"أحمد سمير كما لم تعرفه من قبل".. المذيع والفنان والأب والزوج والحبيب.. الإعلامية سهير شلبى: حبنا اتولد فى التليفزيون.. وكان يعبر عن حبه بالتصرف وليس بالكلام.. شخصية ديمقراطية فى بيته ولكن حازم فى بعض المواقف

• علاقة أحمد سمير بعائلته كانت رائعة ووالدته كانت تحبني للغاية

• أعجبنى فى أحمد سمير شخيصته وثقافته وأناقته وصوته وأخلاقه

• أول لقاء بيننا من خلال برنامج "البيانو الأبيض" مع الإعلامية منى جبر

• ¾ كلامنا كان عن الإعلام كل واحد فينا يأخذ رأى الأخر فى عمله

• أحمد سمير بدأ كممثل في المسرح وأدى بطولة مسرحية مع زهرة العلا ثم خيروه بين العمل كمذيع أو الاستمرار بالفن ففضل مهنة الإعلامى

• زوجى كان قريبا من أبنائه وقليل الكلام وهادئ الطبع

• أحمد سمير كان موسوعة وكان يتابع الإذاعات العالمية كلها قبل أن يكون هناك فضائيات

• زوجى كان يقرأ الصحف يوميا ويحب رياضة المشي

لا يمكن أن تكون من محبى التليفزيون المصرى ولا تعرف قيمة إعلامية بحجم الإعلامى الراحل أحمد سمير، هو هرم من أهرامات ماسبيرو، ارتباط عقلى بمجال الإعلام منذ صغرى كان سببه عدد من النماذج الإعلامية النادرة التى وإن توفيت خلال طفولتى ولكن تظل مسيرتهما نبراسا لأى طالب اختار أن يمتهن مهنة الإعلام، نماذج مثلت ريادة إعلامية لمصر على مستوى المنطقة العربية، ما زالت طريقة إلقائهم وتقديمهم للبرامج والنشرات فى كليات الإعلام، آمال همت مصطفى وأحمد سمير وحلمى البلك ومحمود سلطان، ودرية شرف الدين، وسهير شلبى، وسهير الإتربى وسامية الإتربى، وسوزان حسن، وسميحة عبد الرحمن، وتماضر توفيق، وليلى رستم، وغيرهم من القامات الإعلامية النادرة التى كانت سببا فى الزعامة المصرية للإعلام فى المنطقة.

لا يمكن أن يمر يوم مولدهم مرور الكرام، دون أن نسلط الضوء على تلك الشخصيات، ونستعرضها بكافة جوانبها، وعلى رأس هؤلاء واحد من أهم من ظهروا على شاشة التليفزيون المصرى فى تاريخ ماسبيرو، عرف برخامة صوته وحضوره الطاغى، وثقافته الهائلة، وتنوعه فى تقديم البرامج، وأحدث ثورة فى نشرات الأخبار، كان صاحب طله مختلفة وصوت مميز فهو من الرعيل الأول للتلفزيون، كما أنه نموذج إعلامى فريد ونادر فى تاريخ التليفزيون، وفى ذات الوقت هو شخصية استثنائية على المستوى الاجتماعى، أنه الإعلامى الراحل أحمد سمير الذى تمر الذكرى الـ83 لميلاده، فأردنا تسليط الضوء عليه ليس كإعلاميا، فهو غنى عن التعريف، وحياته الإعلامية ونجاحاته فى هذا المجال يشهد عليها الجميع، ولكن ركزنا على أحمد سمير الإنسان الأب والزوج.

"سيداتى آنساتى ساداتى"، كانت هذه العبارة التى دائما ما يبدأ بها الإعلامى أحمد سمير برامجه، قبل أن يلقى عليهم السلام، ثم يبدأ بمقدمة كبيرة عن موضوع الحلقة التى يقدمها، وكذلك هو واحد من أشهر مقدمى النشرات فى تاريخ التليفزيون، موهبته لم تقتصر عند هذا الحد، بل لجأ لكتابة سيناريوهات الدراما والأفلام، ليكتب عدة أفلام سينمائية على رأسها فيلم اللعبة عام 1978 بطولة عادل إمام وصفاء أبو السعود وفيلم الحناكيش عام 1986 بطولة كمال الشناوى ونبيلة عبيد وفيلم الكماشة عام 1987 بطولة محمود ياسين وبوسى، بل أيضا والتحق بالمسرح، عندما وقف على خشبة مسرح الحكيم ليقوم بدور بطولة أمام الفنانة زهرة العلا، والفنانة زوزو ماضى، كل هذا يجعلنا أمام شخصية فنية مثقفة واعية، ذات حضور وصوت مميز، وقدرة على جذب انتباه المشاهد، محاور متميز، وبالتأكيد شخص بهذه الصفات لا بد أن نغوض فى دهاليس تلك الشخصية، من خلال أسرته التى كانت أقرب الناس إليه، عاشت معه أفراحه وأحزانه، فهم أكثر ما يمكن أن يتحدثون عن أحمد سمير الأب والإنسان والفنان وليس فقط الإعلامى.

في أولى حلقات تلك الحوارات، اخترنا أن نبدأ بحب عمره، وأقرب الشخصيات إلى قلبه، إنها الإعلامية الكبيرة سهير شلبى زوجته، التى تحدثنا معها عن أحمد سمير الزوج والأب والحبيب ورب الأسرة والفنان، وكشفت لنا الكثير من تفاصيل حياته اليومية وطقوسه وبداياته الفنية، وكيف كانت علاقته بأبنائه وعائلته وغيرها من كواليس حياة أحمد سمير، وإلى نص الحوار..

كيف جاء أول لقاء بينك وبين الإعلامى الراحل أحمد سمير فى التليفزيون المصرى؟

لقاؤنا كان فى التليفزيون المصرى، حيث كنت حينها مذيعة جديدة فى التليفزيون، وحينها رأنى كمذيعة جديدة فأعجب بى، ومن هنا تولدت بيننا قصة الحب التى انتهت بالزواج.

الإعلامى أحمد سمير وزوجته الإعلامية سهير شلبى

هل تتذكرين أول كلمات قالها لك أثارت إعجابك به؟

كلماته الأولى لى كانت كلمات إعجاب بى، من قبيل "أنت المذيعة الجديدة"، فكانت كلمات بها مجاملة، وأحيانا كان يقول لى: "أنت القطة التى بيقولوا عنها"، فكان كلامه لطيف وأعجبنى للغاية.

ما الذى آثار إعجابك فى الإعلامى أحمد سمير؟

أعجبنى فيه شخيصته وثقافته وأناقته وصوته وأخلاقه، فهو ليس له شبه كإعلامى ومذيع، وكصوت وكشخصية وحنجرة ليس له مثيل على الإطلاق، فكل صفاته كانت نادرة للغاية.

أحمد سمير وسهير شلبى وابنهما

كيف كان أول لقاء بينكما؟

كان أول لقاء بيننا من خلال برنامج قدماه مع بعضنا، بجانب الإعلامية منى جبر، وكان اسمه "البيانو الأبيض"، وكان أحمد سمير ومنى جبر مذيعان قديمان فى التليفزيون، وأنا المذيعة الجديدة فى البرنامج، ومن هنا بدأت قصة الحب بينى وبين أحمد سمير.

كيف استقبل العاملون فى التليفزيون المصرى قصة الحب بينك وبين أحمد سمير؟

كل الناس كانت منبهرة بعلاقتنا لأنها من قصص الحب الحقيقية النادرة، فالجميع كان ينظر بإعجاب قصة الحب التى جمعتنا سويا.

هل نستطيع أن نقول التليفزيون المصرى كان المكان الذى تولد فيه حب أحمد سمير وسهير شلبى؟

بالطبع.. التليفزيون كان مكان حبنا، ففيه تقابلنا لأول مرة ومن خلاله تولد الحب بيننا من خلال اللقاءات المتعددة بيننا في العمل.

ذكرت فى وقت سابق أن الإعلامى الراحل أحمد سمير كان يعبر عن حبه بالفعل.. هل هناك أمثلة على ذلك؟

أحمد سمير كان يعبر عن حبه بالتصرف وليس بالكلام، فكان لا يمكن أن يقبل بأن يضايقنى أحد على الإطلاق أو كما يقولون "يدوس على طرفى"، فدائما ما كان يكشف عن حبه لى من خلال المواقف وليس الكلام.

أحمد سمير وسهير شلبى

كلاكما كانا مذيعا فى التليفزيون المصرى وكلاكما كانا من عملاقة التليفزيون هل كل منكما كان يساعد الأخر في عمله؟

بالفعل.. ¾ كلامنا عن الإعلام، وكان كل واحد فينا يأخذ رأى الأخر فى عمله وفي البرنامج الذى يقدمه، ويستطلع رأيه فى الكثير من القضايا الإعلامية، وكلامنا عن الإعلام بشكل عام، بل خلال سفرياتنا فى الخارج، كنا عندما نصل إلى البلد التى نسافر إليها، كان أول شيء نفعله هو أن نفتح تليفزيون البلد الذى سافرنا إليها لنتابع القنوات الخارجية، فكلامنا كله كان إعلام فى إعلام.

حديثنا عن قصة اتجاه الإعلامى أحمد سمير للفن قبل اتجاه للإعلام؟

بالفعل قبل أن يكون أحمد سمير إعلاميا فى التليفزيون الصرى، كان ممثلا، وقدم عدة مسرحيات إحداهما كانت مع الفنانة زهرة العلا، وكان ناجحا للغاية فى هذا المجال.

أحمد سمير وسهير شلبى وفريد شوقى

ولكن أحمد سمير تخرج من كلية التجارة فكيف عمل ممثلا؟

حصل على عدة دورات فنية لتأهيله للعمل فى مجال الفن، لأنه كان محبا للغاية لهذا المجال، وكان لديه قبول كبير خاصة أنه يتمتع بحنجرة متميزة وقوية جعلته يستطيع أن يلتف انتباه الجمهور له.

وما الذي جعله لا يستمر فى مجال الفن؟

عندما التحق بالعمل في التليفزيون، خيروه المسئولين فى ماسبيرو بين العمل كمذيع أو الفن، وقالوا له إنه لن يستطيع أن يستمر فى التمثيل خاصة أنه سيقدم برامج سياسية ونشرات أخبار وبالتالى لا يمكن أن يظهر أمام الجمهور كممثل، وحينها اختار مجال التليفزيون والعمل كمذيع، خاصة أن التليفزيون كان شيئا جديدا حينها، ولكن ظل محبا للفن واتجه لكتابة السيناريوهات.

كيف كانت علاقة الإعلامى أحمد سمير بأبنائه؟

علاقته بأبنائه كانت جيدة للغاية وكان قريبا منهم بشكل كبير، وكان يسمع لهم ويتناقش معهم وكان يترك لى الجزء الخاصة بمتابعة تصرفات الأولاد ولكن كان يعطى التعليمات للأبناء ويتركنى أتابع تنفيذ الأبناء تلك التعليمات.

ضورة نادرة للإعلامى أحمد سمير وزوجته سهير شلبى ووالدة الإعلامى أحمد سمير وابنه الرضيع شريف

ما حقيقة أنك كنت شديدة على ابنائك بينما أحمد سمير كان هو من يترك لهم مساحة يتحركون فيها؟

لم أكن شديدة ولكن كنت حريصة على التربية الجيدة بل كبير، ولكن أحمد سمير كان كلامه قليل وهادئ الطبع ولكن فى نفس الوقت كانت تعليماته لضمان تربية الأبناء تربية صحيحة.

كيف كانت علاقة أحمد سمير بعائلته سواء والدته وأشقائه؟

علاقته بعائلته كانت رائعة ووالدته كانت تحبنى للغاية، وكان قريبا من أخواته وكل عائلته يحبونه وحتى الآن نحن على علاقة طيبة للغاية بهم ونتزاور بشكل مستمر.

عائلة الإعلامى أحمد سمير

هل كان أحمد سمير شخصا ديمقراطيا فى بيته أو شخصية فارضة للرأى وصارمة؟

أحمد سمير كان شخصيا ديمقراطيا فى بيته فى أغلب الأوقات ولكن في نفس الوقت كان حازما إذا تطلب الأمر، وكان يعطى النصيحة فى المنزل ويتابع تنفيذها، وكان يقول رأيه لأبنائه فى العديد من المواقف ويتابع تنفيذها وأنا أتابع أيضا معه.

من كان أبرز أصدقاء الإعلامى أحمد سمير وهل كان لديه قدوة إعلامية معينة؟

كل العاملين فى التليفزيون كان قريبين منه، فالإعلامى محمود سلطان وكل الزملاء كانوا أحبائه وعلاقاته كانت جيدة بالجميع ولم يكن له عداوات على الإطلاق مع أى أحد.

أحمد سمير وسهير شلبى ومحمود ياسين وشهيرة

كيف كان يستعد الإعلامى أحمد سمير لحلقاته؟

أحمد سمير كان موسوعة وكان يتابع الإذاعات العالمية كلها قبل أن يكون هناك فضائيات، كان يقرأ الصحف المصرية والعالمية وكان مثقف للغاية ويحضر تحضير جيد ومتعمق لكل حلقة من حلقاته، ولديه تلقائية هائلة، وبالتالى كان يملأ مكانه فى الإذاعات الخارجية التي يقدمها بالتليفزيون، فقد كان إعلاميا شاملا.

هل هناك مواقف بعينها أو مشكلات ساعدك الإعلامى أحمد سمير فى تخطيها بنصائحه وما هى إن وجدت؟

بالطبع مواقف كثيرة، فقد كان عقله وخبرته أكبر منى بكثير، فعقله واسع وتعامله مع الناس كبير، فكان لديه خبرة كبيرة عنى، وفقد كنت صغيرة وبريئة للغاية في تعاملى مع الآخرين وليس لدى خبرة مع الناس وكنت أحزن فى مواقف كثيرة فى مجال عملى أو خارجه فكان يعطى نصيحة وخبرة تساعدنى فى تجاوز الكثير من المواقف.

أحمد سمير وسهير شلبى ومحمود ياسين وسمير غانم

هل كان هناك طقوس معينة يحرص عليها الإعلامى أحمد سمير في بيته؟

كان قارئا للصحف صباحا بشكل يومى، فكان يقرأ الصحف لأكثر من ساعة، وأنا وأحمد سمير كنا نقرأ الصحف والكتب بشكل عام ولدينا قراءات خاصة بنا، كما أنه كان حريص على رياضة المشى وكنا نذهب للجزيرة ونمشى سويا لمدة ساعة يوميا، وأنا أحيانا لم أكن أداوم على تلك الرياضة ولكن أحمد سمير كان دائم التريض يوميا.

وماذا عن موهبة كتابة السيناريوهات لدى أحمد سمير؟

بالفعل كان يكتب سيناريوهات كثيرة، فكان لديه موهبة الكتابة بشكل متميز للغاية، وبالفعل كتب 6 أفلام، وكان هناك مسلسل يعمل على كتابته ولكن لم يظهر للنور بسبب وفاته.

أحمد سمير وسهير شلبى وابنهما

كيف وقع عليك نبأ وفاة الإعلامى أحمد سمير خاصة أنك كنت فى مبنى التليفزيون حينها وهو توفى داخل المبنى؟

هذا سؤال صعب للغاية، لقد كنت بجانبه لحظة الوفاة وما أستطيع أن أقوله بأنه من أسوأ لحظات عمرى.

هل هناك كلمات معينة تتذكريها للإعلامى الراحل كانت دائما حريصا على قولها لأسرته؟

مواقف وكلمات كثيرة للغاية ونصائح عديدة كان يقولها ويكررها أحمد سمير لأسرته، فهو قلما يوجد مثله ومثل عقله كمفكر ومتزن ومحترم فكلماته كثيرة ونصائحه ليس لأسرته فقط بل كان لكل من يعمل معه، فقد كان لديه جاذبية فى التعامل مع البشر، فهو شخصية نادرة.

أحمد سمير وسهير شلبى ومحمود ياسين وشهيرة

هل هناك طقوس معينة تحرصون كأسرة الإعلامى أحمد سمير على فعلها في ذكرى ميلاده؟

نذهب فى هذا اليوم نذهب كأسرة واحدة لقبره ونزوره وندعو له.