حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، ومازالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز ذلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة، سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وحكايتنا اليوم عن الأسرة السادسة، والتى يظهر أن ملوكها قد تولوا حكم البلاد من غير نشوب ثورات أو قيام خلاف كبير، وقد ظل فراعنتها على العرش ما يقرب من قرنين من الزمان، كما يظن أن مؤسسها هو الملك "سحتب تاوي تيتي"، ولا نعرف عن حكمه إلا الشيء القليل.
وكما نعلم أن كل مؤسس جديد لابد أن يكون رجلًا ذا بطش وقوة، ولكن قناع الوجه الذى عثر عليه الأثرى "كويبل" بالقرب من معبد هرم "تيتي" في سقارة تدل ملامحه على أن ذلك الملك كان رجلًا ناعم الخلق، إذا صح أن هذا القناع قد عمل شبيهًا لوجهه لا لإنسان آخر.
ظهر بعد هذا الغموض على عرش البلاد ملك فتى يدعى "بيبي"، وقد ظلَّ قابضًا على زمام الأمور في البلاد بقوة وعزم نحو نصف قرن من الزمان، وهو يعد من أكبر الفراعنة الذين قبضوا على ناصية الحال في مصر في كل عصور تاريخها بحزم ونشاط.
تولى البلاد بعد "بيبي الأول" أكبر أبنائه "مرن رع" وكان لا يزال صبيًّا، حسب موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، ولقب هذا الفرعون "محتى أم ساف" ومعناه "الإله محتي حاميه"، ولم يمكث على عرش الملك أكثر من سبعة أعوام، ومات وهو لا يزال في بداية العقد الثاني من عمره، ولا نزاع في أنه قد بدأ بناء هرمه عند توليه الحكم مباشرة، كما هو الحال عند كل فراعنة هذا العهد، وسنرى أن الرجل الذي كان يشرف على هذا العمل هو "وني".
تدل كل شواهد الأحوال على أن الملك "مرن رع" قد توفي وهو لا يزال في بداية العقد الثاني من حياته، وخلفه على العرش أخوه "بيبي الثاني"، وقد ذكر لنا "مانيتون" أنه جلس على عرش البلاد وهو في السادسة من عمره، وقد حكم حتى بلغ المائة من عمره، وبذلك يكون قد حكم نحو ٩٤ عامًا.
وخلف "بيبي الثاني" فرعون آخر يدعى "مرن رع محتي إم ساف"، غير أننا لا نعرف شيئًا عن حكمه، وتولى العرش بعده كما يقول "مانيتون" ملكة تدعى "نيتوكريس" التي كانت تعد أجمل نساء عصرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة