تمر اليوم ذكرى رحيل شاعر العربية الكبير محمود درويش (1941- 2008) وقد صدر عنه العديد من الكتب المهمة، لعل من آخرها كان كتابا مميزا، صدر عن منشورات المتوسط -إيطاليا، للكاتب الصحفي سيّد محمود، حمل عنوان "محمود درويش في مصر .. المتن المجهول".
ويمتاز الكتاب بكونه استقصائيا أدبيا يتضمّن نصوصًا ووثائق تُنشر للمرَّة الأولى، ويكشف تفاصيل الفترة التي قضاها محمود درويش في مصر بين عامي 1971 و1973 في القاهرة، ونشاطه الإبداعي والصحفي خلال توقيت سياسي بالغ الدقة إقليميًا وفي الداخل المصري، فحين وفد الشَّابُّ الثلاثينيُّ إلى مصر كان هناك مسرحٌ سياسيٌّ متكاملٌ، وخشبةٌ جاهزةٌ والكل في انتظار بطل يعتلي هذه الخشبة ويشغل المكان، لأن أصحاب المواهب الراسخة هدَّتهم الهزيمة.
المتن المجهول
الكتاب يسعى إلى تقديم رواية مُتكاملة، عن ظروف حضور محمود درويش من موسكو إلى القاهرة عام 1971، وأسباب خروجه منها، مع الوعي بأهمِّية أن تَضع هذه الرواية في الاعتبار طبيعة التوقيت السياسي، الذي كان بالغ الدقة، فهو على الصعيد الإقليمي ارتبط بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وما فرضه من خيارات أمام الفلسطينيين في الداخل والخارج بعد نكسة يونيو 1967.
وفي الجانب الأدبي، تُبرِزُ المقالات والوثائق التي تنشر للمرَّة الأولى، المرفقة بمتابعة عميقة وتحليل استقصائي، التحوُّلات المفصلية في نصوص درويش الشعرية، والتي صنعت القفزة الرئيسة في تجربته ولم تجعلها قفزة إلى المجهول.