبر بخاطرك كما جبر بخاطر نبيه محمد "صل الله عليه وسلم" في شهر رجب فغسل أحزانه بالإسراء والمعراج، وجبر خاطره فى شهر شعبان فولَّاه قبلةً يرضاها، وأن الله تعالى قد يبتلي عباده بالسراء والضراء وبالشدة والرخاء، لرفع درجاتهم ومضاعفة حسناتهم كما يفعل بالأنبياء والرسل.
وما أود التذكير به أيضا ونحن فى سيرة ملاكنا الصغير الطاهر، أن تطييب خواطر أهل البلاء يُعظّم الألفة ويزيد المحبة في زمن كثرت فيه الأنانيات والاهتمام بالذات والانهماك في الشهوات، فلا ننسى أن من سار بين النَّاِس جابرًا للخواطرِ أدركه لطف اللهُ فى جَوفِ المَخاطر، فما أحوجنا إلى خُلق المواساة، فقد عظم الحق سبحانه وتعالى إحسان الإنسان لأخيه الإنسان ومواساته له.
لذا، علينا بالإخاء الصادق ومراعاة مشاعر الناس، ولا ننسى قول نبينا الكريم، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأخيرا.. نقول لكل مبتلى إن من كان بلاؤه أكثر فثوابه وجزاؤه أعظم وأكمل؛ لقول نبينا: "إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".. رحم الله كل مبتلى، وبارك الله فى كل جابر للخواطر..