تحيي فرنسا غدا الاثنين 8 مايو، الذكرى الـ 78 ليوم النصر في أوروبا واستسلام القوات الألمانية ونهاية الحرب العالمية الثانية فى عام 1945، وسوف يترأس إيمانويل ماكرون الاحتفالات المقامة في البلاد بهذه المناسبة.
ومن المقرر أن يقام احتفالان، واحد في الصباح في باريس، حيث تبدأ الاحتفالات بوصول الرئيس الفرنسي إلى جادة الشانزليزيه، ويضع إكليلا من الزهور على تمثال الزعيم الراحل مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة، شارل ديجول، ثم يعيد إشعال شعلة قبر الجندي المجهول تحت قوس النصر ويضع إكليلا من الزهور.
وبعد الانتهاء من الاحتفالات الصباحية في باريس، سيتوجه ماكرون إلى مدينة "ليون" (جنوب شرق فرنسا) لاستكمال الاحتفالات "في إطار الذكرى ال78 لانتصارات 8 مايو". وسيترأس حفلا لتكريم "جان مولان" أحد الأبطال الرئيسيين للمقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، في المدينة التي اعتقل فيها عام 1943، وهو احتفال يأتي أيضا تكريما للمقاومة الفرنسية وضحايا الحقبة النازية.
كما سيزور ماكرون "سجن مونلوك"، كرمز لعدد كبير من الشخصيات التي تم اعتقالها هناك، كما سيذهب إلى الزنزانة التي قضى ليلة فيها "كلاوس باربي" المسؤول في جهاز الجستابو (جهاز البوليس السري) في ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وتمت محاكمته عام 1987 في ليون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وسيرافق ماكرون في جولته وزير العدل إيريك دوبون-موريتي، ووزير التربية الوطنية باب ندياي، وأيضا المسؤولة لدى وزير الجيوش، المكلفة بالمحاربين القدامى والذاكرة باتريشيا ميرال.
لكن هذا العام، تنظم الاحتفالات وسط حراسة أمنية مشددة. حيث كشفت مديرية أمن "رون " (جنوب شرق البلاد)، الجمعة الماضية، عن الإجراءات الأمنية التي ستحيط بجولة الرئيس.
مؤخرا ومنذ المصادقة على قانون إصلاح نظام التقاعد، الذي أثار موجة غضب عارمة في الشارع الفرنسي، تنظم مظاهرات مناهضة لرئيس الدولة، الذي أصدر رسميا القانون في 15 ابريل الماضي. ومع كل جولة ميدانية يقوم بها ماكرون في البلاد، تصاحبه تظاهرات "بالقرع على الأواني" احتجاجا على القانون.
وبالفعل، أطلقت دعوات للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة "ليون"، وأكد المتظاهرون على تواجدهم بأعداد كبيرة لاستقبال "الملك وحاشيته" في اشارة إلى الرئيس الفرنسي ومسؤولي حكومته، داعين إلى تظاهرات حاشدة أمام سجن "مونلوك" غدا الاثنين ضد قانون إصلاح نظام التقاعد.
وفي مواجهة تلك التظاهرات، ستقام الاحتفالات "وسط حراسة مشددة" لمنع أي عمل معاد لرئيس الدولة. ففي العاصمة الفرنسية، حظرت مديرية أمن باريس التظاهرات في محيط الشانزليزيه وأقامت طوقا أمنيا واسعا، مبررة أن هذا الاحتفال، الذي يجمع أعضاء الحكومة والشخصيات السياسية للرئيس إيمانويل ماكرون، من المحتمل أن يتعرض في السياق الحالي لتهديد شديد للغاية، وأن يكون هدفا رمزيا لأعمال ذات طابع إرهابي.
لذلك، تمت إقامة طوق واسع يحيط بمنطقة الشانزليزيه، يُحظر فيه إقامة أي مظاهرة حتى وان كانت قد تمت المطالبة بها من قبل، مثلها مثل التجمعات "غير المصرح بها".
ومنذ اعتماد قانون إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل في البلاد ولجوء الحكومة الى المادة 49.3 من الدستور التي أتاحت تمرير القانون بدون تصويت النواب، يواجه الرئيس الفرنسي وأعضاء حكومته "تظاهرات بالقرع على الأواني" في محاولة من المتظاهرين "إحداث ضجة وعرقلة زياراتهم الميدانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة