العلاقات المصرية الأمريكية تمتلك أهمية كبيرة
مصر الآن تبهر العالم بدورها فى احتواء اللاجئين السودانيين
دور مصر فى القضية الفلسطينية تاريخى
«إن ثورة 30 يونيو كشفت للعالم صمود الشعب المصرى، فهو بالرغم من الأزمات استطاع النهوض مجددا، متحديا مخاطر جماعة «الإخوان»التى وصلت إلى السجن والموت أيضا، وكانت الثورة طوق النجاة من براثن تلك الجماعة»، هذا ما أكده البروفيسور إيلى جولد رئيس مركز «جولد» للأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية فى واشنطن، فى حوار لـ«اليوم السابع»، مضيفا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنقذ مصر من الفوضى المدمرة، وقاد شعبه لبر الأمان فى وقت عانت دول عديدة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وأضاف «جولد»، فى حديثه، أنه بمرور 10 سنوات على إطاحة الشعب المصرى بجماعة «الإخوان» والتخلص من سيطرتها على مصر تتأكد مكتسبات تلك الثورة، والتى من بعدها تسلم الرئيس السيسى السلطة من خلال انتخابات شرعية تاريخية، وهذا له أهمية كبيرة لمصر التى تعرضت لخطر الفوضى بسبب الديناميكيات التى حدثت فى أعقاب سقوط الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وصعود الإخوان إلى السلطة، حيث جلبوا معهم الإرهاب والموت وكانوا على طريق إنشاء نظام مشابه لذلك الموجود فى أماكن أخرى فى المنطقة أصبحت مدمرة.
الاستقرار والقضاء على الإرهاب
وحول أهمية الدور الذى لعبه الرئيس عبدالفتاح السيسى، قال البروفيسور إيلى، لقد كان الرئيس السيسى فاعلا فى استقرار الاقتصاد وتحسين البنية التحتية والقضاء على الإرهاب، وتحقيق الأمن والأمان، مضيفا أن هذا العنصر - الاستقرار والأمن - من أهم ركائز أية دولة، ولذا فإنه فى كل الأحوال ومهما بلغت صعوبة الأوضاع الاقتصادية، فإن بالتأكيد وضع مصر اليوم أفضل كثيرا مما كانت عليه فى ظل حكم الإخوان.
إصلاحات اقتصادية
وعن مكتسبات الثورة، أشار إلى أن الرئيس السيسى نفذ إصلاحات اقتصادية أنقذت الاقتصاد المصرى وأدت إلى زيادة الاستثمار الأجنبى وخلق فرص عمل كثيرة، بالإضافة إلى ذلك، فقد استثمر فى مشاريع البنية التحتية مثل توسيع قناة السويس وبناء مدن جديدة، كما أدى موقفه القوى ضد الإرهاب إلى انخفاض الهجمات الإرهابية فى مصر، فبشكل عام فقد رسخت قيادة الرئيس السيسى لمصر الاستقرار والتنمية، وحول فرص النمو المتاحة فى مصر، قال «جولد» بلا شك أن دول العالم - ومنها الولايات المتحدة الأمريكية ومصر - تأثرت جميعا بتداعيات جائحة كورونا، ولكن مع مرور الوقت تتجه الأمور للأفضل، ومصر أظهرت تحسنا كبيرا فى مجالات الاستقرار والتنمية والسلام رغم التحديات الراهنة.
التزام مناخى
أيضا ذكر فى حديثه أن مصر أظهرت قدرتها على لعب دور قيادى فى المجتمع الدولى، والتزامها بالتصدى لتغيرات المناخ، وهو ما بدا واضحا من خلال استضافتها لقمة المناخ cop27 فى نوفمبر من العام الماضى، فقد مثل المؤتمر فرصة لعرض الجهود المصرية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى والتكيف مع آثار تغير المناخ. وأضاف «جولد» أن الدولة المصرية استطاعت حفظ أمنها واستقرارها وسط فترة عصيبة من اضطرابات سادت المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أنه منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم فى مصر سعى لإخراج دولته من المربع صفر إلى المربع الذهبى ووضعها فى مصاف الدول التى تشهد تطورا ونموا، فتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة وخلق شبكة من الطرق تجذب المستثمرين، كما مد يده لفتح صفحات من التعاون مع البلدان المختلفة، فعلى صعيد العلاقات الخارجية حققت مصر تقدما كبيرا فى علاقاتها العربية العربية والعربية الأجنبية.
دعم رسالة مصر فى صنع السلام
وبالنسبة لدور مصر فى إرساء السلام، قال إن الرئيس السيسى دعم رسالة مصر فى صنع السلام والدعوة إليه، ففى خلال تلك السنوات لاحظنا دورها فى ملفات عديدة منها فلسطين وتهدئة التوترات، وأيضا ليبيا إلى جانب استقبال اللاجئين السودانيين، وقد أبهرتنا بدورها فى هذا الصدد.
واستكمل «إيلى» فى حديثه لـ«اليوم السابع»، قائلا: إن مصر هى الدولة التى استطاعت القضاء على الإرهاب، موضحا أنها قدمت للعالم تجربة رائدة رائعة فى 30 يونيو، فكانت دولة قوية صامدة ضد الفوضى.
مكاسب غير مسبوقة للمرأة
وبالنسبة للمرأة، قال «جولد» نجدها تحظى بدعم كبير من الرئيس السيسى وقد أخذت فرصا غير مسبوقة فى العمل السياسى وفى تمثيلها بالبرلمان، أيضا تقلدت عدة مناصب بالحكومة، فكان دعم الرئيس السيسى واضحا وصريحا لمبدأ تمكين المرأة المصرية، وتعزيز حقوقها.
وهكذا الحال بالنسبة للشباب الذى يحظى باهتمام كبير من قبل الرئيس، وهذا ما لمسناه من خلال حرص الرئيس على مد جسور الحوار مع الشباب وإشراكه بالرأى عبر منصات مختلفة، مثل منتدى شباب العالم والذى يُعد المبادرة الأولى عربيا من ونوعها، وأيضا مؤتمرات الشباب التى يعقدها الرئيس فى المحافظات، إلى جانب تمثيله فى البرلمان بنسبة أكبر من العهود السابقة، فالسيسى حريص على إعطاء الشباب فرصة للمشاركة فى الحياة السياسية.
دور تاريخى فى الوساطة بالأزمة الفلسطينية
وعن الدور الذى تلعبه مصر فى الملفات الإقليمية، قال «جولد» إن مصر تلعب دورا تاريخيا فى الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد شهد هذا الدور تطورا كبيرا فى السنوات الأخيرة منذ تولى الرئيس السيسى الحُكم، وفى ظل تلك الحالة من التدهور الذى تعانى منه أمريكا فى تواجدها فى منطقة الشرق الأوسط، فإن مصر ستستمر فى لعب دور أكبر فى التوسط فى القضية الفلسطينية.
وخلال المؤتمر الذى استضافه المركز مؤخرا لمدة يومين فى واشنطن العاصمة، ناقشت مع ممثلين من 10 دول إشكاليات التحالفات الاستراتيجية على مستوى العالم، فعلى مدار العامين ونصف العام الماضيين، اصطدمت التحالفات مع الولايات المتحدة بمنعطف خطير فى العديد من الأماكن على مستوى العالم، بما فى ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فكان اتجاه الرئيس الأمريكى جو بايدن بالنسبة للسياسة الخارجية به كثير من العوار، ما سمح للشراكات الأمريكية فى الشرق الأوسط بالتدهور، وحول العلاقات المصرية الأمريكية، قال لطالما كانت العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر ذات أهمية كبيرة عسكريا وغير ذلك، فمصر دولة مهمة ومؤثرة بالمنطقة، ومد جسور التعاون معها مهم للغاية.