مما لا شك أن فن الدراما الوطنية التى تقدمه الشركة المتحدة يكشف أن هناك استراتيجية واضحة تسعى إلى تقديم أعمال فنية متنوعة تبعث الأمل من جديد في عودة الفن المصرى إلى مساره الصحيح بعد انحراف استمر سنوات وسنوات، ليلتف المصريون والعرب حول الشاشات من جديد يتابعون ما حدث، ويعرفون ماذا حصل خلال مرحلة من أخطر المراحل التي مر بها الوطن العربى كله منذ 2011، ليجد المشاهد نفسه أمام دراما بعيدة كل البعد عن القبح والإغراء والعشوائيات، وإنما أمام فن ودراما تنهض بالوعى وترتقى بالذوق العام للمجتمعات، وتكشف الحقائق وتوثق التاريخ والبطولات.
والمتتبع لمسلسل الكتيبة 101 يرى في حلقاته الأولى ما يؤكد أن الدراما الوطنية سلاح مهم في معركة الوعى، والأجمل أن هذا العمل الفني خطف الأنظار من أول حلقاته، حيث الإيقاع المميز والسريع، وأحداث تخطف القلوب والعقول وتكشف تضحيات وبطولات رجال القوات المسلحة، خاصة أن تلك الأحداث مازالت حاضرة في أذهاننا جميعا.
ليكشف مسلسل الكتيبة 101 أننا أمام نموذج مقدر يعكس أن هناك خطة مُحكمة ورؤية ثاقبة وعمل مقدر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى تسعى سعيا دؤوبا لتصحيح الوضع، من خلال تقديم أعمال فنية ضخمة تبذل من أجلها كل غالٍ ونفيس للحفاظ على الهوية الوطنية، بعد إن كان قد أصيب المشهد الفني والإنتاجى بحالة فوضوية عارمة، حيث كنا لا نرى إلا أعمالا تقدم البلطجة والفساد والعنف والعشوائيات.
والجميل أيضا أن هذا مسلسل الكتيبة 101 لاقى منذ الحلقة الأولى بترحاب من المشاهدين وقبول واستحسان في كافة بقاع الوطن العربى مما يدل أن هناك رغبة حقيقة من قبل الناس للمعرفة والوعى.
وأخيرا.. ما تفعله الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من تقديم أعمال درامية وطنية يؤكد أن مصر في طريقها لاستعادة دورها فى إعادة بناء الهوية الوطنية في ظل معارك الجيل الرابع التى تستهدف العقول، وتسعى من خلالها لإحياء قوة مصر الناعمة لزيادة الوعى لدى الشعوب، وتصحيح مفاهيم كثيرة مغرضة وحماية عقول المصريين من التضليل والتزييف..