أكرم القصاص

اتحاد المنتجين.. خطوة لدعم صناعة الدراما فى زمن التحولات

الخميس، 03 أغسطس 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدى سنوات ومع التطورات التقنية والتحولات التكنولوجية تشهد صناعة وتسويق الدراما من سينما ومسلسلات تطورا وقفزات كبرى، وأصبحت صناعة الدراما والترفيه «بيزنس» واسعا، وله امتدادات فى كل الاتجاهات، بجانب كونه سياقا لصياغة والوعى، وتمتلك مصر قاعدة لصناعة لها تاريخ ممتد لأكثر من قرن، وبناءً عليه فإن التعاون والشراكات تلعب دورا فى مواجهة التطورات العالمية فى هذا السياق، تتناسب مع التطورات والتقنيات والذكاء الاصطناعى، التى أصبحت تحكم كل المجالات الخاصة بالوعى والثقافة والفنون والمعرفة، الدراما.
 
من هنا فإن خطوة التعاون بين شركات الإنتاج مهمة، ونقول هذا بمناسبة الاجتماع التأسيسى لإطلاق اتحاد منتجى مصر، والذى ضم فى اجتماعه الأول مجموعة من أكبر شركات الإنتاج فى مصر والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تلعب دورا مهما وقاطرة فى دعم وتنمية هذه الصناعة المهمة. 
الاجتماع هدفه التنسيق المستمر بين شركات الإنتاج الفنى المحلية، حرصا على ضرورة الحفاظ على صناعة الأعمال الدرامية واستمرار تطويرها والارتقاء بها بما يليق بمكانة الفن المصرى ودوره المؤثر فى كل أرجاء الوطن العربى.
 
هذا التنسيق ووجود كيانات منظمة من شأنه أن يتيح فرصا لتنويع الإنتاج الدرامى، باتجاه أن يكون كل منتج فى طريقه، مع توفير خرائط لهذا النشاط اقتصاديا وإنتاجيا، حتى يمكن استيعاب التطورات التكنولوجية والتقنية، والديجيتال فيما يتعلق بإنتاج وعرض الدراما والسينما، والتواصل مع هذه الصناعة، وتغيير أمزجة وتفاعل الجمهور مع تنوع فيه منصات العرض وطرق التسويق، كما أن تعدد منصات العرض سوف يجعل عمليات النقل والاقتباس أكثر صعوبة، لكنه بشكل عام يمثل تحولا يفترض أن تكون المنصات المحلية منتبهة له.
 
وفى وجود تجربة المنصات تغير شكل ومضامين إنتاج الأفلام والمسلسلات، وأصبحت تستوعب محتوى عربيا وبكل اللغات والثقافات، وهو أمر يؤثر بشكل كبير على شكل وأنواع ما يتم تقديمه، وأيضا على المضمون، وهناك منصات مصرية مثل «واتش ات» يفترض أن تتوسع وتحتل مكانها الموضوعات والقضايا التى تطرح، فى ظل توجهات بعض المنصات العالمية لفرض أنواع وتوجهات قد تتقاطع مع الثقافات المحلية أو الإقليمية، وتساهم فى تغيير نوعية الدراما التى تقدم، وهو تغيير وقع بالفعل من تأثير السوشيال ميديا، وأدوات ومنصات العرض، وهو ما يجعل تأثير الدراما أكثر عمقا. 
 
وبالتالى فإن اجتماع منتجى مصر مهم فى مواجهة تكتلات تتشكل وتمثل خطوات نحو نوع من الاحتكار فى الإنتاج والعرض، وبالتالى اختيار الموضوعات، يضاف لذلك أن تراجع صناعة السينما يفتح أبوابا لهذه المنصات لكى تملأ الفراغ، وتفتح أبوابا للعمل والإنتاج، وبالتالى يكون لها الحق فى اختيار وفرض موضوعات بعينها.
 
وهذا التنسيق والتعاون يفتح الباب لمزيد من الأعمال، فضلا عن فتح مجالات أوسع لفرص عمل، فى صناعة يفترض أنها تستوعب مئات الآلاف من الممثلين والفنيين والمهن المساعدة، والتعاون لا يتناقض مع التنوع والتخصص، لكنه يتيح إمكانيات أكبر فى حال الدخول إلى الأعمال الكبرى التى يحتفظ لها الجمهور بالفضل، ويكرر مشاهدتها حتى فى زمن المنصات، وتمثل تراثا وتجارب ملهمة، وبالطبع فإن لكل زمن إمكاناته وتجاربه، عندما كانت الشاشات الفضية والملونة وشاشات السينما لها السيادة، قبل أن يحل الموبايل مكان عشرات الأدوات ويختصر التأثير، فى نافذة ضيقة، وهو تأثير لا يتعلق بالفن والدراما ويتعداها لصناعة وعى وتزييف وعى، فى الدراما والمعرفة والتسلية، بجانب تأثير السوشيال ميديا، وطريقة تعاطى الجمهور الذى أصبح طرفا فى هذا السياق.
 
وينتظر أن تكون شركات الإنتاج قد استوعبت هذه التطورات، وتسعى لاستعادة قوة صناعة وتسويق الدراما بما يتناسب مع التحولات. 
 

 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة