تمراليوم الذكرى لـ 15 لرحيل الشاعر العربي الكبير محمود درويش (1941-2008) أحد أبرز الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين.
لم يكن درويش مجرد رجل يملك موهبة الشعر، لكنه كان يحمل قضية كاملة لأمة مظلومة، تعرضت لمحنة طال وقتها، تخلى عنها الكثيرون، وشكك البعض فى وجودها أصلًا، لكن الله قيض لها أبناءها، يسجلون حالها ومعاناتها بالشعر والسرد، وكان محمود درويش أول الموهوبين الذين جعلوا قضية فلسطين عالمية يعرفها القاصى والدانى.
لم يغب محمود درويش يومًا عن ساحة القضية، وطوال السنوات التسع التى رحل فيها جسده كان شعره الذى هو روحه لا يزال قادرًا على صنع المقاومة، ومنح القضية قبلة الحياة الدائمة التى تحتاجها، ففى كل التظاهرات والانتفاضات الفلسطينية كان الشعر حاضرًا مثل بندقية لا تنفد ذخيرتها أبدًا.
لم يكن محمود درويش يتاجر بالقضية أو يتكسب منها، كانت هاجسه المفزع، ورغبة شعره الحقيقية، لذا خرجت كتاباته صادقة مشغولة بالتفاصيل الإنسانية الدقيقة التى تمنح القصيدة القدرة على الاستمرار.
تحولت القضية على يد محمود درويش إلى قضية إنسانية كبرى، وأصبحت إحدى مآسى العصر الحديث، وأصبح المنخرطون فيها والمدافعون عنها جزءًا من ملحمة عالمية عن العدل والحق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة