حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، وما زالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز ذلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة، سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وحكايتنا اليوم مع الملك "أمنحتب الأول" وهو ابن أحمس الأول، الذى كان له أولاد كثيرون من زوجاته الكثيرات، وقد كانت أكثرهن خصبًا على ما نعلم زوجه الأولى وأخته "نفرتاري"، إذ وضعت له ستة أطفال على أقل تقدير، وكانوا الأولاد الشرعيين الذين ينتخَب من بينهم الوارث للعرش.
وكان أكبر أولاد "أحمس" هو على ما يظهر، الأمير "سابا إيري"، وقد كان يحمل كل الألقاب التي تؤهله لولاية العرش، غير أن المنية عاجلته وهو في صباه، فأصبح الوارث بعده للعرش أخوه "أمنحتب".
ولما لاقى "أحمس" الأول حتفه كان ابنه "أمنحتب" الأول لا يزال حديث السن لم يبلغ مبلغ الرجال ليتولى العرش بنفسه، حسب موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، فأخذت "نفرتاري" زمام الحكم في يدها، وأصبحت الوصية على العرش، كما فعلت والدتها "أعح حتب" مع "أحمس" الأول.
وعسكريًا امتاز أمنحتب الأول بالسير على نهج أبيه مع اختلاف عنه فى أنه قام ليس بإعادة حدود مصر إلى أصلها، وإنما شرع في توسيع الحدود المصرية، فقام ببعض الأعمال الحربية كما علمنا من السيرة الذاتية للقائدين العسكريين أحمس ابن إبانه وأحمس ابن نخبت، ووصلت جيوش مصر الباسلة إلى القرب من نهر الفرات، وقام أمنحتب الأول بمحاربة الليبيين كما يذكر أحمس ابن نخبت في سيرته الذاتية، وذلك نظرًا لقيام الليبيين باغتنام فرصة احتلال الهكسوس لأرض مصر، قاموا بغزو الدلتا المصرية، مما دفع أمنحتب الأول للقضاء عليهم، ونجح في إخضاع بلاد النوبة وتوسيع حدود مصر الجنوبية ونشر الأمن هناك، وفي هذا الشأن، يذكر أحمس ابن إبانه في سيرته الذاتية أنه سافر مع أمنحتب الأول عندما اتجه جنوبًا إلى كوش لتوسيع حدود مصر، حسب ما جاء فى كتاب "الفراعنة المحاربون" للدكتور حسين عبد البصير، وفي سيرته الذاتية، يفتخر أحمس ابن إبانه بأنه نقل أمنحتب الأول في سفينة من الجندل الثاني إلى مصر في يومين، ولم يستمر أمنحتب الأول في حروبه طويلاً وتفرغ للبناء والتعمير.
وقد توفي "أمنحتب" الأول بعد أن حكم البلاد ما يربو على عشرين عامًا، وقد خلد لنا "إنني" مهندس فن العمارة حادِثَ موته في الكلمات التالية في نقوشه التي تركها لنا عن حكم هذا الفرعون؛ إذ يقول: "ولما أمضى جلالته حياته في سعادة وسنين سلام، رفع إلى السماء وانضم إلى إله الشمس وذهب معه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة