سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أبريل 1993..وفاة عبد العظيم عبد الحق.. الفنان الذى طبطب عليه سيد درويش فأصبح من علامات الموسيقى العربية

الإثنين، 03 أبريل 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أبريل 1993..وفاة عبد العظيم عبد الحق.. الفنان الذى طبطب عليه سيد درويش فأصبح من علامات الموسيقى العربية  عبدالعظيم عبدالحق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يذكر الفنان محمد رشدى تطور مسيرته الغنائية إلا مقرونة بأغنية «تحت السجر يا وهيبة»، واعتبرها بابه السحرى إلى مشروعه الغنائى فى ستينيات القرن الماضى، كانت «وهيبة» تجليا شعريا لعبدالرحمن الأبنودى، وموسيقيا لعبدالعظيم عبدالحق، الذى لضمها بلحن بديع آخر هو «سحب رمشه» غناه محمد قنديل فى عام 1964، وهو اللحن الذى اعتبره عمار الشريعى فى برنامجه التليفزيونى «سهرة شريعى»: «من أحلى ما تم تقديمه فى تاريخ الغناء العربى، واللحن حدث ولا حرج عن جمال وشرقية وشقاوة مستترة داخل أعمال عبدالعظيم عبدالحق، فهو ملحن صاحب نفس طويل، وجملته الموسيقية طويلة».
 
لم تكن «وهيبة» و«سحب رمشه» الزهرتين الوحيدتين فى البستان الموسيقى لعبدالعظيم عبدالحق الذى رحل فى 3 إبريل، مثل هذا اليوم، 1993، فمنذ أن تمرد على قيده العائلى بثرائه المادى واختار طريق الفن قدم نحو 500 لحن، تؤكد أنه «لا يمكن أن يكمل بستان الموسيقى المصرية إلا بها» وفقا لتقدير الكاتب والشاعر إبراهيم داود فى مقاله «عبدالعظيم عبدالحق، الأهرام، 20 سبتمبر 2020»، كما أنها «عبرت تعبيرا جميلا وصادقا عن كل ما يمس الوجدان المصرى»، وفقا للكاتب والناقد الفنى أحمد السماحى فى مقاله «العبور أعاد تفجير ينابيع الشعر عند عبدالعظيم عبدالحق، موقع شهريار، 11 إبريل 2020».
 
قدم عبدالعظيم عبدالحق أدوارا على الشاشة كمشاركته فى فيلم «المومياء» ومسلسل «ليالى الحلمية» وغيرهما، لكن إسهاماته الموسيقية تبقى منجزه الإبداعى الأهم منذ تمرد على الطريق الذى رسمه له والده، ويوضح ذلك فى «مجلة الإذاعة والتليفزيون» فى بداية 1952 تحت عنوان «الملحن الذى سافر إلى الصعيد بتذكرة سفر إلى إيطاليا»، وينقل عنه «أحمد السماحى».. يقول: «ولدت لأسرة ثرية فى الصعيد وتحديدا فى المنيا «أبو قرقاص يناير 1905»، فى طفولتى كنت طفلا شقيا جدا ومولعا بالفن، وحتى يبعدنى والدى عن طريق الفن أرسلنى إلى طنطا لمدة 6 أشهر عند الشيخ «الكردانى» أستاذ القراءات لحفظ القرآن وتجويده، حيث كان والدى يريد إدخالى الأزهر الشريف، ولم يكن يدرى أنه أحببنى أكثر فى الفن وبالتحديد فى الغناء والتلحين، حيث علمنى الشيخ «الكردانى» كيفية الصعود بصوتى فى «السماوات» وكيفية النزول به فى «الأرض»، من هنا بدأت استشعر لغة الصوت والأداء الصوتى، وكانت هذه هى النواة اللى زرعت بداخلى فن التلحين».
 
يذكر أنه بعد حفظه وتجويده لآيات كثيرة من القرآن، تعلم العزف على آلة الفلوت والآلات النحاسية ثم الآلات الإيقاعية، وحفظ أغنيات وألحان الشيخ سيد درويش، حتى التقى به عام 1922 فى بيت «مناع بك» صديق «شقيقه الأكبر عبدالحميد باشا عبدالحق» وزير الأوقاف فيما بعد، ولا ينسى هذا اليوم الذى غير مجرى حياته، يتذكر: «قابلنى الشيخ سيد بترحاب، وطلب منى الغناء فغنيت له العديد من أغنياته، فطبطب على كتفى، وقال لمناع بك: الواد ده سيصبح فنانا كبيرا».
 
نبؤة سيد درويش شجعت شقيقيه «عبدالحميد باشا» و«عبدالمجيد باشا»، الوزيران فيما بعد، فاعتزما إرساله إلى إيطاليا لدراسة الموسيقى لكن الوالد رفض وألحقه بكلية الحقوق.. يذكر: «كنت أنتهز أى فرصة لترك الصعيد والحضور إلى القاهرة والمكوث عند شقيقى «عبدالحميد باشا»، وأثناء ذلك كانت الملكة نازلى بعد أن سمعت عن موهبتى من شقيقى تستعين بى للغناء فى الجلسات الخاصة وحفلات الاستقبال، وكان معى عازف قانون اسمه كامل إبراهيم، وفضلت مطرب الملكة نازلى الخاص لمدة أربع سنوات».
 
تخرج فى كلية الحقوق ليعمل مديرا لمكتب وزير التموين، والتحق بمعهد الموسيقى المسرحية وعمره فوق الأربعين، ويذكر أنه أثناء دراسته بالمعهد لحن لزميله «سيد إسماعيل» أغنية للشاعر «جليل البندارى» بعنوان «يا أم التوب أخضر ليمونى، من حسنك ما تنام عيونى»، ونجحت نجاحا كبيرا، ويؤكد: «بعد تخرجى من معهد الموسيقى لحنت لكارم محمود للإذاعة المصرية لحن «الصيادين»، كلمات مأمون الشناوى».
 
توالت روائع عبدالعظيم عبدالحق الموسيقية، ومنها وفقا لأحمد السماحى، تلحينه لسيد مكاوى «يا أهل الله.. رسول السلام، الموكب، وللموسيقار عبدالعظيم محمد والمطرب إسماعيل شبانة دويتو «طبول الثورة»، ولمحمد رشدى «تحت السجر يا وهيبة»، ولمحمد قنديل أغنيات «سحب رمشه، وحدة ما يغلبها غلاب، رمان يا رمان، حل السواقى، يا على، حلوانى، الفرحة تمت علينا، هدى الخطاوى، اتمد ياعمرى اتمد»، ولمحرم فؤاد «فايتة البنية»، ولعائشة حسن وعباس البليدى دويتو «ورد الأحبة»، ولإسماعيل شبانة «قلبى حبك» ولحورية حسن «راصة القلل، الشمعتين، ليالى الأنس» ولمحمد عبدالمطلب «هدى، غاوى عتاب»، ولسعاد محمد «انت فاهم قلبى تانى يروق لك»، ولأحمد سامى «مشوارنا طويل يا أهل بلادنا مش وقت كلام» وللمجموعة «هنبنى السد»، ولعبداللطيف التلبانى «فاتت سنة ورا سنة والحلم غايب عننا».
 
وقدم لليلى مراد «رايداك»، بالإضافة إلى تترات وموسيقى أعمال درامية عديدة منها «الرحيل، هارب من الأيام، الضحية» ثم توقف عن التلحين سنة 1973 احتجاجا على رفض الإذاعة لحنا له كتب كلماته عن حرب أكتوبر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة