أحمد التايب

الجرى وراء الترندات والغرق فى بحر التفاهات

الإثنين، 14 أغسطس 2023 02:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفع درجات الوعى والارتقاء به معركة في اعتقادى لا تقل أهمية عن معارك القتال في ساحات الحروب، لأن العبث بالعقول والغرق في بحر التفاهات أخطر ما يواجه أي مجتمع، بل أزيد القول بأنه يعد سلاحا فتاكا يُدمر الذوق العام ويهدم القيم والمبادئ فنغرق في القضايا الجدلية على حساب القضايا المهمة، وهو ما يجب أن يُدركه الإعلام والفن ورواد السوشيال ميديا، لأن الجرى وراء التفاهات والترندات بحجة الناس عاوز كدة أو دورنا نقل الواقع هو مكمن الخطر، لأنه حق يُراد به باطل وتزييف وخداع.
ليكون السؤال، هل يُعقل أن نركز على الأمور المبتذلة ونترك ما هو إبداع؟.. وهل يُعقل أن نترك القضايا مهمة ونشغل الناس بأمور خاصة لشخصية مشهورة بداعى أنها ترند، ثم نفرد لها الساحات وتخصيص الساعات لنسمع قصصا وحكايات وتفاصيل مبتذلة وخناقات مُسفة واتهامات وضيعة على الشاشات أو على المنصات؟
لهذا، نحن بحاجة إلى وعى حقيقى حتى لا نغرق في بحر التفاهات، نحتاج فعلا أن نخوض معركة وعى لنرتقى بالمنظومة القيمية في المجتمع، ولنحافظ على هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وثوابتنا الوطنية والأخلاقية، لأن القضية ليست كسب مشاهدات أو تحقيق إعلانات إنما القضية قضية ضمير وطنى.
خاصة أن الخطر الحقيقى أن هناك من يعلم لكن يتناسى للأسف أن ما يحدث في السوشيال ميديا والفضاء الإلكترونى والانسياق الإعلامى لما يُسمى بالترند أمور مقصودة ومتعمدة.
نعم متعمدة ومقصودة، والهدف منها - يا عزيزى - تدمير الهوية والعقول والمنظومة القيمية، بل أقول أن هذا هدف استراتيجى مُعد ومُجهز للسيطرة على مجتمعاتنا وهزيمتنا بأيدنا لا بأيدهم دون إطلاق رصاصة واحدة.
إذن هدف هؤلاء - يا عزيزى - أن تسود هذه التفاهات، وأن تحل القضايات السطحية والجدلية محل القضايا المهمة لإبعاد مجتمعنا عن كل ما هو مُفيد ونافع وجاد وموضوعى، لكى يتصدر المشهد غير المؤهلين فنكون أمام نماذج - ما أنزل الله بها من سلطان - تكون هي القدوة في حياة الجيل.
 غير أن الكارثة الكبرى، هى انشغال الناس بهذه الأمور السطحية والتفاهات فيعتادوها وتصبح جُلّ اهتمامهم، ومحور حياتهم، يبحثون عنها ويقلدونها ويتخذونها قدوة فيكون الضياع وهذا ما يخططون له.. لذا ندق جرس إنذار بل ناقوس خطر لمواجهة هذه الظواهر السيئة التي من شأنها القضاء على كل ما هو جميل في حياتنا.. 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة