هل إدمان السوشيال ميديا يتسبب فى زيادة معدل العنف الأسرى؟ استشارى نفسى يرد

الأربعاء، 10 مايو 2023 02:00 م
هل إدمان السوشيال ميديا يتسبب فى زيادة معدل العنف الأسرى؟ استشارى نفسى يرد العنف الأسرى - أرشيفية
إيمان حكيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استخدام السوشيال ميديا تحول إلى هوس وإدمان. والإدمان بشكل عام هى حالة تستعبد الإنسان ويستجيب لها دون إرادة حقيقية مهما كانت عواقبها ومهما كان رفضه لها، ولها أكثر من صورة وأكثر من نوع ولكن جميعها يعتمد مباشرة بالسيطرة علي العقل عن طريق ما يلي:
 
(1) التناول المباشر لمادة مخدرة تصل إلى المخ ولها أمثلة كثيرة تبدأ من تدخين السجائر وحتى تعاطي المواد المخدرة المعروفة.
 
(2) تحفيز المخ علي إفراز مواد كميائية ذاتيا للشعور بإرضاء وقتي زائف بدرجات متفاوتة وذلك يجعل العقل في حاجة مستمرة لهذا المحفز لإفراز هذه المواد من وقت لآخر. 
 
العنف الاسرى 2
العنف الاسرى
 
 
كلا النوعين السابقين لا يقل خطورة عن الآخر لأن كلاهما يستعبد الانسان وهو السبب الرئيس في تدهور حياة الانسان وتحويله بشكل تدريجي إلي عزلة ثم إلي أمراض نفسية اقل أضرارها انها لا تجعل الانسان يستمر في حياته بشكل طبيعي وصولا إلي نهاية الحياة من عنف اسري واذي نفسي له ولمن حوله لذا يستعرض "اليوم السابع" خلال السطور التالية الأثار النفسية للسوشيال ميديا والتي تتسبب في العنف الأسري وفقًا لما أشار إليه دكتور عبد العزيز آدم اخصائي علم النفس السلوكي .
 
قال الأخصائي النفسي في حديثه لـ "اليوم السابع": "مواقع التواصل الاجتماعي هي كأي أداة نتجت عن التطور المذهل للعلم فهي إذا استخدمت بشكل واع متزن فإنها تكون أحد وسائل النفع والرفاهية، وإذا استخدمت بشكل مفرط وغير متوازن فهي تؤدي الي أضرار بالغة تبدأ من التأثير علي مسار الحياة الطبيعية وقد تتفاقم لتودي بحياة الانسان بأكملها".
 
وتابع: "إن السبب الرئيس في إدمان وهوس السوشيال ميديا من الناحية النفسية هو شكل من أشكال من الهروب من الواقع، إلى عالم افتراضي يكونه الشخص لنفسه يحقق فيه نجاحات أو يعيش فيه بشخصية وهمية بعيدة عن الواقع واختلاق صفات يفتقدها، وهى تماثل ما نسميه في علم النفس بأحلام اليقظه،أو البحث عن عالم مختلف للوصول لمشاعر يفتقدها أو التقاء أشخاص لم يُصادفهم في واقعه والذين هم بدورهم في الغالب يعيشون طور التزييف باحثين عن نفس الضالة". 
 
واستكمل:"وفِي لحظة الحقيقة وبعد فوات الأوان تتساقط الأقنعة تدريجيا لتنكشف الوجوه وتحدث الصدمة ليكتشف الجميع أن هذا العالم الافتراضي هو مجرد زيف وأقنعة وهمية، وقد أجرت جامعة كورنال الأمريكية دراسة احصائية عن معدل استخدام وسائل التواصل الإجتماعي ونسبة من وصلو لدرجة الإدمان، وقد كانت النتائج مقلقة كثيرا حيث أثبتت هذه الدراسة أن أكثر من 30% من مستخدمي الشبكة العنكبوتية قد وصلو لدرجة الإدمان وهذه النسبة في زيادة مطردة. كما زادت معدلات العنف الأسري والإنفصال لأكثر من 30٪؜ عما كانت عليه قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وانتهى الأمر بصور يندى لها الجبين من عنف ضد الأبناء أو الاتجار بهم وبمشاعرهم للحصول على عدد مشاهدات أكبر ".
 
العنف الاسرى 3
العنف الاسرى

وأعراض إدمان وهوس وسائل التواصل الإجتماعي:

بعض الدراسات أكدت على أنه إذا زادت عدد ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عن 38 ساعة أسبوعيا (اَي معدل خمس ساعات يوميا أو أكثر) فإنها تعني أن المستخدم قد وصل لدرجة الإدمان، هذه مجرد معادلة احصائية، لكن أعراض الإدمان لوسائل التواصل الاجتماعي لا تختلف كثيرا عن إدمان المخدر والبحث بشغف وبشكل دائم غير منقطع لاستخدام هذه الوسائل، منها على سبيل المثال:
 
- ارتباط الشخص وبشكل مفرط وجدانيا ونفسياً بوسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها عالمه الحقيقي الذي يتسبب في سعادته أو توتره أو حزنه أو تصل إلى فقدانه لأقرب الأصدقاء في كثير من الأحيان .
 
- ضياع وقت أكثر من اللازم في متابعة ونشر ومراسلة واستخدام هذه الوسيلة بشكل مفرط مما يؤثر بشكل سلبي علي العلاقات الاجتماعية والأولويات والإهمال حتي في الواجبات الاسرية الأساسية كتربية الأبناء او معالجة المشاكل الأسرية . 
 
- التوتر بشكل مبالغ فيه في حال إنقطاع الإنترنت والبحث بشغف عن أي وسيلة للتواصل مهما كان ذلك مكلفا لحين عودة الإنترنت.
 
- متابعة هذه الوسائل بشغف مفرط يصل إلى النوم اثناء استخدامها أو الاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ متلهفا لمتابعة الجديد في عالمك الافتراضي نتيجه الارتباط المفرط به.
 
- هوس التريندات واللهث وراء زيادة عدد المشاهدات مهما كان الثمن.
 
وقال:"ومن الناحية النفسية فان إدمان وسائل التواصل الإجتماعي بشكل عام، بخلاف ما تهدره من وقت ثمين من حياة الإنسان، فإنها تؤدي الي إنفصال الإنسان عن المجتمع ومشاكل نفسية تصل إلى الإكتئاب وتغير في سلوك الشخص أسريا ومجتمعيا، مما يؤدي بشكل مباشر إلى العنف الأسري وذلك يصل إلي إهمال أولويات الحياة كإنجاز العمل او التواصل مع الأبناء بخلاف إهمال تربيتهم وعدم تخصيص وقت كافي لهم فانه أيضا يكون مثال لقدوة سيئة لهم وبداية لتقليدهم لهذه الصفة الذميمة وصناعة مدمن صغير يهمل واجباته الدراسية وما يلبث أن يكون مدمنا كبيرا وعنيفًا مع الوقت تلك الأعراض المفزعة التي تؤدي إلى هدم الأسرة من اساسها لتنشئ جيلا منعزلا ليس فقط عن مجتمعه وحسب ولكن عن نفسه أيضا". 
 
 وأوضح:"بخلاف الإحباطات والصدمات التي تعاملت مع الكثير منها بحكم عملي التطوعي في مجال العلاج النفسي، فكم من القصص والحكايات لعلاقات عاطفية أو حتى صداقة كلها فاشلة ومحبطة عبر هذا العالم الافتراضي الوهمي، ذلك بخلاف تناقل الشائعات والمبالغة في تناول الأخبار المحبطة والمنشورات التي تدمر التفكير الإيجابي من أساسه".
 
وأضاف:"وبعد كل ما ذكرته من حقائق موجعه عن ذلك العالم الافتراضي الوهمي، وعما أدى ويؤدي إليه بشكل دائم من هدم قوام المجتمع والأسرة من أساسها، سأسرد بعض الخطوات المقترحة لتقنينه حتى يكون بشكل متوازن ونافع. وهذا لا يقتصر على مجتمعنا العربي فحسب ولكن هذه المشكلة استشري اثرها السلبي في العالم بأكمله وهذا ما دعى بعض الدول الأوروبية إلى عمل مبادرات كثيرة لتقنين استخدامه، كبريطانيا مثلا أعلنت مبادرة سبتمبر بلا فيسبوك وهى مبادرة تدعو إلى استخدام الفيسبوك لمدة ساعة علي الأكثر خلال شهر سبتمبر". 
 
العنف الاسرى
العنف الاسرى

خطوات التغلب على هذه المشكلة :

- أهم وأول خطوة أن يعترف الشخص أن هناك مشكلة يجب علاجها ويكون عنده الإستعداد والقوة لعلاجها، وهذا صراحة هو العامل الأساس في علاج اَي معضلة نفسية .
 
- تحديد أولوياتك من خلال ترسيخ اليقين في داخل نفسك أن نجاحك في بناء أسرتك ونجاحك في دراستك وعملك وحياتك له الأولوية المطلقة عن إهدار الوقت في ما لا و لن ينفعك.
 
- البحث عن هواية تشغلك كالقراءة أو كتابة خواطر أو الرياضة لأن المحفز الأساسي في الإفراط في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي هو الفراغ الذي يجب قتله بشكل نافع ومفيد .
 
- تحديد هدف واضح للوصول إليه وعدم توقف طموح الانسان عند حد معين مهما كانت مكانته ومهما كان عمره، وليس شرط أن يرتبط هذا الهدف بالشخص ذاته ولكن ممكن أن يرتبط بأبنائه مثلا أو المقربين منه بمساعدتهم للوصول لهدف ونجاح معين.
 
- البحث عن أساس المشكلة، ما هو الشيء الذي تبحث عنه في هذا العالم الافتراضي، هل التسلية مثلا أو الخجل من تكوين علاقات حقيقية مباشرة، وهل هذه هي الطريقة البديلة الصحيحة للوصول لذلك. إذا أجبت عن هذه الأسئلة بشفافية وصدق فإنك حتما ستجد الحل الصحيح لها بخلاف إدمان عادة لن تجلب لك أي نفع.
   
- التواصل الإجتماعي الحقيقي وليس الإفتراضي، تكون صداقات، الخروج من سجنك، زيارة الأهل والأقارب، التنزه مع الاسرة أو الأصدقاء .
 
- وضع حد أقصي لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي يقل تدريجيا حتي يصل إلي ساعة أو أقل من ذلك يوميا .
 
- تحديد يوم أو أكثر بلا انترنت أو هاتف إن أمكن لاسيما ايّام العطلات، أختر يوم معين أغلق الهاتف ضعه في درج مكتبك او دولابك وأعلم الأهل والمقربين أن لديك يوم بلا انترنت أو هاتف، تحرك تعامل مع الناس والأسرة والأصدقاء بكيانك الحقيقي وليس الإفتراضي، تحرر من هذا السجن الذي اخترته لنفسك طواعية التقي بهم بكيانك وجسدك الحقيقيين، صدقني سترى الأمور من زوايا مختلفة وسترى أشياء لم تكن لتراها إذا استمرت حياتك في استعباد هذا العالم الافتراضي المزيف.
 
- البحث عن أساس المشكلة، ما هو الشيء الذي تبحث عنه في هذا العالم الافتراضي، هل التسلية مثلا أو الخجل من تكوين علاقات حقيقية مباشرة، وهل هذه هي الطريقة البديلة الصحيحة للوصول لذلك. إذا أجبت عن هذه الأسئلة بشفافية وصدق فإنك حتما ستجد الحل الصحيح لها بخلاف إدمان عادة لن تجلب لك أي نفع.
 
- التواصل الإجتماعي الحقيقي وليس الإفتراضي، تكون صداقات، الخروج من سجنك، زيارة الأهل والأقارب، التنزه مع الاسرة أو الأصدقاء .
 
- وضع حد أقصي لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي يقل تدريجيا حتي يصل إلي ساعة أو أقل من ذلك يوميا .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة