صدر حديثا عن منشورات ضفاف، رواية بعنوان "أسوار عين توران" للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن، التي سبق وأن ترشحت لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، والتي تأتى بعد تسع سنوات على صدور روايتها "طابق 99".
تدور أحداث رواية "أسوار عين توران" في بلدةٍ نائية تقع في إحدى بقاع هذا العالم، يعيش السكّان مخاوفًا وهواجس مرتبطة بحلول لعنةٍ غامضة الأسباب على قريتهم في الماضي. وحدها "الحبة البيضاء" التي يتناولونها بانتظام وبتوصيات من القائمين على البلدة، "الطبيب" و"الآغا"، تهدّئ من روعهم وتمدّهم بالقوة والقدرة على التحلي بالصبر والعيش بثبات.
لا تشبه بلدة "عين توران" أيّ مكانٍ آخر، كلّ ما فيها منتظم بشكل دقيق، ساعات النوم وجداول الطعام الأسبوعية، وحتى أنواع السيارات المسموح بها هناك. ومع كلّ هذه القوانين، هناك خطة لبناء سورٍ يمتدّ على طول حدود البلدة لحمايتها أكثر وأكثر من الحسّاد والطامعين.
رواية أسوار عين توران
تسير الأمور على ما يرام حتّى يخرج صوتٌ معترض من ذلك المكان، شابٌ يرفض تناول "الحبة" كسائر السكّان، مشككًا بكلّ تلك الثوابت في "عين توران".
تبدأ الرواية بمحاولاتٍ حثيثة لإخراس ذلك الصوت، وإجباره على تناول "الحبّة" من قبل الجميع، بما في ذلك زوجته ووالديه وجميع أقربائه. لكنّ هيثم يبقى صامدًا في وجه كل تلك الضغوطات، مقررًا في نهاية المطاف أن يقود ثورةً ضدّ قائدي عين توران "الطبيب" وعمّه "الآغا".
حصل "الطبيب" على لقبه لكونه طبيبًا يمدّ أهالي عين توران بمخزونهم من "الحبة البيضاء"، وهو شخصٌ مهووس بالسيطرة على النفس البشرية، له وجهات نظرٍ فلسفية، اتخذ من البلدة حقل تجارب لها، بينما يبدو "الآغا" زعيمًا مهووسًا بالسلطة والمال. حين يبدأ هيثم بثورته، تنكشف الكثير من الخبايا حول عين توران ومن ضمنها وجود ذهبٍ غير مكتشف تحت حدودها، وحكاية لبنى بائعة الحليب التي تخفي وراءها الكثير.
يتحوّل ذلك المكان الصغير الذي لم يسمع به أحد إلى مركز للأحداث، ليتصدّر نشرات الأخبار العالمية، وتدور حوله الصراعات المرتبطة بـ"ثورة" هيثم. لكن هل يكون مصير البلدة التغيير أم الهلاك، وهل ينجح هيثم في مقاومة تأثير تلك "الحبة" أم أنّه سيتحوّل مع مرور الأحداث إلى نسخةٍ من كلّ ما حارب ضدّه؟ وهل يمكن فعلًا للإنسان أن يعيش "حرًّا" وأن يكون نفسه، أم أنّنا نتاج لكلّ ما يحيط به من أشخاص وأفكار ومجتمع؟
أسوار عين توران لا تتحدث فقط عن الأسوار التي تُسيّج لرسم حدودٍ جغرافية، بل أيضًا الأسوار التي يحيط بها الإنسان نفسه، ليصبح أسيرها في الكثير من الأوقات. فهل هي أسوارٌ تحمي أم تكبّل؟ تلك هي الأسئلة التي تطرحها الرواية.
جنى فواز الحسن، كاتبة وروائية لبنانية، مولودة في شمال لبنان عام 1985. حاصلة على بكالوريوس وإجازة تعليمية في الأدب الإنجليزي وتتابع دراسة الماجستير. نشرت تحقيقات ومقالات في صحف عدة، كما نشرت نصوصا أدبية وقصص قصيرة في ملحق النهار الثقافي وملحق نوافذ ومجلة البحرين الثقافية. صدرت روايتها الأولى "رغبات محرمة" عام 2009 ونالت عنها جائزة سيمون الحايك في البترون، شمال لبنان. ورشحت روايتها الثانية "أنا، هي والأخريات" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها عام 2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة