قال الكاتب الصحفى أحمد التايب، إنه قد جرت مفاوضات بين كوسوفو وصربيا بشأن التوصل إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات برعاية الاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى عدة تفاهمات مبدأية حول الوثيقة الأوروبية المؤلّفة من 11 مادّة، والتي تأتى أبرزها أنّ الطرفين يعترفان بشكل متبادل بوثائقهما ورموزهما الوطنية الخاصّة بكلّ منهما، وأنّهما لن يستخدما العنف لحلّ الخلافات بينهما، وأنه لن يتم الاعتراض على انضمام أي منهما إلى أى منظمة أو هيئة دولية.
وأضاف التايب خلال لقائه ببرنامج حوار اليوم مع الإعلامى عمرو توفيق، بقناة النيل للأخبار، أن دول البلقان تاريخيا هي منطقة ساخنة وتوصف بأنها برميل بارود أوروبا، خصوصا بعد حرب روسيا وأكرونيا، موضحا أن هناك أصوات تتحدث عن روسيا هي من تساعد على زيادة التوثر ومحاولة إشعال النار في هذه المنطقة بحجة الرد على العقوبات الغربية من ناحية، ولتخفيف الضغط عليها في حربها بأوكرانيا من خلال فتح جبهة حرب جديدة في أوروبا.
وعن إصرار الاتحاد الأوروبى على إنجاز اتفاق التطبيع بين صربيا وكوسوفو، أو ضح "التايب" أن الاتحاد الأوروبى أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الوقوف عسكريا فى وجه صربيا خاصة أن هناك قوة للناتو في كوسوفو، أو العمل على تطبيع العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبى مرغم على نجاح الخيار الثانى بتطبيع العلاقات لعدم إشعال حرب جديدة في قارته خاصة في ظل معاناته من ظروف اقتصادية صعبة جراء الحرب الروسية الأوكرانية وما خلقته من اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية، وعدم تحمله لأزمات لاجئين جديدة أو مشكلات طاقة أو غاز، أو منح الفرصة لبوتين بالاستفادة من هذا التوتر.
وأشار "التايب" إلى أن هناك تخوفا من قبل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة باستغلال روسيا للنزاعات القومية في دول البلقان، مثل تشجييع صرب البوسنة على الانفصال مما يزيد من التوترات في دول البلقان ويؤثر على الاستقرار المنطقة والقارة بالكامل، ويخدم أهداف بوتين.
وأوضح أحمد التايب خلال اللقاء، أن الملفات الخلافية بين صربيا وكوسوفو تتلخص في 4 ملفات، الأول بشأن الاستقلال، حيث ترفض صربيا استقلال كوسوفو رغم إعلان بريتشينا الاستقلال 2008 واعتراف أكثر من 100 دولة بكوسوفو، والملف الثانى خاص بالسيادة في ظل وجود أقلية صربية في شمال كوسوفو لا يريدون الاعتراف بقوانين السيادة، مثل أزمة اللوحات الرقمية للسيارات، وملف ثالث هو الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث ترفض صربيا انضمام كوسوفو في حين يشترط الأوربيون انضمام صربيا للاتحاد بتطبيع العلاقات مع كوسوفو، والملف الأخير هو وجود الناتو في كوسوفو التي استعانت به لمواجهة صربيا.
وشدد "التايب"، على أنه يجب على العالم أن يتحمل مسئولياته تجاه ما يحدث من أزمات عالمية من حروب وصراعات، خاصة أن من يدفع فاتورة الحرب والصراعات هم الضعفاء والدول النامية التي تعانى من مشكلات اقتصادية واجتماعية، وعلى المجتمع الدولى أيضا أن لا يتعامل بازدواجية في مناطق الصراع، وأن لا يكون أداة للقوى العظمى في تحقيق مصلحتها على حساب تحقيق الأمن والسلام الدوليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة