سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على كيف ساهمت ثورة 23 يوليو 1952، في انهيار الإمبراطورية البريطانية، حيث قال الكاتب الصحفي أحمد مصطفى المختص بالشؤون الدولية، إن هناك مثالا أقرب للنكتة يقول إن الله أعطى بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس لأنه لا يثق بهم في الظلام.
وتابع خلال مداخلة عبر سكايب من لندن مع الإعلامية جمانة هاشم في حلقة خاصة من برنامج "مطروح للنقاش" عبر شاشة القاهرة الإخبارية"، أن طبع دول الاستعمار عموما وليس بريطانيا فقط، وكل الدول التي كانت تستعمر أوروبا وإفريقيا، لم تستوعب حركات الاستقلال.
وأوضح أن دول الاستعمار ظلت تتعامل مع مصر بعد الاستقلال كما كانت تتعامل معها وهي تحت الاحتلال البريطاني قبل 1952، وكما كانت تتعامل مع الأحزاب السياسية، وبريطانيا لا تعترف بأخطائها، وحرب العراق أكبر مثال، ولا يريد توني بلير حتى الآن أن يعترف بأنه أخطأ، رغم وجود قضية مرفوعة في ها الشأن.
ولفت إلى أن القيادة البريطانية في هذا الوقت ممثلة في وينستون تشرشل ووزير خارجيته، لم يكونوا كما نسمع عنهم طوال الوقت أنهم أصحاب زكاء وحنكة، ومثلت أزمة السويس لهم عقدة حتى الآن، والسبب أنهم لم يفهموا ما كان يجري في مصر، ومدى وطنية هذا الجيل الذي صعد إلى السلطة عام 1952.
فيما قال الدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية، إنه لم يفاجأ بالتفكير البريطاني وانتقاد تأميم قناة السويس من قبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فهذا القرار استقلالي وسياسي وسيادي واستراتيجي، وهو استخدام للموارد الوطنية من أجل تنمية وطنية شاملة وتطوير الاقتصاد المصري.
وأضاف خلال مداخلة في حلقة خاصة من برنامج «مطروح للنقاش» الذي تقدمه الإعلامي جمانة هاشم، على شاشة «القاهرة الإخبارية»: «هذه الوثائق الجديدة تشير وبشكل قاطع إلى أن القيادة البريطانية منذ أوائل الخمسينات وأواخر الأربعينات، وقبل ثورة يوليو التي قام بها الضباط الأحرار، وكانت بالفعل تبحث عن ذرائع لمنع تسليم القناة إلى المصريين بعد انتهاء امتياز الـ99 سنة».
وتابع: «حاولت القيادة البريطانية في هذه الوثائق المهمة إيجاد عدة طرق معينة للاحتيال لعدم تمصير القناة؛ لأنها تريد إبقاء القناة تحت الهيمنة والسيطرة البريطانية والفرنسية».
وأكد: «ما قام به عبد الناصر عام 1956 كان مفاجأة من العيار الثقيل، ومن هنا كان هذا القرار السيادي الاستقلالي الوطني الذي لم يفاجئ فقط القادة البريطانية، ولكن فاجأ العالم».
بدوره قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، عضو مجلس الشيوخ، إن الوثائق التي رفعت بريطانيا عنها السرية مؤخرا بشأن قناة السويس، والتي نشرتها "بي بي سي"، أنصفت الرئيس السابق جمال عبد الناصر في قرار التأميم عام 1956.
وأضاف حسين، في تصريح لبرنامج "مطروح للنقاش" مع الإعلامي همام مجاهد على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك العديد من الدول الأوروبية بل وبعض المصريين اتهموا الرئيس عبد الناصر بالتهور والتسرع في قرار التأميم، وأن هذا القرار كان السبب الرئيسي في قيام بريطانيا وفرنسا بالعدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956.
ولفت إلى أن هذه الوثائق أن كل اتهامات هؤلاء كانت كاذبة، وأن ناصر كان مصيبا في قراره، وأن بريطانيا بدأت تدرس قرار البقاء في قناة السويس منذ عام 1936 وعدم تسليمها لمصر بعد انتهاء فترة الامتياز.
ذكر أن ممثل بريطانيا في قناة السويس مستر وايلي، كان يرسل تقارير من مصر إلى إنجلترا منذ عام 1936، يقول فيها إن المصريين يخططون لتأميم القناة السويس، وإنه على بريطانيا التصرف سريعا حيال هذا الأمر.
وأوضح حسين أن بريطانيا عرقلت في البداية مشروع قناة السويس، ولن تشتر أسهما وحرضت الدول الأوروبية على عدم شراء الأسهم حين كانت فرنسا تقود المشروع، لعلمها بحيوية المشروع ورغبتها في السيطرة عليه، وبعد طرح الخديو إسماعيل أسهم مصر في القناة للبيع، اشترتها بريطانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة