امل الحناوى

لـن نـقـــع فـى "الـفــخ"

السبت، 22 أبريل 2023 01:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ومَن الذى لا يُحب فيلم ( الأب الروحى The Godfather ) ؟، الفيلم إنتاج عام ١٩٧٢ _ ويُعتبر أهم ثانى فيلم فى تاريخ السينما العالمية _ والحاصل على ثلاث جوائز أوسكار كأفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل سيناريو، ولو كان الأمر بيدِى لأعطيته أفضل موسيقى تصويرية.. أحرِص على مشاهدة هذا الفيلم باستمرار لدرجة أننى حفظت السيناريو _ كلمة كلمة _ الذى كتبه "فورد كوبولا وماريو بوزو" .

ومؤخراً قررت الابتعاد عن الضغوط، فلجأت إلى مشاهدة الفيلم المُفضل بالنسبة لى، وتوقَفت أمام أهم مشهد فى الفيلم، وهو مشهد اجتماع بطل الفيلم فيتو كورليونى _ مارلون براندو _ مع زعماء العائلات الخمسة الذين يمثلون المافيا فى "نيويورك ونيوچيرسى وكاليفورنيا وكانساس" حتى يتم بينهم الصُلح وقال لهم نصاً ( كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟ لا أعرِف ) .. فى هذه اللحظة سَرَحت بخيالى وسألت نفسى هذا السؤال وقُلت : كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟ لكنى اختلفت مع "كوبولا وبوزو" كاتبى السيناريو وقُلت : أعرِف .

وبدأت أسترجِع الأحداث الخطيرة التى مرت بها "مصر الحبيبة" منذ أحداث ٢٠١١، ودموعى تسقُط وأُردد وأقول : أعِرِف كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد، فالهدف إسقاط مصر، والتخطيط لإسقاطها لا يتوقف، تتغير السُبل التى يحاولون بها نشر الفوضى فى بلادى لكن لا يتغير الهدف، الهدف واحد والوسائل مُتعددة، مَرة يحاولون حرق أقسام الشرطة وتكسير عظام الشرطة لكن تعافينا بعد أن عانيننا من الفوضى، مَرة يحاولون نشر الإرهابيين فى سيناء لتركيعنا لكن فشلت محاولتهم بفضل جيشنا وشرطتنا، مَرة يحاولون اتباع سياسة التشكيك فى كل ما هو إيجابى ليحولوها لسلبيات لكن وَعينا كان حائط الصد، مَرة يتجهون لمحاربتنا إقتصادياً لكننا تعودنا على الصبر والتحمُل والوقوف مع بلدنا فى أحلك الأوقات وأصعب الظروف ومستعدون لاقتسام رغيف العيش مع بعضنا البعض وتحزيم بِطوننا بشرط أن نَنِعَم بالأمن والاستقرار، وفى إحدى المرات حرضوا على ثورة أطلقوا عليها "ثورة الغلابة" فى ( ١١ / ١١ / ٢٠١٦ ) رغم أنهم يُحرضون وهم مُقيمون بالخارج ولكن الشعب المصرى أعطى لهم درساً لن ينسوه وكانت الأجواء هادئة ولم يحدث شيء.

 نعم أعرِف كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد، فـ"مصر" وبِحُكم موقعها الجغرافى المتميز، ووجودها فى قلب العالم، وشواطئها المُمتدة على البحرين المتوسط والأحمر، ووجود قناة السويس، ووجود ثلث آثار العالم على أراضينا، وتاريخنا وحضارتنا وقيمتنا ومكانتنا عربياً وإقليمياً وعالمياً، وتأثيرنا فى كافة القضايا العربية والإقليمية، وقوة جيشنا المَهيب الذى يحتل مرتبة مُتقدمة عالمياً، كل هذه الأسباب جعلت مخططات إسقاط مصر لا تنتهى، ونحن نرُد عليهم ونقول: وسنتصدى لهذه المخططات بلا هوادة وسنُفشلها وإنا لمُنتصرون بفضل عزيمتنا التى لا تلين وعقيدتنا الراسخة بأن وطننا عزيزً علينا ولن نرضى له بالسقوط مهما حدث، فنحن صامدون ومُستعدون للمواجهة.

 ستُشعلون "الحدود الشرقية" سنواجه بكل إقدام وتَحَدٍ، فنحن لا نَعرِف الخوف وقلوبنا من حديد ومُستعدون للفداء والتضحية ما دامت التضحيات من أجل الوطن، وحرب أكتوبر المجيدة شاهده علينا ومازلنا نتذكَرها ونتعلم منها.

 ستُشعلون "الحدود الشمالية" باختلاق نزاع _ غير نَزيه _ فى المياه الإقليمية فى البحر المتوسط ستفشلون لأن "مصر" لها جيش بمثابة دِرِعُاً وسيف، درعُاً يحمى وسيفاً يقطع يد من يتجرأ ويَجور على حقوقنا، ونعطيه درسًا لا ينساه والتاريخ _ القديم والمعاصر والحديث _ يَشهَد علينا .

 ستُشعلون "الحدود الغربية" لا يهِمُنا، ولا نتردد فى حمايتها، فأرضنا هى عِرضنا، فنحن مُستعدون لِلَهيب النار لأنها لن تحرِقنا بل ستُرَد لصدوركم، ولن يستطع أحد الاقتراب بعد أن قطعنا أرجُل التنظيمات التى كانت تستهدف أمننا.

ستُشعلون "الحدود الجنوبية" ستجدوننا لدينا صَبر أيوب وقوة الجبال وحين نزأر يكون زئيرُنا مثل زئير الأُسوُد التى يهابها الجميع ويعملون لها ألف حساب، ونحمد الله أن قرارنا حكيم ومدروس لأقصى مدى.

 باختصار : لن تنجَرِف "مصر" إلى صراعات مُجهَزَة مُسبقاً وغير محسوبة العواقب، ولن نقع فى الفخ مهما نصبوا لنا كل يوم فخ، فنحن لدينا من الوعى ما يسمح لنا بأن نُقيم الأمور جيداً، نُدرِك الخطر ونواجهه بِحِكمة وفِهِم وعقل، فمنذ عقود طويلة ونحن إعتدنا على مواجهة المخاطر وأصبحنا خبراء فى كشف المخططات وخبراء فى مواجهتها .. و ( عاشت "مصر" برئيسها الوطنى وجيشها العظيم وشرطتها الصامدة وشعبها الأصيل.

 









الموضوعات المتعلقة

رسالة إلى الرئيس السيسى

السبت، 08 أبريل 2023 07:00 ص

نحن أمام "نقيب صحفيين مسؤول"

السبت، 25 مارس 2023 12:16 م

دائما كتف فى كتف

السبت، 18 مارس 2023 07:00 ص

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة