صدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 48 من مجلة "القوافي" الشهرية، المختصة بالشعر الفصيح ونقده، والتى تحتفى بالمواضيع ذات الصلة به بلاغة ولغة وتراثا، كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور.
وجاءت افتتاحية العدد تحت عنوان "بلاغة الشاعر وسياقاته الإبداعية" جاء فيها "بلاغة الشاعر تنبع من خبراته الجمالية، ومستوى تفاعله الدائم مع القصيدة، فهذه البلاغة هي التي تبرز سياقاته الإبداعية في الوصف والنسيج السردي للكلمات، فهي تتتابع مع بنية الأبيات الشعرية وزخمها أيضاً، في المزج بين الإيقاع والدلالات التي يرمز إليها بالأشكال المجازية والبلاغية، وبهذه الرؤية التي تنظم أوضاع اللغة داخل القصيدة، فإن ثمة بلاغة أخرى تتولد بداهة من الفضاء الذى يسبح فيه الشاعر، ويوجه عبره دفة كلماته وحركتها داخل النص، وهو ما يستوجب التماهي مع "بلاغة الحذف" التي تضيء على موضوعها "القوافي" في إطلالة هذا العدد".
إطلالة العدد جاءت تحت عنوان: "التناص.. أدوارٌ متبادلةٌ في الشعر" وكتبها الشاعر الدكتور أحمد الحريشي، وفي باب "مسارات" كتب الشاعر الدكتور محمد الحوراني عن إنسانية الشعراء، وتضمن العدد حوارا مع الشاعر المصري محمد الحناطي وحاوره الإعلامي أحمد اللاوندي، واستطلع الشاعر الإعلامي أحمد الصويري الآراء حول القصيدة الأجمل في حياة الشعراء، وفي باب "مدن القصيدة" كتب الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي عن مدينة الموصل العراقية، وتضمن باب "أجنحة" حوارا مع الناقدة التونسية الدكتوره نور الهدى باديس وحاورها الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي، وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و"قالوا في..."، وكتبها الإعلامي فواز الشعار، وفي باب "مقال" كتب الدكتور محمد زيدان عن "بلاغة الحذف في السياق الشعري"، كما كتب الدكتور إبراهيم الشبلي عن "شعراء ارتبطوا بالفرات"، أما في باب "عصور" فكتب الشاعر الدكتور مجدي الحاج عن الشاعر ابن الجوزي، وكتب الشاعر رابح فلاح عن الظل ودلالاته في القصيدة، وفي باب "تأويلات" قرأ الدكتور رشيد الإدريسي قصيدة "اختناق" للشاعر الدكتور عادل الزهراني، كما قرأت الشاعرة الدكتورة باسلة زعيتر قصيدة "عد لأرضك" للشاعر محمد حسن، في باب "استراحة الكتب" تناولت الدكتوره آمنة بلعلى ديوان "ما التبس بي.. ما غبت عنه"، للشاعرة الدكتورة مستورة العرابي، وفي "الجانب الآخر"، أضاء الشاعر الدكتور عبدالرزاق الدرباس على موضوع مراثي الشعراء للشعراء.
واحتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي تحت عنوان: "البيئة.. مرآة الشاعر وقصيدته"، وجاء فيه: "إذا رأيتَ أن قصيدة الشاعر كتاب، فإنك ستقرأ بين سطوره ذاتَه المتشظية في الجغرافيا، والمتأثرة بصوت البحر، وهديل الحمام، وهزيم الرعد، وتساقط حبّات المطر التي تعزف للأرض لحن الحياة، وقد قلت: إن قصيدته مرآة تعكس واقعه الذي يعيشه، وتنقل صورة نقية توصل القارئ إلى خصائص المكان وتفاصيله الكثيرة؛ فالشاعر على اتّصال دائم ببيئته، وهي التربة التي تنمو فيها أشجار تجلّياته، وهو حين يخاطب البيئة، فإنه يضفي عليها الحيوية، ويمنحها الحياة، ويؤنسن أشياءها، ويلمس عطر جمالها، فحروفه تكتنز بالصورة، وتفيض بالخيال، وتتجلّى فيها لمساتٌ ساحرةٌ آسرةٌ من اللغة الواسعة التي يعرف كيف يطوّعها، ويصنع منها قلائد يعلّقها على صدر الخلود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة