انطلقت، فعاليات المؤتمر الدولى "المناجم و المحاجر في مصر القديمة" بمقر مركز الآثار الإيطالى بشارع شامبليون، بالتعاون بين المعهد الثقافي الإيطالي ومركز الآثار الإيطالي بالقاهرة ومركز التراث الثقافي والعالمي بمؤسسة مصر المستقبل.
وأكد الدكتور ديفيد سكالماني، مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، على أن مثل هذه المؤتمرات بمقر مركز الآثار الإيطالى تسهم فى تعزيز دور المعهد وأهدافه فى مصر ومنها دعم التبادل الثقافي بين إيطاليا ومصر والتي تشمل الكثير من المجالات، منها الآثار والموسيقى والسينما والفنون البصرية، وبالطبع ترجمة الأعمال الإيطالية الفريدة، سواءً كانت أعمال في الأدب أو العلوم الإنسانية، ونقلها إلى اللغة العربية كما تجمع هذه المؤتمرات بين علماء العالم لدراسة الحضارة المصرية وعلاقة علم الآثار بعدة علوم أخرى منها الجيولوجيا والنبات.
كما تسهم هذه المؤتمرات من خلال المناقشات والتوصيات فى وضع رؤى ومشاريع لكيفية تنمية واستثمار ما تملكه مصر من كنوز خاصة فى مجال التعدين والمناجم علاوة على قيمة آثارها وحضارتها العظيمة التى تحظى بإعجاب العالم كله.
ونوه الدكتور ديفيد سكالماني بأنه يسعى دائمًا لاستثمار ذلك فى خلق وتنفيذ مشروعات ثقافية مشتركة بين إيطاليا ومصر من أجل تحقيق منفعة بين الجانبين، وقد دعمنا مشروعًا جديدًا للترجمة، وهي أمر مهم لأنها تصل بين ثقافتين مختلفتين، ونسعى لدعم الكثير من الأعمال، وأن الترجمة هى الطريق لتعزيز الهوية الإيطالية والهوية المصرية.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى للمؤتمر بأن المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة يسعى إلى وضع أطر لاستثمار التراث الثقافى والتاريخى والمبانى التاريخية فى مصر وإيطاليا من خلال رؤى العلماء والمتخصصين التى تطرح من خلال هذه المؤتمرات وقد عرض العلماء فى اليوم الأول المحاجر والمناجم التى ساهمت بدور كبير فى بناء الحضارة المصرية ومنها هضبة الأهرامات نفسها التى أخذت منها أحجار الأهرامات ولم تجلب من طرة كما هو مشاع، كما ناقش المؤتمر فى يومه الأول من خلال ما عرض من أبحاث طريقة تقطيع ونقل هذه الأحجار ودور المناجم خاصة فى العين السخنة وسيناء، وأن سيناء أسهمت بشكل كبير فى تزويد الحضارة المصرية بالنحاس والفيروز .
وتابع الدكتور ريحان بأن المؤتمر طرح فى يومه الأول فكرة للدكتور عز الدين عبد الحكيم خلف أستاذ الجيولوجيا بعلوم القاهرة بتنمية وتنشيط السياحة الجيولوجية فى مصر بوضع برنامج سياحى لزيارة الثروة المحجرية فى مصر والمناجم التى كانت المنبع للحضارة المصرية للحصول على مواد البناء والتماثيل ومقتنيات المعابد والمقابر ومختلف جوانب الحضارة المصرية وتنتشر فى صحارى مصر الشرقية والغربية وسيناء وتقوم بعض الشركات السياحية بعمل رحلات سفارى لها على مستوى ضيق ولكنها غير مرتبطة ببرنامج سياحى شامل يوضع على خارطة السياحة المحلية والدولية وكذلك تدريس هذا النمط من السياحة فى أقسام الإرشاد السياحى بالكليات لتخريج جيل لديه الكفاءة لشرح هذا النوع من السياحة.
وأشار الدكتور محمود الشنديدي مقرر عام المؤتمر إلى أن تنمية وتنشيط هذا النوع من السياحة يضيف زخمًا جديدًا للسياحة التاريخية فى مصر بربطها بأصول حضارتها ومصدر مواد الخام وطريقة تقطيع ونقل هذه الأحجار وفيه أبلغ رد على كل من يتشكك فى بناة قدماء المصريين لحضارتهم أو فى أن أحفادهم ليس بجديرين بحضارة أجدادهم وها هم ينقبون عن أصول حضارتهم ويستخرجون منها الدرر الثمينة ويحسنون استثمارها.
وأوضح الدكتور بدوى إسماعيل عميد كلية الآثار بالأقصر سابقًا أن المؤتمر يحظى بحضور دولى من كبار العلماء فى مجال التخصص حيث يشارك بالمؤتمر الدكتورة سهير قنديل رئيس مجلس إدارة مؤسسة مصر المستقبل والدكتور كلوديو مارجوتيني من جامعة فلورنسا والدكتور إنريكو شلبرتو من جامعة كاتانيا بإيطاليا كما سيعقد علي هامش المؤتمر ورشة دولية عن التراث الصناعي و كيفية الاستفادة الاقتصادية منه، بالإضافة إلى باحثين من مصر وإيطاليا و أمريكا واليونان وإنجلترا والجزائر والأردن و سوريا.
ونوه الدكتور محمد حمدان رئيس الجنة العلمية العليا المنظمة للمؤتمر إلى أن محاور المؤتمر تشمل دراسات المحاجر والمناجم والبحوث التطبيقية و كذلك آخر مستجدات البحث العلمي في مجال دراسات الأحجار ودراسات تلف الأحجار باستخدام التقنيات العلمية الحديثة وكذلك الدراسات المتعلقة بإدارة مواقع التراث ومواقع النقوش الصخرية و الجوانب الاقتصادية وبرامج التنمية المعتمدة علي الآثار والتراث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة