لهيب من الطقس شهده شهر يوليو هذا العام، من ارتفاع غير مسبوق فى درجات الحرارة فى معظم بلدان القارة الأفريقية، لاسيما شمال أفريقيا، مما أجبر دولها على تخفيف الأحمال، ما أدى إلى انقطاعات مستمرة فى الكهرباء، وبدأت الحكومات تبحث عن تقنين الكهرباء وتخفيف الأحمال.
ففى ليبيا تجاوزت درجات الحرارة الـ 40 درجة مأوية فى بعض المناطق ما أدى إلى انقطاعات متكررة فى الكهرباء، بحسب صيحفة المرصد الليبية، وصرح وئام التائب الناطق باسم شركة الكهرباء الليبية، قائلا: "درجات الحرارة المرتفعة تكاد غير مسبوقة وطالت كل دول المطلة على حوض البحر المتوسط وترتب عليها بعض الأعطال الناتجة عن ارتفاع الحرارة فى عدة مناطق وفرق الصيانة تتعامل معها أولًا بأول".
حر شديد فى تونس والجزائر وسط انقطاع للكهرباء وحرائق غابات
شهدت تونس والجزائر درجات حرارة غير مسبوقة فى شهر يوليو، وقاربت الحرارة فى تونس الإثنين 50 درجة مئوية حتى فى شمال البلاد، بزيادة تراوح بين 6 و10 درجات عن المعدل الموسمى، ما سبب انقطاعا للكهرباء دفع الناس نحو الشواطئ.
وفى الجزائر كانت السلطات فى حال تأهب خلال يوليو، حيث بلغت الحرارة 48 درجة محليا فى 5 ولايات شرقية هى جيجل وسكيكدة وعنابة والطارف وقالمة التى صدر بشأنها تنبيه من المستوى الثانى البرتقالى. واندلعت فى البلدين حرائق عنيفة وسط ارتفاع درجة حرارة الغطاء النباتى المحروم من الماء منذ أسابيع. وخلفت حرائق فى الشمال والشرق 15 قتيلا و26 جريحًا، كما تم إجلاء 1500 شخص.
وتجدد حريق فى بلدة ملولة بشمال غرب تونس على الحدود مع الجزائر بسبب هبوب رياح قوية ودرجات حرارة شديدة. وتم إجلاء ما لا يقل عن 300 شخص عن طريق البحر والبر من ملولة. وارتفعت الحرارة بوسط العاصمة تونس إلى 49 درجة مئوية فى الظل. وأظهرت شاشة فى شارع الحبيب بورقيبة المركزى فى العاصمة، 56 درجة فى الشمس عند منتصف النهار، فيما خلت الشوارع بشكل شبه تام من المارة.
وتسببت درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير معتاد فى يوليو فى انقطاع التيار الكهربائى وأوضحت الشركة التونسية للكهرباء والغاز العامة أنه للحفاظ على الشبكة تطرح أحمالا لمدة نصف ساعة إلى ساعة، خصوص فى أوقات ذروة الاستهلاك.
وفى 10 يوليو، تم تسجيل مستوى قياسى فى استهلاك الكهرباء بلغ 4692 ميغاواط، نتيجة الاستخدام المكثف لمكيفات الهواء، ودفع ذلك تونسيين من أحياء شعبية، كثيرا ما تفتقر منازلهم للمكيفات، للنوم مساء فى خيام على شواطئ قرطاج أو المرسى فى الضاحية الشمالية للعاصمة.
جنوب افريقيا شهد انقطاعات قياسية
وفى أوائل شهر يوليو شهدت جنوب افريقيا انقطاعات قياسية فى الكهرباء، وقال وزير الكهرباء فى جنوب إفريقيا كغوسينتشو راموكجوبا يوليو الجارى، أن بلاده التى عانت لعدة أشهر تقنينا فى التيار الكهربائى لفترات قياسية، وأضاف الوزير: "لن نشهد السيناريو الأسوأ الذى توقعناه وسنواصل لمس التحسن". وتعانى أكبر قوة صناعية فى القارة أزمة كهرباء حادة تفاقمت منذ العام الماضى.
وأضاف الوزير: "أنا واثق بأننا سنتجاوز الانقطاع قريباً وسنبدأ العمل على إنشاء هامش احتياطى إضافى من أجل السماح بنمو الاقتصاد بالمستوى المطلوب".
ومنذ أشهر، لم يصدف أن عاش 60 مليون شخص فى البلاد يوماً بدون انقطاع فى التيار الكهربائى.
وتنتج شركة الكهرباء العامة "إسكوم" غالبية احتياجات البلاد من الكهرباء. ولكن الشركة التى تكافح فى ظل تقادم محطّات الطاقة المتهالكة التى تعمل بواسطة الفحم والتى أثقلتها الديون بعد سنوات من الفساد لم تعد قادرة على تلبية الطلب وتفرض انقطاعاً مبرمجاً للتيار الكهربائى يصل أحياناً إلى فترات قياسية. وفى الأسابيع الماضية، تراجعت فترة التقنين من 12 ساعة يومياً إلى نحو ساعتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة