سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18 أبريل 1976..وفاة محمود يونس قائد عملية تأميم قناة السويس والصحف تتجاهل الخبر وتكتفى بنعى أسرته بصفحة الوفيات

الثلاثاء، 18 أبريل 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18 أبريل 1976..وفاة محمود يونس قائد عملية تأميم قناة السويس والصحف تتجاهل الخبر وتكتفى بنعى أسرته بصفحة الوفيات محمود يونس قائد عملية تأميم قناة السويس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين توفى قائد عملية تأميم شركة قناة السويس المهندس محمود يونس فى 18 إبريل - مثل هذا اليوم - عام 1976، كان عمره 64 عاما و15 يوما «مواليد 3 إبريل 1912»، وكان حدث تأميم القناة الذى قاد تنفيذه يوم 26 يوليو عام 1956، مضى عليه 19 عاما وثمانية شهور و12 يوما، وكانت الصحف الرسمية فى غيبوبة عن حدث وفاته، وكأن هذا البطل لم يمر يوما فى تاريخ مصر، وبالرغم من أن أسرته نشرت نعيا فى «وفيات الأهرام»  يوم 20 إبريل 1976، بالإضافة إلى جهات أخرى قامت بنعيه أبرزها كلمات مؤثرة من شركة القناة، وآخر من رئيسها مشهور أحمد مشهور رفيقه فى عملية التأميم، إلا أن هذا لم يلفت النظر لنشر خبر عن وفاته، بينما كانت الصحف تفتح صفحاتها للهجوم على حدث التأميم ومعه السد العالى. 
 
كان «يونس» فى الثالثة والأربعين من عمره حين كلفه عبدالناصر بتنفيذ قرار التأميم، ومن شدة الدهشة من الإقدام على هذه الخطوة، يطرح «فتحى رضوان» الذى كان وزيرا وقتئذ سؤاله فى كتابه «عبدالناصر» سؤالا: «ما الذى حدث حتى يجرؤ شاب لم يكمل الأربعين من عمره، ورئيس دولة لم يخرج آخر جندى من جنود الاحتلال البريطانى من أرضها إلا منذ أقل من شهرين - وبالضبط يوم 18 يونيو 1956 - ما الذى حدث حقا حتى يجرؤ هذا الشاب على أن يطأ بقدمه هذا المرفق الحيوى الذى ولد وسط الأزمات، وعاش مصدرا للأزمات الدولية، وتضخم واغتنى وعظم أثره أيضا بالأزمات الدولية».
 
لماذا وثق عبدالناصر فى محمود يونس لتنفيذ هذا القرار التاريخى الخطير؟.. يصفه المهندس عبدالحميد أبوبكر نائبه فى فريق التأميم، فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا»: «كان عملاقا فى عصر العمالقة.. كان معروفا بقوة الشخصية، والصلابة والحنكة وكان بحق مدرسة كبيرة فى القيادة والإدارة».
 
كان «أبوبكر» معه ينتظر انتهاء لقائه مع عبدالناصر، ويتذكر: «سأله الرئيس عبدالناصر عن معلوماته عن قناة السويس، فأجاب بأنه لا يعرف إلا معلومات قليلة، وبعد لحظات فاجأه عبدالناصر: «قررنا تأميم القناة»، كان النبأ مذهلا ومفرحا ليونس فى آن واحد، فقام من مقعده وعانق عبدالناصر مهنئا، ثم عاد مرة أخرى إلى مكانه ينظر فى الورقة التى أمامه وكانت حول مشاكل فى البترول، حيث كان يونس يشغل رئيسا للهيئة العامة للبترول».. أكمل عبدالناصر حديثه قائلا: «أكلفك بتنفيذ هذه المهمة، وللحظات لم ينطق يونس بكلمة».
 
أمر الرئيس باستدعاء «أبوبكر» وكان موجودا مع محمود الجيار مدير مكتب الرئيس، محمد أحمد السكرتير الخاص، وأبلغه الرئيس بقراره، وأعطاهما بعض الكتب عن القناة وملفا يحمل على صفحته الأولى عنوان «مذكرة عن الشركة العالمية لقناة السويس، مقدمة من إدارة التعبئة»، ودارت العجلة فى 55 ساعة فقط كانت هى الفاصل بين وقت التكليف والتنفيذ.
 
من صفحات التاريخ الوطنى لـ«يونس» المشرقة، يذكر أبوبكر: «ولد فى حى السيدة زينب 3 إبريل 1912، ودخل مدرسة محمد على الابتدائية زميلا لفتحى رضوان وأحمد حسين ومحمود مختار التتش، ثم مدرسة الخديوية الثانوية، وحصل على البكالوريا عام 1930، ولأنه كان له جد طبيب اسمه «يونس الحكيم»، أمره والده أن يدخل مدرسة الطب، لكنه لم يكن يميل إلى الطب فرسب فى الإعدادى، ورفض دخول الملحق، واقتنع والده بأن يلحقه بالهندسة، فالتحق بمدرسة المهندسخانة الملكية سنة 1931، وبعد سنتين تحولت المدرسة إلى كلية، وانتخب عضوا بمجلس إدارة لجنة الطلبة التنفيذية العليا للجامعات والمعاهد العليا والمدارس الثانوية والفنية».
 
يضيف أبوبكر: «كان محمود يونس من زعماء طلبة الجامعة الذين قادوا مظاهرات معاهدة سنة 1936 ضد الإنجليز، وعندما فتحت السلطات كوبرى عباس، نزل هو وبعض زملائه من زعماء الطلبة منهم زميله فى الهندسة مصطفى طلحة، وزميله فى الطب «محمد بلال»، واستشهد فى ذلك اليوم عبدالحكيم الجراحى وبعض زملائه برصاص الإنجليز، ونقل يونس الشهيد الجراحى وأربعة من زملائه الجرحى إلى عربة زميله طالب الزراعة عباس قورة ونقلوهم إلى المستشفى».
 
يذكر «أبوبكر»: «بعد تخرج يونس فى كلية الهندسة التحق بالجيش وبعد سنوات التحق بكلية أركان الحرب، ثم عمل بالقيادة العامة، ووقع عليه الاختيار ليكون مدرسا بكلية أركان الحرب وهناك تعرف على الضابط جمال عبدالناصر الذى التحق طالبا بالكلية، وبعد تخرجه منها بفترة عاد إليها مدرسا للشؤون الإدارية، وكان مكتبه فى غرفة واحدة مع محمود يونس، فنشأت بينهما صداقة قوية، وعقب ثورة يوليو، تم تعيينه مديرا للمكتب الفنى لمجلس قيادة الثورة، وانتقل من موقع إلى آخر، حتى أصبح رئيسا وعضوا منتدبا للهيئة المصرية العامة للبترول، وانتخب عدة مرات نقيبا للمهندسين ورئيسا لهيئة القناة عام 1956، ثم نائبا لرئيس الوزراء للنقل والمواصلات والبترول.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة