سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يوليو 1960.. طبع المصحف المرتل فى أسطوانات للمرة الأولى فى تاريخ الإسلام.. والشيخ محمود خليل الحصرى يرفض تقاضى أجر

الأحد، 23 يوليو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يوليو 1960.. طبع المصحف المرتل فى أسطوانات للمرة الأولى فى تاريخ الإسلام.. والشيخ محمود خليل الحصرى يرفض تقاضى أجر الشيخ محمود خليل الحصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقترح الدكتور لبيب السعيد، على وزير الأوقاف أحمد عبدالله طعيمة، تسجيل القرآن الكريم مرتلا، وشكا له من أنه أمضى عدة سنوات محاولا تنفيذ المشروع، ولكن بلا جدوى، حسبما يذكر «طعيمة» فى مذكراته «صراع السلطة»، كاشفا عن أنه استدعى الشيخين سيد سابق ومحمد الغزالى إلى مكتبه، وكانا مسؤوليْن فى وزارة الأوقاف، وطلب منهما مناقشة «السعيد» فى مشروعه، وجاء رأيهما بأنه جدير بالتنفيذ فنفذته فورا.
 
 يؤكد «طعيمة»: «كان ذلك أول تسجيل صوتى للقرآن الكريم فى العالم بعد جمع القرآن فى عهد سيدنا عثمان بن عفان رضى الله»، ويذكر سامى شرف، مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر، فى الجزء الرابع من مذكراته: «كان الخليفة الراشد أبوبكر الصديق هو أول من بدأ جمع القرآن فى مصحف، بإلحاح من عمر بن الخطاب رضى الله عنه، بعد مقتل معظم حفظة القرآن فى حرب الردة، والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضى الله عنه هو صاحب أول مصحف تم جمع وترتيب سور القرآن الكريم به، والرئيس جمال عبدالناصر هو أول حاكم مسلم فى التاريخ يتم فى عهده جمع القرآن الكريم مسموعا مرتلا فى ملايين الشرائط بأصوات مقرئين مصريين».
 
كان «طعيمة» وزيرا للأوقاف من 24 أكتوبر 1959 حتى عام 1961، وفى عهده تم إنجاز هذا المشروع من خلال الوزارة.. غير أن «السعيد» كان صاحب فكرته حسبما يؤكد «طعيمة» فى مذكراته، بالرغم من أنه لم يكن من العاملين فى الأوقاف وقت عرض مشروعه على الوزير، ووفقا للموقع الإلكترونى «لها»، فإن «السعيد» كان يشغل منصب المراقب العام بمصلحة الاستيراد، ومنتدبا للتدريس بكلية التجارة فى جامعة عين شمس، ثم انتقل إلى وزارة الأوقاف ليشرف على تنفيذ المشروع.
 
 أما بداية تفكيره فيه فكان فى عام 1958، بتقديمه مذكرة إلى الجمعية العامة للحفاظ على القرآن الكريم، وكان رئيسها، وتضمنت المذكرة حيثيات فكرته وهى، أن أهم وسيلة لنقل القرآن الكريم عبر الدهور، كانت وما زالت روايته وتلقينه مباشرة وشفاهة فمًّا لفم، وهذا هو المعتمد عند علماء القراءة، لأن فى القراءة ما لا يمكن إحكامه إلا عن طريق السماع والمشافهة، ومتابعة للتطور، وتأكيدا لطريقة النقل الشفوى وتطويرا لها، يمكن الآن الاتجاه إلى تسجيل القرآن الكريم تسجيلا صوتيا، ولعل هذا الأسلوب أن يكون هو أصلح أساليب العصر، وأكثرها تيسيرا على المسلمين فى تلقى الكتاب العزيز، مجوَّدًا ومتلو بمختلف القراءات».
 
يضيف «السعيد»: «الحاجة إلى هذه الوسيلة بالنسبة للدول الإسلامية غير العربية أمسّ، وانتشار القرآن بفضل هذه الوسيلة سيكون أوسع، وطلابه سيكونون أكثر، والمصحف المسموع سيكون سببا لزيادة توثق العلاقات بين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها».
 
اقترح «السعيد» أن يقوم على التلاوة علماء فن التجويد والقراءات، والقراء المهرة من أصحاب الأصوات الجيدة والأداء المتقن، وأن تختارهم لجنة لها خبرتها فى القرآن وعلومه، يشارك فيها الأزهر الشريف والهيئات العلمية واللغوية والثقافية، ورحب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر، ودعا 3 من أشهر القراء والعلماء للبدء بالتسجيل وهم، الشيخ محمود خليل الحصرى، للتسجيل برواية حفص عن عاصم، والشيخ مصطفى الملوانى للتسجيل برواية خلف عن حمزة، والشيخ عبدالفتاح القاضى، رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، لتسجيل قراءة أبى جعفر، برواية ابن وردان، ويشرف على التسجيل.  
 
يؤكد «طعيمة» أن الشيخ «الحصرى» تطوع بتسجيل القرآن كاملا بلا أى أجر، يقول: «طالبنى آخرون من المقرئين بمبالغ تصل إلى خمسة آلاف جنيه لكل منهم، وهو ما لا أملكه للإنفاق على المشروع»، يكشف: «كنت أنوى توزيع القرآن على مجموعة من المقرئين المعروفين لإخراجه فى وقت قليل ليلحق باحتفال عيد ثورة 23 يوليو - مثل هذا اليوم - عام 1960، ما جعل الشيخ الحصرى يعمل يوميا لمدة 12 ساعة حتى يستطيع تسجيل القرآن كاملا فى الوقت المطلوب».
 
يؤكد موقع «لها»: «قام الشيخ الحصرى بتسجيل رواية حفص، وفق الشروط والضوابط التى وضعتها اللجنة المشرفة، وكانت تضم أساتذة فن التجويد والقراءات فى مصر يتقدمهم الشيخ عامر عثمان، ولم يكن التسجيل هينا، فمع امتياز الشيخ الحصرى فى القراءة، فإن اللجنة كانت تستوقفه كثيرا ليعيد التسجيل على النحو النموذجى المطلوب».
 
يتذكر «طعيمة»، أن مصنع الأسطوانات الذى كان يملكه الفنان محمد فوزى له فضل كبير على المشروع، يكشف: «كانت الأسطوانات ترسل للخارج لصنع النسخة الأصلية التى يتم الطبع عليها، ولم تكن شرائط التسجيل ظهرت بعد، فقرر الفنان محمد فوزى أن تدفع الوزارة ثمن التكلفة الفعلية للأسطوانات دون أى ربح يحصل عليه،  وفى يوم 23 يوليو 1960 بدأ توزيع المصحف المرتل للمرة الأولى فى تاريخ الإسلام»، يؤكد: «كانت لتسجيل القرآن المرتل صوتيا آثار بعيدة المدى، فقد حرصت جميع محطات الإذاعات الاسلامية على إذاعته فى برامجها، حتى أن الاهتمام أثار الأمريكان، فجاءنى السفير الأمريكى زائرا فى الوزارة طالبا نسختين من الأسطوانات لمكتبة الكونجرس».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة