الصراع الذى ظهر بعد إطلاق تطبيق «ثريدز» من شركة ميتا، فى ظاهره صراع بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك، وبين شركتين من شركات التكنولوجيا على انتزاع المستخدمين، فقد ظلت المنافسة متوازنة بين الطرفين حتى وقت قريب، تويتر له نخبته ومستخدميه، وفيس بوك له جمهوره، وإنستجرام تطبيق للصور والفيديوهات القصيرة، لكن «ثريدز» بدا أنه نوع هجين من إنستجرام من دون صور، ويتيح مجالا للتدوينات القصيرة، وقد يكون سلوك إيلون ماسك وتدخلاته ومضايقاته للمستخدمين أثرت بالفعل على تويتر، وحولته بعد توسيع حجم التدوينات إلى فيس بوك مصغر، بجانب تقسيم المستخدمين بين من يدفع ومن لا يدفع ومن يحصل على علامة زرقاء، ومن يحق له الاطلاع على التويتات.
حتى الآن «ثريدز» رغم أنه استقطب عشرات الملايين فى أيام قصيرة، لكن لم يثبت حتى الآن أن هؤلاء غادروا تويتر، وربما يكون ظهور التطبيق حافزا لـ«ماسك» أن يحسن من سلوكه تجاه التطبيق، الذى ما زال بالفعل يحتل مكانة لدى قطاع لا يستهان به من المستخدمين، انضموا إليه مبكرا، منذ كانت التدوينات لا تتجاوز 140 حرفا فقط، لكن حتى قبل أن يشترى ماسك «تويتر»، تمت مضاعفة حجم التدوينات، بجانب «السبيس» والتى ظلت ضمن تطورات مقبولة، حتى جاء إيلون ماسك وقرر أن يتدخل بشكل كبير ويقسم المستخدمين، الأمر الذى تسبب فى مضايقات وتراجع فى أنشطة المستخدمين الجدد.
ورغم أن إيلون ماسك هدد بمقاضاة ميتا، واتهم الشركة بسرقة الأسرار، والموظفين، لكن الأهم أن عليه السعى لاستعادة ما خسره من تدخلاته، وتسريح أعداد كبيرة من موظفيه، هاجروا إلى ميتا، وغيرها، بحثا عن عمل، وأغلبهم من ذوى الخبرات، التى يمكن أن تخصم من تويتر لصالح منافسيها.
هناك ظلال سياسية لهذه المنافسة، حيث يرى البعض أن الصراع بين تويتر وثريدز، أكبر من منافسة بين تطبيقين، وإنما كما يقول الكاتب عبدالله الزهرانى، فى «العين»، كون إيلون ماسك ومارك زوكربيرج يعكسان الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين فى الولايات المتحدة، باعتبار تويتر يتيح مساحات للجمهوريين ودونالد ترامب، بينما زوكربيرج يميل للديمقراطيين، وأن الصراع هو انعكاس لاستعدادات انتخابية، باعتبار من يسيطر على مفاصل الإعلام سوف يسيطر على العقول والقلوب.
بعيدا عن هذا، فإن المنافسة لجذب أكبر عدد من المليارات الأربعة الذين يشكلون نصف سكان العالم، ويمتلكون حسابات على الشبكة، وهؤلاء هم من يصنعون نسب المشاهدة والتريندات، والتى تجذب الإعلانات، والأرباح، وبالتالى فإن هذه المنافسة يتوقع أن تقترب من المحتوى، الذى يسيطر عليه حتى الآن التريندات والفيديوهات والتدوينات والصور الخفيفة، وهذه المنافسة والرغبة فى الربح، تجعل هذه الشركات تغض الطرف عن شيوع الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة، وتدعم النميمة والمحتوى الخفيف، أو غياب الفواصل بين الخصوصية والتشهير.
ورغم وجود تطبيقات ومواقع ومنصات للثقافة والمحتويات المتعددة، فالسيادة والدخل الأكبر والصراع تتمركز على مواقع التواصل الكبرى، فيس بوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات وتيك توك وغيرها، والصراع على عقول وقلوب وجيوب مليارات البشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة