عانت الدولة المصرية لعقودٍ جراء تهالك بنيتها الأساسية، ونتج عن ذلك مشكلاتٌ جمةٌ بدت فى طرقٍ متهالكةٍ، وصرفٍ صحى كفاءته ضعيفة ولا يستوعب التفاقم العمرانى والسكانى، وشبكة كهرباءٍ خارج الصلاحية ولا تفى بالعديد من الأغراض، ناهيك عن تزايد العشوائيات التى هددت أمن وأمان الدولة وصارت بؤرةً للعديد من المخالفات التى يصعب حصرها وتناولها فى هذا المقام.
وعندما تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمور البلاد كان لديه رؤيةٌ واضحةُ لما تعانى منه البلاد من مشكلاتٍ وما تواجهه من مخاطرٍ وما تتعرض لها من تحدياتٍ على المستوى الداخلى والخارجى، ومن ثم لم يتردد للحظة فى اتخاذ القرارات نحو المضى فى إعادة إعمار البلاد دون توقفٍ أو توجسٍ أو ترددٍ؛ فقد كانت عزيمته وما زالت قويةً نحو بناء ونهضة الدولة فى كل شبر فيها.
لقد جاء اهتمام الدولة بالبنية الأساسية وفق مخطط استهدف تماسكها، تستطيع من خلاله أن تُحدث نهضةً تنمويةً فى شتى المجالات الصناعية والتجارية والتعليمية والصحية والزراعية؛ فبدون بنيةٍ تحتيةٍ وفوقيةٍ أساسيةٍ يصعب أن تتحقق استراتيجية ورؤية الدولة الطموحة؛ لذا صممت الدولة البنية الأساسية لها بتوجيهات قيادتها السياسية لتقاوم الكوارث الطبيعية وتتحمل تبعاتها لأقصى درجةٍ ممكنةٍ؛ حيث دشنت شبكات الصرف التى تستوعب الفيضانات وتحد من أضرارها، وصممت منشآتها الحديثة من مبانٍ وكبارى وأنفاقٍ بحيث تتحمل النوازل من أعاصير وزلازل.
ويشهد القاصى والدانى مدى كفاءة البنية الأساسية فى مصر وقدرتها على تلبية احتياجات المواطنين فى أقصى الشمال والجنوب والشرق والغرب من خدماتٍ متنوعةٍ متمثلةٍ فى كهرباء ومياه شرب وصرف صحى ونقل ومواصلات واتصالات، كما ارتبط ذلك بالتنمية الاقتصادية لتلك الأماكن التى لم تنال حقوقها منذ عقود؛ حيث نالت قسطاً وافراً من الانتاجية وباتت تتوافر فيها العديد من فرص العمل التى أوجدتها المشروعات القومية بهذه المناطق، ومن ثم أضحت أماكنَ جذبٍ للعديد من الاستثمارات.
وتشهد السياحة المصرية ازدهارًا وروجًا لم يسبق له مثيلٌ فى مختلف أنماطها الممتثلة فى السياحة الدينية والثقافية وسياحة الآثار والرياضية والشاطئية والساحلية والعلاجية وسياحة المنتجعات الصحية والترفيهية والترويحية وسياحة المشتريات، بالإضافة إلى سياحة المؤتمرات والندوات العلمية والمهرجانات، ولا ريب أن ذلك ساعد فى تحسين الدخل القومى وساهم فى توفير فرص العمل المتنوعة وزاد من أعداد الوافدين للبلاد.
ونالت المطارات والموانئ نقلة نوعية وإضافة لم يسبق لها مثيل فى عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ حيث ساهمت فى دعم النشاط التجارى والسياحى وسهلت عمليات التداول والحركة الخاصة بالبضائع، وحفزت سفر الأشخاص، وقللت من مظاهر الازدحام والتكدس، ومن ثم ساعدت فى إيجاد العديد من فرص العمل المتنوعة.
وحققت وزارة النقل والمواصلات تقدمًا مذهلًا خاصة فيما ارتبط بتدشين وتطوير السكك الحديدة؛ فهناك أسطورة القطار الكهربائى السريع الذى يختص بنقل البضائع والأفراد؛ حيث يربط خطه الأول بين مدينتى العين السخنة ومرسى مطروح، وخطه الثانى يربط بين مدينتى السادس من أكتوبر وأبو سمبل بأسوان، والثالث يربط مدينة قنا بمدينتى الغردقة وسفاجا، وتشارك فى إنشائه خبراتٌ أجنبيةٌ وأيادى مصرية وطنية.
وفى عهد القيادة السياسية أقيمت العديد من الصروح التعليمية وفق المواصفات العالمية بنماذجها الرائدة وخبراتها التى استقطبت العديد من الفئات بالمجتمع المصرى، بل والعديد من الدول العربية والأفريقية؛ حيث وفرت الدولة كافة المرافق التى ساعدت فى قيام تلك المؤسسات لتصبح مشروعاتٍ ذات طابعٍ قومى، ومن النماذج الفريدة مدينة العلمين الجديدة فى الساحل الشمالى التى أضحت صرحًا يحتذى به فى الابتكار والبحث العلمى والتعليم العالي؛ إذ شملت المدينة جامعاتٍ ومراكز بحثية ومنشآت تقنية على أعلى مستوى من التقدم.
لقد صارت البنية الأساسية وقيام المشروعات القومية فى ضوئها لبنةً رئيسةً لتحقيق جودة الحياة على مستوى الفرد والمجتمع؛ فكان من المستحيل أن تأتى الاستثمارات الأجنبية فى غياب بنيةٍ أساسيةٍ قويةٍ تلبى متطلبات تحقيق الإنتاجية، وتسهم فى نجاح المستثمرين وفق مجالاتهم المختلفة، مع الأخذ فى الاعتبار حالة الاستقرار الأمنى والسياسى والمجتمعى بالدولة المصرية بجهود مؤسساتها الوطنية ووعى شعبها العظيم وفكر قيادتها الرشيدة.
كما دشنت العديد من مشروعات الطاقة المتجددة فى العديد من البقاع المصرية التى حققت الاكتفاء، ووصل الأمر للتصدير، وطمحت الدول بفضل رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستكمال مسيرة النهضة فى مجال الطاقة فبدأ العمل بالمحطة النووية بالضبعة التى تستهدف توليد الكهرباء بمواصفات أمان عالية ونتاج يحقق العائد منها.
ولا ريب أن المقام ضيقٌ لتناول المزيد من المشروعات القومية التى تحققت على الأراضى المصرية؛ نتيجة للبنية الأساسية التى بدأت الدولة بها كمسارٍ أولى للنهضة المستدامة، وبصدق أقول: أريد أن أصافح الرئيس وأشكره على المشروعات القومية للبنية الأساسية.