بخطي ثابتة يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حشد أنصاره استعداداً لمعركة الانتخابات الرئاسية 2024 ، والتي يسعي من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض لقطع طريق الرئيس الحالي جو بايدن للفوز بولاية رئاسية ثانية .
وفي الوقت الذي يواجه فيه ترامب تحديات قانونية عدة ، ما بين ملفات الضرائب والتجاوزات الجنسية وغيرها ، قال النواب الجمهوريون في الكونجرس إن تلك الأزمات لن تؤثر على مسيرته نحو ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة، على الرغم من أنهم يخشون أن يكون حكم هيئة المحلفين الذي يثبت مسؤوليته عن الاعتداء الجنسي عقبة خطيرة أمام استعادة البيت الأبيض.
وأضاف النواب إن اكتشاف هيئة محلفين في نيويورك أن اعتداء ترامب جنسياً على إي جين كارول، في منتصف التسعينيات هو أكثر خطورة وربما أكثر ضرراً لموقفه مع الناخبين المتأرجحين من المعركة القانونية للرئيس الأسبق، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
لكن حتى منتقدي الحزب الجمهوري الأكثر صخباً يتوقعون أن ذلك لن يؤذيه بشكل خطير مع الناخبين الجمهوريين الأساسيين، الذين وقفوا إلى جانب ترامب خلال العديد من عواصف النقد والجدل. وقال السناتور ميت رومني: "لا أعلم أن ذلك يغير تقدمه في استطلاعات الرأي."
وأضاف: "أعتقد أنه سيواصل تصدر الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. كنت أتوقع أنه سيكون المرشح الرئاسي لفترة طويلة، ولا أزال أتوقع ذلك".
وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، ويب جون ثون، الذي انتقد ترامب في بعض الأحيان، إن الحكم البالغ 5 ملايين دولار ضد الرئيس السابق بتهمة الاعتداء الجنسي والتشهير لن يحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة للناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.
ولكنه حذر من أن حكم هيئة المحلفين الذي يثبت أن ترامب مسؤول عن الاعتداء الجنسي قد يزيد من تدهور موقفه مع الناخبين المتأرجحين فقط.
تحركات ترامب وانصاره داخل الحزب الجمهوري تزامنت مع حالة من التفاؤل بين مؤيدي الرئيس السابق ، بعدما خلص المدعى الخاص الأمريكى جون دورهام إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI لم يكن ينبغى أبدا أن يجرى تحقيقا كاملا فى الصلات بين حملة دونالد ترامب وروسيا خلال انتخابات 2016، وذلك وفقا لتقرير جاء بعد تحقيق استمر لأكثر من 3 سنوات من قبل المدعى الذى عينته إدارة ترامب وصدر الإثنين الماضي.
وبحسب ما ذكرت شبكة سى أن إن، فإن تقرير دورهام الذى جاء فى أكثر من 300 صفحة، ذكر أيضا أن الإف بى أى استخدم معلومات استخباراتية خام ودون أن يتم تحليلها أو تأكيدها لبدء التحقيق فى صلات ترامب وروسيا، لكنه استخدم معيارا مختلفا فى بحث المخاوف المتعلقة بالتدخل المزعوم فى الانتخابات فيما يتعلق بحملة هيلارى كلينتون.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الرئيس الحالي جو بايدن العديد من الأزمات وبمقدمتها أزمة سقف الديون ، واصل غريمه دونالد ترامب كيل الاتهامات بالتقصير للإدارة الأمريكية الحالية ، وتعهد في حال فوزه بوقف الحرب الأوكرانية الممتدة منذ ما يقرب من عام ونصف العام خلال 24 ساعة ، وذلك في حوار أجراه قبل أيام مع شبكة سي إن إن الأمريكية.
وأكد ترامب لمذيعة سى إن إن كاتلان كولينز إنه يمكن أن يوقف الموت خلال 24 ساعة.. وتابع قائلا إنه لا يفكر فى حسابات المكسب والخسارة، وإنما فى تسوية الأمر حتى يتوقف قتل كل هؤلاء الناس في أوكرانيا.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يدعم تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا من قبل الناخب الجمهورى الذى سيدلى بصوته لأول مرة فى 2024، لم يبد ترامب التزاما بإرسال المساعدات لأوكرانيا حال فوزه بالترشيح الجمهورى ثم البيت الأبيض. وقال إننا (الولايات المتحدة) نقدم المثير من العتاد، ولا نملك الذخائر لأنفسنا فى الوقت الراهن، لقد قدمنا الكثير.
ويخشي أنصار جو بايدن من الآثار السلبية لحرب أوكرانيا علي شعبية الرئيس الحالي ، وهو ما كشفه تقرير نشرته وكالة الاسوشيتدبرس ، حيث قال إن حملة بايدن لإعادة انتخابه رئيسا فى 2024، والتي تستند إلى إقناع الناخبين بقدرته على الحكم بشكل جيد تواجه تحديات شاقة، من بينها المواجهة فى الكونجرس حول أزمة سقف الديون، والتعامل مع المهاجرين على الحدود مع تخفيف قيود الوباء، والجولة الخارجية الهامة التي تهدف إلى مواصلة دعم أوكرانيا واحتواء الصين فى منطقة المحيط الهادى.
وكشفت استطلاعات رأي عدة عن تأثر شعبية بايدن بسبب الأثار الاقتصادية للحرب الأوكرانية ، والفشل في حسم تلك المعركة وخروجها عن السيطرة منذ ما يقرب من عام ونصف العام.
وبعد ثلاثة أشهر من إطلاق حملة إعادة انتخابه، يواجه بايدن سلسلة كاسحة من المشكلات فى عمله اليومى، والتي تتحدى الحلول السهلة، وليست تحت نطاق سيطرته بشكل كامل. ولو كان أفضل شيء يعتمد عليه بايدن فى فرص إعادة انتخابه هو الحكم بشكل جيد، كما يعتقد مستشاروه، فإن الأسابيع القادمة يمكن أن تمثل اختبارا أشبه بالوجودى لطريق بايدن نحو الولاية الثانية.
ويحذر خبراء الاقتصاد من أن الولايات المتحدة تواجه ركودا ، وربما ما هو أسوأ، لو لم يصل بايدن والكونجرس إلى اتفاق حول رفع سقف الديون. ويريد بايدن من الكونجرس القيام بذلك بدون شروط مسبقة، فى حين أن الجمهوريين يريدون فى المقابل خفض الإنفاق لرفع سقف الديون وتجنب أن تتخلف البلاد ولأول مرة عن سداد ديونها.
على صعيد آخر، فإن انتهاء الطوارئ الصحية المرتبطة بكورونا فيما يتعلق بطلبات اللجوء أدى إلى حالة تأهب على الحدود الامريكية المكسيكية. وردت إدارة بايدن بسياسات جديدة لوقف عمليات العبور غير القانوني، بينما فتحت مسارات قانونية لتشجيع المهاجرين المحتملين على البقاء والتقدم إلكترونيا للمجىء إلى الولايات المتحدة. لكن بايدن نفسه كان قد تنبأ بوضع فوضوى مع بدء سريات الإجراءات الجديدة.