تحل اليوم الذكرى الـ 74 لوفاة أحد رواد المسرح والسينما في مصر الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 يونيو عام 1949، بعد مسيرة فنية لأكثر من 30 عاما، اشتهر خلاله بالأدوار الكوميدية البسيطة التي قدمها، فهو من أبرز نجوم الفكاهة والكوميديا في مصر.
مراحل كثيرة عاشها نجيب الريحاني بداية من دراسته بإحدى المدارس الفرنسية، التي بدأ فيها حبه للتمثيل، وبعد إتمامه دراسته، عمل موظفا في شركة لإنتاج السكر بالصعيد والتي كان لها التأثير الأكبر على أعماله السينمائية والمسرحية بعد ذلك.
نجيب الريحاني وبديعة مصابني
وفي أواخر العقد الثاني من القرن العشرين أسس مع صديق عمره بديع خيري فرقةً مسرحيَّة عملت على نقل الكثير من المسرحيَّات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلى اللُغة العربيَّة، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلامٍ سينمائيَّة مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر.
وكانت من أبرز المحطات في حياة نجيب الريحاني هي زواجه من الراقصة والفنانة اللبنانية بديعة مصابني التي تعرف عليها أثناء إحدى عُروضه في لُبنان، واصطحبها معهُ إلى مصر، حيثُ افتتحت ملهىً خاصًا بها اشتهر باسم "كازينو بديعة"، كما أسست فرقتها المسرحيَّة الخاصَّة كذلك التي عُرفت باسم "فرقة بديعة مصابني" والتي اكتشفت العديد من المواهب التمثيليَّة في مصر.
ثم تزوجها "الريحاني"، وعلى الرغم من الحب الذي جمع بينهما في البداية، إلا أنهما عانا من العديد من المشاكل الزوجية والأسرية، بسبب اختلافهما الشديد، وكشفت بديعة عن سبب طلاقهما خلال لقاء قديم قائلة: "أنا كنت شكل وهو شكل، هو يحب النوم، ويحب السهر كثيرًا، بيقعد هو وبديع خيري يألفوا ويعملوا روايات، وأنا عايزة بالنهار مثلا أروح أتغدى في مسرح وأروح أتفسح مليش راجل معايا، فين نجيب؟ نايم، فين نجيب؟ بيشتغل، فين نجيب؟ عند بديع، فاتخانقنا وسيبنا بعض قبل وفاته بأشهر".
وتقول بديعة مصابنى فى مذكراتها: "من يعرف الريحانى يعرف جيدا أنه شخص غير مرح، دائم الضجر، ولن يصدق أحد أن هذا الفنان العملاق الذى يضحك الناس إلى حد البكاء يعيش حياة كئيبة خالية من المرح، يعيش فى الحقيقة كرجل مهموم لا يضحك أبدا، وإذا أردتم أن تعرفوا شكل حياتى معه ستجدون أن الثلاث سنوات التى مرت فى زواجنا كانت مثل دهر، لم نتبادل فيها سوى بضع كلمات بسيطة، فهو لا يحسن التعبير عن عواطفه ولا يحب أن يتحدث كثيرا، فقد كان يستيقظ فى الثانية بعد الظهر دون أن ينطق بكلمة، وكنت أنتظره ساعات حتى يشرب قهوته ويقرأ الجرائد والمجلات حتى أتمكن من الحديث معه، وكنت أتحدث فى كل الأمور بينما هو يرد بكلمات قليلة إذا ما لزم الأمر مثل: أيوه، مظبوط، يمكن".