مر كثير من نجوم الزمن الجميل بظروف صعبة فى بداية حياتهم ومشوارهم الفنى، ولم يكن طريقهم مفروشا بالورود بل تحملوا الكثير وكافحوا لسنوات طويلة حتى أثبتوا موهبتهم وحققوا النجومية والشهرة التى يستحقونهما، وخلال هذه السنوات الصعبة حمل كل من هؤلاء النجوم الكثير من الذكريات والمواقف التى ظلت محفورة فى أذهانهم وذاكرتهم للأبد ومن هذه المواقف ما مروا به خلال شهر رمضان من أحداث وحكايات لا تنسى.
ومن بين النجوم الذين عانوا كثيرا فى حياتهم، الفنان الكوميدى الكبير إسماعيل ياسين، حيث مرت عليه العديد من الذكريات والمواقف الصعبة قبل شهرته وفى بداية حياته، ومن بين هذه الذكريات ما حدث خلال شهر رمضان، وفى حوار نادر تحدث «سمعة» عن أحد المواقف التى لا ينساها خلال فترة سنوات كفاحه الأولى.
وقال إسماعيل ياسين خلال الحوار: «تزامن قدوم شهر رمضان وكنت وقتها عاطلا عن العمل وأسكن فى شقة متواضعة بمفردى فى أحد الأحياء الشعبية، وذات ليلة طرق بابى ضيف عزيز من أقاربى».
وأوضح الفنان الكوميدى الكبير: «جاء الضيف ليقضى بعض أيام رمضان فى القاهرة، ودعوته دعوة عابرة للمبيت معى، فوافق الضيف بسرعة ودون إلحاح، لأجد نفسى فى مأزق وقت السحور، ولم يكن فى البيت لقمة لى أو له».
وعن كيفية تصرفه فى هذا الموقف قال إسماعيل ياسين «تطلعت إلى الساعة التى أرتديها بيدى ونزلت مسرعا، وقمت ببيعها بخمسة وعشرين قرشا، واشتريت طعام السحور لأطعم ضيفى، ونام الضيف حامدا شاكرا بعد أن أكرمت ضيافته فى شهر الكرم».
لكن المفاجأة ما حدث فى اليوم التالى، وهو ما أوضحه الفنان الكبير قائلا: «من العجيب أنه فى اليوم التالى وبينما أسير فى طريقى تعثرت قدمى فى شىء ملقى على الأرض، وانحنيت لألتقطه فإذا به ساعة فخمة أغلى وأكثر أناقة من ساعتى التى بعتها بالأمس، ووقتها شعرت بالسعادة، وتأكدت أن الله رد لى المعروف بعشرة أمثاله، جزاء إكرام ضيفى وأنا مفلس».
أما الفنانة الكبيرة أمينة رزق فتحدثت فى حوار نادر عن ذكرى لا تنساها فى رمضان عندما اضطرت فى بداية حياتها الفنية إلى حمل جوالات من التبن والفول هى وباقى أعضاء الفرقة التى تعمل بها خلال هذا الشهر الكريم.
وقالت الفنانة الكبيرة: «فى إحدى السنوات جاء شهر رمضان فى الشتاء، وتساقطت الأمطار بشكل كثيف، وكانت الحفلة التى سنقيمها فى المحلة الكبرى، والمسرح الذى سنعرض عليه كان يتشكل بحسب الموسم، مرة دار سينما ومرة مسرحا، وفى أغلب الأوقات يكون مخزنا للتبن والحبوب لأن صاحب المسرح كان واحدا من تجار الحبوب فى المحلة الكبرى».
وتابعت أمينة رزق قائلة: «دخلنا الكواليس فإذا بنا أمام مفاجأة، حيث كانت الغرف كلها مزدحمة بجوالات التبن والفول ورائحة الممرات لا تطاق، واحتملنا ذلك على مضض، ورفع الستار، وأدينا الفصل الأول من المسرحية».
وأوضحت: «لم يكد الستار يرتفع عن الفصل الثانى حتى هطلت الأمطار وتسربت المياه من الشقوق إلى سقف الكواليس والمسرح، وما كاد الفصل ينتهى حتى صرخ فينا صاحب المسرح وطالبنا بأن نسرع فى مساعدته لنقل جوالات التبن والفول بعيدا عن مساقط المياه، وأقسم الرجل أن يغلق المسرح ويطرد المتفرجين إذا لم نساعده».
واستكملت الفنانة الكبيرة القصة قائلة: «أسرع الرجال من أعضاء الفرقة بنقل الجوالات، ولكن لم يكتف الرجل بذلك واستمر فى ثورته وطالب نساء الفرقة بالمساعدة فى نقل الجوالات قبل أن تغرق فى مياه المطر».
وأضافت أمينة رزق: «نزلنا على رغبة تاجر الحبوب، وكم كان مضحكا ومرهقا فى نفس الوقت أن ترانى وأنا أحمل على ظهرى جوالا ممتلئا عن أخره كالشيالة، بينما بعد لحظات سأقف على خشبة المسرح لأجسد شخصية ملكة أو أميرة».
وأكدت الفنانة الكبيرة. أنه رغم الإرهاق الذى شعرت به إلا أنها تعتز بهذه الذكرى، لأنها كانت دائما تذكرها بأيام الكفاح الأولى، ولأنها إحدى ذكرياتها فى شهر رمضان.
p
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة