قوبلت جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمدينة السلوم بمحافظة مطروح بردود فعل واسعة على المستوى الشعبي والسياسي، حيث أشاد الجميع بحرص الرئيس على تفقد محافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان، ومتابعة تنفيذ المشروعات الوطنية، والاستماع لأهالي كل محافظة على حدة ، وكان المشهد اليوم إجمالاً ثرياً، عشرات الوجوه من مشايخ وعواقل المنطقة الغربية، جميعهم يلتقون بالرئيس والحكومة في مكان واحد، تحت مظلة وطنية استعراضوا المشكلات واقتراحوا الحلول، لدى الجميع مشاعر إيجابية تجاه استكمال عملية التنمية وإطلاق مشروعات وطنية عملاقة تعود بالنفع على الاقتصاد المصري والمواطنين، وقد تعامل أهالي مطروح مع زيارة الرئيس السيسي كفرصة حقيقية للتكامل والتواصل والعمل يداً بيد في تحت شعار "الشعب والدولة إيد واحدة" لرسم ملامح المستقبل.
ومن بين عشرات المشاهد والصور التي توثق تفاصيل الحوار الوطني الذي دار بين الرئيس السيسي والشعب، وجلست الحكومة وهي تستمع لهذا الحدث الوطني، كانت هناك صورة للحكومة تبدأ برئيسها وعدد من المسؤولين الوزراء يجلسون بالكامل في القاعة المقابلة لمنصة الحوار التي جلس عليها الرئيس والشيوخ يستمعون لمشاكل ومعاناة أبناء المنطقة الغربية، تدون الملاحظات والمقترحات والتوصيات باهتمام.
مشهد يلخص شكل وطبيعة اليوم ، وشاهد عيان على جدية الدولة في التعامل مع قضايا الوطن وحل أزمات المواطنين من خلال حوار ديمقراطي هادف، تحدث خلاله الرئيس بصراحة عن التحديات التي تواجه الدولة، واطلعهم على تكامل جهود مؤسسات الدولة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وقدم أمامهم كشف حساب بالأرقام عن تكلفة المشروعات التي أطلقتها بالمحافظة.
قدم الشعب مطالبه لرئيس الجمهورية بحرية تامة وبدون قيود أو خطوط حمراء، وطالبوا بتعويض أهالي الضبعة الذين يعملون في مهنة الزراعة والرعي الذين تأثروا بنقلهم لتنفيذ التخطيط العمراني الجديد على الطريق الساحلي، واقترحوا على الرئيس تخصيص جزء من الأرض الممتدة على طول ترعة سيدي عبد الرحمن للضبعة لتعويض هؤلاء السكان بجزء من الأراضي الزراعية، وقال الرئيس إن الدولة المصرية تخطط لزراعة 700 ألف فدان جديدة في المنطقة الغربية ، ولم يتم الإعلان عنها حتى الانتهاء من كل التفاصيل، ومن بين المقترحات إنشاء تكتلات سكنية تسهل تقديم الخدمات لها، وطمأنهم الرئيس أنه منذ تنفيذ المشاريع القومية والتخطيط العمراني الجديد في المحافظات وجه الحكومة بتعويض المتضررين.
واستمر النقاش بين رئيس الجمهورية وأهالي مطروح حول المطالب ومنها طلب توصيل المياه إلى ترعة الحمام، وفي رد صريح أجاب الرئيس أن مطروح قبل 7 سنوات تعاني من أزمة نقص المياه ، وأعدت الدولة خطة لتوفير المياه للمناطق الساحلية والداخلية بتحلية المياه وتوفيرها للمدن الساحلية على البحر المتوسط، ووعدهم بأن الدلة ستساهم في بناء آبار لتوصيل المياه، وأنه في حالة عدم توصيل المياه، فإن العائق هو أن كمية المياه ستكون بنفس قدر زمام الزراعة الحالية حتى منطقة الحمام ، لكن الدولة تبحث عن فرص بديلة لتوسيع الترع من خلال توفير الكميات المناسبة من المياه للزراعة.
طالب أهالي مطروح أيضاً بتسهيل الإجراءات الحكومية المتعلقة بملكية وحيازة الأراضي الزراعية ، وطالبوا بتطوير طريق مدينة السلوم، كما طالبوا بالسماح لأبناء مطروح بتأسيس شركة خاصة لإعادة الإعمار على غرار شركة أبناء سيناء لتوفير فرص العمل ، ووافق الرئيس السيسي ، ومقترحًا آخر لتسهيل تحركات أبناء مطروح العاملون في مجال النقل من المنفذ البري ، وإطلاق سراح أبناء مطروح المحبوسين، ووعد رئيس الجمهورية بمراجعة كل هذه المطالب ودراستها مع الجهات المعنية.
وفي الختام رأى الرئيس أن اللقاء فرصة مناسبة لاطلاع المصريين على الأزمة الحقيقية وراء انقطاع التيار الكهربائي لتقليل الأحمال، وبوضوح قال الرئيس: "سبب الأزمة هو حجم الوقود الذي أصبح مطلوباً بعد زيادة التكلفة" ، قائلاً: "أصبحت أسعار الوقود عبئاً على الدولة، مشدداً على أن الدولة تشتري الوقود بالدولار ويباع للمواطن بالجنيه المصري "، وطمأن الجميع بأنه سيكون هناك انفراج في الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة