انطلق، اليوم الأربعاء، فعاليات الجلسة الافتتاحية لـ"الحوار الوطنى"، بمشاركة واسعة وفعالة من مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلى والشخصيات العامة والخبراء.
يجتمع ممثلو جميع فئات المجتمع المصري على طاولة واحدة ضمن خطة الدولة للسير بخُطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة، ويعد انطلاق الجلسات النقاشية للحوار الوطني بداية مرحلة جديدة في مسيرة الحوار الوطني شعارها "مساحات مشتركة"، من أجل الوصول لمخرجات جدية تخدمُ الوطن والمواطن.
شارك فى الجلسة الافتتاحية، أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى والمقررين والمقررين المساعدين باللجان، ومقدمى المقترحات بقضايا الحوار الوطنى، ومنظمات المجتمع المدنى، والإعلاميين وكتاب رأى، ورؤساء الجامعات والمراكز البحثية، وأعضاء لجنة العفو الرئاسى، الشباب من القوى السياسية المختلفة، ورجال الدين، وأعضاء مجلس النواب والشيوخ.
جاء ذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة، وأحمد سمير وزير الصناعة، والدكتور على مصيلحى وزير التموين، والدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط.
بدأت الجلسة بعرض كلمة مسجلة للرئيس عبد الفتاح السيسى، وجه فيها الرئيس السيسى، رئيس الجمهورية تحية تقدير وإعزاز للجمع الكريم، قائلا: "نتحاور ونتبادل الرؤى، مبتغين صالح وطننا العزيز ولرسم ملامح جمهوريتنا الجديدة، التى نسعى إليها معا - نحن المصريين – دولة ديمقراطية حديثة ونضع للأبناء والأحفاد، خارطة طريق، لمستقبل واعد مشرق.. يليق بهم".
وأضاف الرئيس السيسى:" دعوتى للحوار الوطنى، التى أطلقتها فى إفطار الأسرة المصرية تأتى من يقين راسخ لدى، بأن أمتنا المصرية، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التى تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم فى كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وأن مصرنا الغالية، تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها فى مقدمة الأمم والدول وأن أحلامنا وآمالنا، تفرض علينا، أن نتوافق ونصطف للعمل، ونجتمع على كلمة سواء كما أن تعاظم التحديات، التى تواجه الدولة المصرية على كافة الأصعدة، قد عززت من إرادتى على ضرورة الحوار والذى أتطلع لأن يكون شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات، وعلى مدار عام مضى، ومنذ أن دعوت إلى الحوار الوطنى".
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه تابع عن كثب وباهتمام بالغ، الإجراءات التحضيرية له، وتهيئة الأجواء لإتمامه، مؤكدا أن الاختلاف فى الرأى، لا يفسد للوطن قضية وأن حجم التنوع، والاختلاف فى الرؤى والأطروحات، يعزز بقوة من كفاءة المخرجات التى أنتظرها من جمعكم الكريم، المتنوع الجامع، لكافة مكونات المجتمع المصرى.
وتابع الرئيس السيسى :"إننى إذ أكرر تحياتى، لكل المشاركين فى هذه التجربة الوطنية المحترمة، فإننى أدعوكم إلى بذل الجهود لإنجاحها، واقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها متمنيا من الله "عز وجل"، أن يكلل جهودنا جميعا بالنجاح والتوفيق مؤكدا دعمى المستمر لهذا الحوار، وتهيئة كل السبل لإنجاحه، وتفعيل مخرجاته، فى إطار من الديمقراطية والممارسة السياسية الفاعلة وأتطلع - بنفسى - إلى المشاركة فى مراحله النهائية".
وتمنى الرئيس السيسى للمشاركين النجاح والتوفيق، فى هذه المهمة الوطنية العظيمة، موجها بطالشكر والتقدير لكافة القائمين عليها وعلى تنظيمها، مضيفا :" فمصرنا العزيزة الغالية، تستحق منا أن نبذل من أجلها، الجهد والعرق والدم، وأن تجمعنا على حبها.. "فهـــى الغايـــة، وهى الوســــيلة دائمــــا.. تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".
ومن جانبه، قال ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطنى، إن مصر لم تعرف هذا النوع من الحوار، مضيفا أن هذه هى المرة الأولى التي نشهد فيها حوارا وطنيا بلا أهداف مسبقة، سوى أن نتوافق حول أولويات العمل الوطني فالرئيس ليس له حزب أو اتحاد اشتراكي كما كان في الحوارات السابقة.
وأضاف رشوان خلال كلمة له: "لا توجد قوى سياسية واحدة ولا نقابة مهنية أو عمالية واحدة أو جمعية أهلية أو تيار شبابى أو حزب لم يشارك فى الحوار داخل مصر، فلا يوجد فرد واحد داخل هذه التيارات أعلن رفضه للحوار، نعم هناك أصوات فردية، لكن الجميع يشارك فى الحوار".
وأشار رشوان إلى أن كل القضايا مطروحة بأوزان مختلفة، فعين الديمقراطية أن نتشارك معا لاختيار بدائلنا، ولا استبعاد لأى قضية، ولا خط أحمر واحد على أى نوع من الطروحات إلا ما يقتضيه الدستور والقانون، فلكل منا أن يقول ما يرى، مضيفا: "لدينا نسبة كبيرة من المعترضين لسياسيات تجرى في مصر وهذا حقهم، وما يجرى هو صياغة بدائل إما في شكل مقترحات تشريعية او قرارات تنفيذية ولا خط أحمر سوى الدستور والقانون".
وشدد المنسق العام للحوار الوطني، على أن الحوار ليس مؤسسة بديلة لمؤسسات الدولة الدستورية، مضيفا أن الحكومة مؤسسة دستورية لها احترامها وصلاحياتها.
وتابع رشوان: "هناك فئتين لم تشاركا فى الحوار الوطنى، هما من مارس العنف وشارك فيه ومن يرفض دستور البلاد، مشيرا إلى أن مجلس الأمناء اتفق بالإجماع على استبعاد 3 قضايا من الحوار باعتبارها مجمع عليها تقريبا، لا مساس بالدستور القائم، والسياسة الخارجية المصرية أهدافها وأدواتها متفق عليها، والأمن القومى الاستراتيجى .. هناك ثقة تامة فى كيف يدار هذا الملف من القوات المسلحة المصرية".
فيما استعرض المستشار محمود فوزي، رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى الإطار الزمني للحوار، مشيرا إلى أنه بدأ بإعلان المنسق العام للحوار، الأمانة العامة الفنية للحوار الوطني، ثم انطلاق الاجتماع الأول لمجلس الأمناء، والانتهاء من اختيار 14 مقرر ومقررة ومساعد لكافة محاور ولجان الحوار.
وأشاد "فوزي"، خلال الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، بالأكاديمية الوطنية للتدريب، قائلا: "مبشتغلش لوحدى .. ليا 75 زميلا وزميلة من المتدربين بالأكاديمية الوطنية للتدريب.. هتفرحوا أن عندنا هذا المستوى من الجدية والتفاني في العمل".
وأوضح أبرز القرارات التي أصدرتها الأمانة، وذكر منها، إصدار لائحة منظمة لعمله وهى التي أوجدت مجلس أمناء ولجان فرعية، وصدور مدونة للسلوك والأخلاق.
وأشاد عدد كبير من السياسيين بالجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى، وقال النائب محمد عبد العزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو لجنة العفو الرئاسى، إن هناك جهد كبير بذل في المشاورات للاستقرار على المحاور وإدارة الحوار الوطنى من قبل مجلس الأمناء، وعدد كبير من اللقاءات الجماهيرية التي قام بها نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في مختلف المحافظات للاستماع لكافة الآراء من المواطنين الكرام.
وأضاف النائب محمد عبد العزيز فى تصريحات له، أن الجلسة الافتتاحية شهدت مشاركة واسعة وفعالة من قبل نخبة كبيرة من قادة الفكر والرأي والسياسة بمختلف التوجهات والآراء الفكرية والسياسية، مضيفا: "بعد الآن حان وقت العمل من أجل صياغة هذه التوصيات وكافة الآراء في أجندة عمل من أجل بناء الجمهورية الجديدة".
وأشاد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، بانطلاق الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني اليوم الأربعاء، بمشاركة واسعة وفعالة من مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلي والشخصيات العامة والخبراء، مؤكدا أن انطلاق الجلسات يعد بمثابة بداية لتنفيذ خارطة طريق للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتدشين مرحلة جديدة في عمر الوطن.
وقال "أبو العطا"، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الحوار الوطني فرصة تاريخية حقيقية لإثراء الحياة السياسية والحزبية في مصر، لافتا إلى أن الحوار الوطني يؤكد على رغبة الدولة وإرادتها في مشاركة مواطنيها لرسم مستقبل البلاد وبناء الجمهورية الجديدة بشكل حضاري وديمقراطي حقيقي.
وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن إدارة الحوار الوطني نجحت في خلق حالة من التوافق والتلاحم بين فئات الشعب، الأمر الذي يسهم في صناعة المستقبل والجمهورية الجديدة وتحقيق خطط التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة من خلال إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بكل جدية على إنجاح هذا الحوار، مؤكدا أن انطلاق الجلسة الافتتاحية للحوار يعكس حرص الدولة على المضي قدماً لبناء وطن يتسع للجميع تحت راية المصلحة العامة وفقاً للرؤى والأفكار والمقترحات التي تسهم في تحقيق المنفعة العامة والتجرد من المصالح الشخصية للوصول بالوطن إلى مرحلة البناء والتنمية.
ولفت إلى أن انعقاد جلسات الحوار الوطني فرصة تاريخية لمساهمة الجميع في صناعة المستقبل والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة لكل القوى الوطنية والسياسية، مشيرا إلى أن الحوار الوطني يعد الطريق للمستقبل وفتح نقاش وطني عام في مختلف القضايا المهمة والحساسة من أجل الوطن.
ونوه بأن انعقاد الحوار الوطني في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها السودان الشقيق، وانشغال الرأي العام المصري بها، وتركيز الدولة المصرية على حلها سلميا ومعالجة آثارها العديدة، يؤكد حيوية الحوار الوطني وجديته وتعلق الجميع به والرهان على متابعة توصياته.
وأشار إلى أن الحوار الوطني مكسب سياسي كبير وخطوة سياسية غير مسبوقة بين مختلف القوى، بفضل توجيهات الرئيس السيسي، الذي وجه بانطلاق الحوار الوطني به ويتابع مخرجاته وتوصياته، موضحا أن الزخم الذي يحيط بالحوار الوطني يؤكد أهميته الشديدة في بحث كل هموم وقضايا الوطن، مؤكدا أن الحوار الوطني حوار شامل ويهم ملايين المصريين.
ومن المقرر أن تبدأ جلسات لجان الحوار الوطنى لمناقشة الموضوعات التي توافق عليها مجلس الأمناء في مختلف اللجان الفرعية، الأحد القادم الموافق 7 مايو، بهدف الوصول إلى مخرجات حقيقية يتم رفعها لرئيس الجمهورية الداعي للحوار، لتأخذ بعد هذا طريقيها التشريعي والتنفيذي بما يخدم صالح المواطن المصرى.