مثل كثير من السياسيين، يحب الرئيس الأمريكى جو بايدن أن يروى قصصا، قصصا يحاول بها أن يربط قصة حياته بالجمهور وتشكل جزءا أساسيا من شخصيته.
ومؤخرا، وخلال حديثه مع الناجين من حرائق هاواى المدمرة فى 21 أغسطس، سرد بايدن كيف أن البرق ضرب ذات مرة بمنزله ، وأشعلت النيران فيه، وقال إنه كاد يفقد زوجته وسيارته كورفيت التى تعود إلى عام 1967 وقطته.
لكن، بحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست، فطوال مسيرته السياسية، وأشهرها فى حملته الرئاسية الأولى عام 1988، أدى ميل بايدن إلى المبالغة أو تجميل الحكايات عن حياته إلى شكوك حول صدقه. فالتقارير الإخبارية المعاصرة عن حريق المنزل لا تتطابق مع روايته لها، مما أثار انتقادات بأنه يكذب على الجمهور.
وكتب ريتشارد بن كريمر فى كتابه عام 1992 بعنوان "ما يتطلبه الأمر" يقول حول حملة 1988، إن جو بايدن شارك حياته أو رواية عنها بشكل مستمر.
بعض القصص يتبين أنها حقيقية إلى حد كبير، مثل قصة مواجهته لزعيم عصابة يدعى كورن بوب عندما كان فى سن الـ 19 عاما. لكن البعض الآخر غير حقيقى. وكرئيس، فإن بايدن واصل تقليد المبالغة فى رواياته الشخصية بطرق لا يمكن التحقق منها أو دحضها بشكل مباشر من خلال الروايات المعاصرة.
وتقول واشنطن بوست إن بايدن كرئيس، بالغ ستة مرات على الأقل، كان آخرها فى تصريحات لضحايا اعصار إداليا يوم الأربعاء، فى الحريق الذى اندلع فى منزله عام 2004.
وبينما تحدث بايدن فى ثلاث مرات عن أن النيران اشتعلت بشكل كبير فى منزله، وأنه تم إنقاذ زوجته فى اللحظات الأخيرة، فإن شهادات متناقضة لما قاله نشرت فى عدة وسائل إعلام منها أسوشبتدبرس. وذكرت تلك التقارير أن النيران اشتعلت فى غرفة واحدة ولم تحدث إصابات، وأن رجال الإطفاء سيطروا على الحريق خلال 20 دقيقة.
قصة متعاقد أمتراك
خلال 10 مرات على الأقل، كان أخرها فى خطاب ألقاه فى ميلووكى فى 15 اغسطس، روى بايدن قصة مؤثرة عن متعاقد شركة القطارات أمتراك أنجيلو نيجرى الذى هنأه لأنه سافر على متن القطارات أكثر مما فعل على متن طائرات إير فورس عندما كان نائبا للرئيس. وعادة ما يروى بايدن القصة عند مناقشة مشروعات البنية التحتية أو يتحدث إلى الجماعات العمالية. وقالت واشنطن بوست إن رواية بايدن تفاوت بدرجة قليلة فى كل مرة يعيد قصها.
إلا أن من غير الممكن أن تكون الرواية حدثت كما رواها بايدن. ففى مقابلة مع سى إن إن فى 2021، قالت ابنة زوجة نيجرى، الذى كان صديقا لبايدن، إن الأخير لم يتجاوز علامة 1.2 مليون ميل فى رحلات القطار حتى عام 2016، بينما تقاعد نيجرى من امتراك فى عام 1993. أى قبل 16 عاما من تولى بايدن منصب نائب الرئيس.
قصة اعتقاله بسبب نشاط الحقوق المدنية
لعب بايدن دورا فى حركة الحقوق المدنية، وشارك فى مسيرة ذات مرة، لكنه فى بعض الأحيان أشار إلى أنه تعرض للاعتقال لمناصرته السود.
فزعم بايدن أربع مرات، منها مرة كرئيس، أنه تم القبض عليه لوقفوه مع زوجين من السود تعرضوا لمظاهرات. وقال أحيانا إن والدته حذرته بعدم المشاركة فى المظاهرات.
وعند التحقق فى القصة، تبين أنه كان احتجاج لزوجين من السود اشتريا منزلا فى منطقة يقطنها البيضن وكان فى ضاحية بعيدة عن منزل بايدن.
وزعم بايدن أنه أن تم اعتقاله فى جنوب افريقيا 3 مرات لمحاولة رؤية مانديلا الذى كان مسجونا. لكن عند التحقيق فى الأمر وتبين عدم صحته، عدل تصريحه وقال إنه تم إيقافه فى المطار أثناء سفره مع وفد الكونجرس، على الرغم من أن أعضاء آخرين بالوقد قالوا إن هذا لم يحدث.
قصة عمه البطل
إلى جانب والده وجده، فإن عم بايدن وأفراد عائلته الآخرين كانوا شخصيات وردت بشكل متكرر فى خطاباته. لكن بعض القصص التى رواها لم تكن منطقية.
فخلال حديث إلى المحاربين القدامى فى ديسمبر الماضى، سرد بايدن كيف أن عمه فرانك قاتل فى الحرب العالمية الثانية ومُنح جائزة القلب الأورجوانى، لكنه لم يتسلمها ابدا. وقال إنه بعد أن أصبح نائبا للرئيس فى عام 2009، رتب لتقديم الميدالية لعمه بحضور أفراد العائلة.
إلا أن عم بايدن فرانك مات عام 1999، أى قبل 10 سنوات على تولي منصب نائب الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة