حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، ومازالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والأخر يتم حل لغز من ألغاز تلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وحكايتنا اليوم عن الأسرة الثالثة والتى بدأت بتولي الملك زوسر العرش بعد سلفه الملك خع سخموي "آخر ملوك الأسرة الثانية، ومن المحتمل جدًّا أنه كان أخاه الأصغر لا ابنه، ويعد المؤسس للأسرة الثالثة، وقد دام حكمه نحو ٢٩ سنة، وكان من أهم ملوك هذا العصر
وقد بنى الملك زوسر لنفسه مقبرتين واحدة منهما بصفته ملكًا للوجه القبلي وهي واقعة في شمال "العرابة"، والمقبرة الثانية قد شيدت له باعتباره ملكًا للوجه البحري، وهي واقعة على الهضبة التي فيها جبانة "منف" وهي المعروفة الآن بسقارة، وهذه المقبرة تعد أقدم هرم عرف إلى الآن في التاريخ، والذى يعرف الآن بالهرم المدرج، والمهندس الذي وضع تصميم هذا البناء الغريب الذي يعتبر أضخم بناء من الحجر في عصره في وادي النيل هو "أمحوتب"، الذي كان زيادة على نبوغه في الهندسة ملمًّا بعلم الطب وراسخ القدم في الإدارة، وقد كانت له شهرة عظيمة في عصره وما بعده، حتى إنه اعتبر كإله للطب.
ويعد الملك زوسر أول ملك توغل في نوبيا السفلى فيما وراء الشلال إلى المحرقة في منتصف الطريق إلى الشلال الثاني، وهو الذي ينسب إليه اليونان فتح الإقليم المعروف باسم "دوديكاشين" أي المنطقة التي يبلغ طولها نحو ١٤٣ كيلومترًا من الفنتين فصاعدًا.
وقد خلف زوسر بعض ملوك لا يزال تاريخهم غامضًا أولهم "سانخت"، والظاهر أن هذا الفرعون حكم كل مصر، إذ وجدنا اسمه منقوشًا على صخور وادي مغارة في شبه جزيرة سينا، وتولى العرش بعده حسب موسوعة "مصر القديمة" للدكتور سليم حسن، ملك يدعى "حابا" ثم الفرعون "نفركا"، ولا نعرف عنهما شيئًا.
أما آخر ملوك هذه الأسرة فهو الفرعون "حو" ويدعى "حوني"، وقد أقام لنفسه هرمًا في دهشور في جنوب سقارة، وهو الحلقة الموصلة بين الهرم المدرج والهرم الكامل، وقد جاء ذكره في ورقة عثر عليها من عهد الدولة الوسطى تنص على أن "حوني" هذا هو السلف المباشر للفرعون "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة