شهدت المناظرة الأولى للمتنافسين على ترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 قتالا بين المرشحين الساعين لتقديم أنفسهم كبدليل لترامب، الأوفر حظا حتى الآن، وكان القتال مريرا فى بعض لأحيان، حول حقوق الإجهاض ودعم الولايات المتحدة لأوكرنيا ونوع التجرية المطلوبة لإدارة حكومة فيدرالية موسعة، بحسب ما قالت وكالة أسوشيتدبرس.
لكن فيما يتعلق بالخيار الأكثر أهمية الذى يواجه الحزب، فإن جميع المشاركين تقريبا اصطفوا خلف ترامب، الذى رفض المشاركة لتفوقه الكبير على منافسيه. وقال أغلبهم إنهم سيدعمون ترامب كمرشح الحزب حتى لو تمت إدانته فى سلسلة القضايا التى يواجه فيها اتهامات ما بين تعامله مع الوثائق السرية وحتى جهوده لقلب نتائج انتخابات 2020 ودوره فى موفع أموال لإسكات ممثلة إباحية ونساء آخريات.
وقال فيفيك راماسوامى، رائد الأعمال فى مجال التكنولوجيا، والذى خطف الأضواء خلال المناظرة، "دعونا نقول الحقيقة، أعتقد أن الرئيس ترامب كان أفضل رئيس فى القرن الحادى والعشرين، هذه حقيقة".
وقالت أسوشيتدبرس إنه فى ظل اللحظة غير المسبوقة التى تواجه السياسات الأمريكية، فإن هذا الشعور يعد تذكيرا بالقوة التى لا يزال ترامب يتمتع بها فى الحزب، وعزوف أغلب منافسيه عن مواجهته بشكل مباشر أو مواجهة نشاطه فى كسر العادات. كما أنه يعبر عن مدى المعاناة التى يواجهها أى مرشح فى المجال المزدحم من أجل الظهور كمنافس قوى لترامب بعد أقل من خمسة أشهر عندما يبدأ التصويت فى السباق التمهيدى الجمهورى انطلاقا من ولاية أيوا.
وكان التحدى كبيرا على وجه التحديد لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذى أعلن عن حملته فى مايو، لكنه عانى من تعثر كبير بعدها. فقد طغى عليه فى بعض الأحيان مرشحون يتخلفون عنه فى استطلاعات الرأى مثل نائب الرئيس السابق مايك بنس، والذى وصفته الوكالة بأنه سياسى لا يحظى بتقدير عام وأظهر جانب قويا، وهى ينصب نفسه باعتباره المرشح الأكثر خبرة على المنصة.
واختلف بنس وحاكم نيوجيرسى السابق كريس كريستى مع راماسوامى. وكان هدف كل مرشح استغلال الحدث الذى استضافته فوكس نيوز من أجل إزاحة ديسانتيس عن مكانه فى المرتبة الثانية خلف ترامب، وتقديم أنفسهم للمشاهدين لذين بدأوا لتوهم يهتمون بالسباق.
وفى حين اشتبك المرشحون مرارا، إلا أن معظمهم رفض معارضة ترامب كمرشح حتى لو تمت إدانته بارتكاب جريمة. وجاء السؤال بعد ساعة من المناظرة قبل يوم واحد من تسليم ترامب لنفسه فى جورجيا فى قضية قلب نتيجة الانتخابات فى الولاية عام 2020.
وبدا مديرو المناظرة يعتذرون حتى عن إثارة قضية مرشح محتمل أن يكون مسجونا، وقال إنهما سيناقشان فترة قصيرة قضية "الفيل الذى لا يتواجد بالغرفة"، فى إشارة إلى ترامب، وهو ما أثار صيحات استهجان من الجمهور.
وقال كريس كريستى، الذى كان حليفا لترامب قبل أن يصبح منتقدا له، إنه يتعين على شخص ما أن يتوقف عن تطبيع سوء السلوك، سواء كنت تعتقد أن الاتهامات الجنائية صحيحة أو خاطئة، فإن هذا السلوك يقع تحت سلطة رئيس الولايات المتحدة.
وكان حاكم أركنساس السابق أسا هاتشنسون الوحيد الذى رفض بشكل واضح دعم ترامب لو أصبح مرشحا فى حال إدانته. وكان ديسانتس من بين الذين رفعوا أيديهم لتأيديه. وقال إن بنس قام بواجبه فى 6 يناير 2021 عندما رفض المشاركة فى خطة تراب غير الدستورية لقلب تيجة الانتخابات. لكنه قال إن الانتخابات القادمة لا تتعليق بأحداث اقتحام الكونجرس ولكنها تتعلق بـ 20 يناير 2025 عندنا سيتولى الرئيس القادم المنصب.
اختار ترامب إجراء مقابلة مع الإعلامي السابق بقناة فوكس نيوز السابق، تاكر كارلسون، ونشرها على منصة "أكس"، موازاة مع انطلاق المناظرة التي قرر عدم المشاركة فيها لأن استطلاعات الرأي تؤكد تصدره بـ"فارق كبير" عن بقية منافسيه.
وخلال ظهوره الإعلامي الأخير، تجاهل ترامب إلى حد كبير منافسيه الجمهوريين، وركز انتقاداته على الرئيس، جو بايدن.
ومن القضايا الأخرى التى تناولتها المناظرة، الإجهاض. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن نيكي هايلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وسفيرة الأمم المتحدة السابقة، التى تواجه صعوبات في استطلاعات الرأي، استطاعت أن تقدم نفسها خلال المناظرة كـ"صوت للعقل وسط الجدل الدائر بين الرجال"، وخاصة فيما يتعلق بقضية الإجهاض.
والتزم أغلب المتنافسين بخط الحزب الجمهورى فيما يتعلق بموضوع الإجهاض، رغم اختلافهم بشأن فكرة الحظر الفيدرالي، مما يعكس الانقسام بين الجمهوريين، حول هذا الموضوع. فبينما قال كلا من مايك بنس والسيناتور تيم سكوت إنهما سيدعمان إقرار حظر فيدرالي على الإجهاض لحالات الحمل بعد 15 أسبوعا، تردد ديسانتيس وهاتشينسون في قول ما إذا كانا سيوقعان على قيود فيدرالية أكثر صرامة على الإجهاض، فيما حذرت هايلي من أن الضغط من أجل فرض الحظر سيكون بمثابة كارثة سياسية للحزب الجمهوري.
وفيما يتعلق بدعم أوكرانيا، تعهد رون ديسانتيس بوقفها ما لم تكثف الدول الأوروبية مساعدات لكييف أيضا. وانتقاد راماسوامى الدعم الأمريكى المستمر، وقال إن أوكرانيا ليست أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. بينما كان كريستى وبنس من المؤيدين لمواصلة المساعدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة