يبدأ العام الدراسى الجديد، ومع اقتراب عودة الأبناء للمدارس، تحتاج كل أم إلى معرفة كل ما يخص صحة الطفل من العادات الصحية والغذائية، التى تحافظ على صحته وتحميه من العدوى والأمراض، وكيفية التعامل النفسى معه خاصة فى السنوات الأولى للدراسة، التى يتوقف عليها مستقبله وتؤثر على تكوينه النفسى، وغيرها من أفكار تدور فى عقول الأمهات مع الاستعداد للعودة للدراسة. تسلط «اليوم السابع » الضوء على أبرز المشاكل الصحية، التى يمكن أن تواجه طفلك مع بداية دخول المدارس وكيفية علاجها وتفادى العدوى والمشاكل الصحية والنفسية، التى قد يتعرض لها الطفل خلال الدراسة، وما هى التطعيمات اللازمة قبل بدء الدراسة.
- عصبية طفلك وشقاوته وراها مشكلة صحية
حول كيفية التعامل مع الطفل العصبى والشقى ومشاكل المذاكرة، أوضح الدكتور وليد هندى، أن هناك بعض الأسباب الطبية وراء الطفل العصبى ويجب علاجها أولا، منها التهاب الجيوب الأنفية أو مشكلة فى الغدة الدرقية أو الأنيميا، وهو ما يؤثر على قدرتهم على التركيز والمذاكرة، وأوضح أن سوء التغذية ونقص بعض العناصر الغذائية المهمة يتسبب أيضا فى العصبية ونقص التركيز، وشدد على ضرورة عدم الاستجابة لعصبية الطفل وتنفيذ ما يريده بعد العصبية.
- مش بس اللانش بوكس.. اهتمى بأكل طفلك طول اليوم
تركز كثير من الأمهات على ما يجب أن يحتويه اللانش بوكس اليومى فى المدرسة، وتبدع الكثيرات فى وضع الكثير من الأطعمة للطفل، وقد تفاجأ فى نهاية اليوم الدراسى بأن الطفل عاد للمنزل بمعظم طعامه، وهو ما يمثل مشكلة تؤثر على صحة الطفل وتركيزه فترة الصباح.
قالت الدكتورة رضوى نبيل، استشارى التغذية العلاجية بقصر العينى: بدلا من التركيز على ما يتم وضعه للطفل فى اللانش بوكس، يجب الاهتمام بالهرم الغذائى المعتمد من منظمة الصحة العالمية المقسم إلى بروتين وخضار وفاكهة ونشويات للطفل على مدار اليوم.
وأضافت فى تصريح لـ«اليوم السابع»: الطفل حتى سن 4 سنوات، أى بداية دخول المدرسة، يحتاج إلى 2 كوب من الخضراوات فى اليوم المكون من الجزر والكوسة والفاصوليا وغيرها من الخضراوات، وحصته فى الفاكهة تكون من كوب إلى كوب ونصف الكوب، أما الطفل فى أولى سنوات المرحلة الابتدائية من عمر 5 سنوات إلى 8 سنوات، فيحتاج إلى 2 كوب إلى 2 كوب ونصف الكوب من الخضراوات، سواء كان سلطة أو مطهو أو سوتيه، وعن حصة الفاكهة على مدار اليوم تكون من كوب إلى 2 كوب.
وأكدت استشارى التغذية العلاجية على ضرورة إعطاء الطفل يوميا كوبا من الحليب كامل الدسم، والامتناع عن الحليب خالى الدسم، ما دام الطفل لا يعانى من أمراض زيادة الدهون، وفى الأطفال فى سن أولى حضانة 4 سنوات يحتاج من كوب إلى كوب ونصف الكوب فى اليوم، ومن عمر 5 إلى 8 سنوات يحتاج إلى 2 كوب ونصف الكوب من الحليب أو منتجاته، وعن حصة الطفل فى البروتين، يجب أن يحصل على نسبة بروتين يومى من 90 إلى 120 جراما مقسمة «بيضة كل يوم مع شريحة بحجم كف اليد بروتين حيوانى مع نباتى على شكل حبوب ».
- روتين الأكل بعد العودة من المدرسة
فى هذا الإطار، أوضحت استشارى التغذية العلاجية بطب قصر العينى، أنه يجب الحرص على إعطاء الطفل حصته اليومية قبل النزول من المنزل من الحليب والبيض على الأقل مع وضع أطعمة صحية بقدر الإمكان أكثر من الكم، والاعتماد على التغذية الجيدة للطفل فور وصله للمنزل.
وأشارت إلى أن جدول الغذاء الصحى للطفل يجب أن يحدد كمية النشويات والدهون والسعرات الحرارية والسكر خلال اليوم، فالحبوب جزء من النشويات، والأهم أن يكون 50% من أكل الطفل حبوبا كاملة والـ50% المتبقية من النشويات، فالطفل حتى عمر 4 سنوات يجب أن يتناول من 90 إلى 150 جم من النشويات، ومن من 5 إلى 8 سنوات يجب أن يأكل من 120 إلى 180 جم فى اليوم، مثلا يمكن أن تقدم لطفلك 1 بطاطس أو نصف حبة بطاطا أو 3 ملاعق أرز مصرى أو ربع رغيف بلدى أو 3 ملاعق شوفان، وعن الدهون الصحية أشارت الطبيبة إلى أنه يجب الحصول من 3 إلى 5 ملاعق من الدهون.
- نزلات البرد ومتحورات كورونا
مع بداية دخول موسم المدارس، يتعرض الأطفال لمشاكل صحية عديدة، وذلك بسبب انتشار العدوى والفيروسات والتزاحم فى بعض الحالات وعدم التهوية الجيدة فى الفصول، لذلك ينصح الأطباء دائما بتقوية مناعة الأطفال واتباع بعض النصائح لتجنب العدوى والأمراض المنتشرة مع الاهتمام بالتطعيمات الوقائية.
وعن أبرز الأمراض المنتشرة فى موسم المدارس، قال الدكتور أمجد الحداد، استشارى المناعة والحساسية ورئيس قسم المناعة بالمصل واللقاح: «إن موسم دخول المدارس هو موسم تغيير الفصول، حيث تنتشر فيه الفيروسات والعدوى، ومن أبرز الأمراض التى يصاب بها الطفل مع دخول المدارس نزلات البرد والأنفلونزا ومتحورات كورونا الجديدة، وذلك بسبب التجمعات، بخلاف التهاب الكبد الوبائى أ وهو ناتج عن الطعام والشراب الملوث، وتبادل الأدوات الخاصة بين الطلاب فى الفصل مثل زجاجة المياة».
- لو سنة أولى مذاكرة.. إزاى تحببى طفلك فى المدرسة
يرتكب العديد من الأمهات والآباء أخطاء تؤثر على حب طفلهم للمدرسة، وقد تتسبب هذه الأخطاء التى يفعلها الآباء بدون دراية فى كراهية الطفل للمدرسة والمذاكرة، ومن هذه الأخطاء، الحديث بطريقة سلبية عن الدراسة، وفى السطور التالية نتعرف على أبرز النصائح التى تساعد على تأقلم الأطفال مع المدرسة فى العام الدراسى الجديد:
قال الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية بجامعة عين شمس، لـ«اليوم السابع»: إن العام الدراسى الجديد يأتى فى جو مختلف تماما عن كل الأعوام الدراسية السابقة، حيث يأتى فى فترة ما بعد كورونا وفى فترة استقبال الموجة الرابعة من كورونا وما ترتب عليها من تبعات، منها فترة طويلة من بقاء الأطفال فى المنزل والشعور بالملل. وأضاف: إن العام الدراسى يأتى ونحن لسنا بأفضل صحة نفسية نتيجة الفترة السابقة من الصعوبات، وكل هذا يؤثر على التقدم الدراسى للأطفال والشعور العام بالإحباط، فيجب تهيئة الأطفال للتعلم بعد فترة الاسترخاء الذهنى والجسمى التى سيطرت عليهم فى الفترات السابقة.
وشدد على ضرورة تنظيم وقت الأطفال، وعمل جدول لمواعيد النوم والاستيقاظ، وتقليل وقت التعرض للموبايلات والشاشات لتهيئة الأطفال للعام الجديد.
- غسيل الأيدى يحافظ على صحة ابنك بـ60%
عند دخول المدارس تصاب الكثير من الأمهات بالقلق والخوف على الأبناء، فيما يتعلق بالعدوى التى قد تنتقل إليهم بسبب البكتيريا والجراثيم التى قد توجد فى المدرسة وتنتقل بالحمامات أو الديسك الذى يجلس عليه الطفل فى الفصل.
وأوضح الدكتور أسامة فكرى، استشارى الجهاز الهضمى والكبد بمعهد الكبد، أن عدم الاهتمام بالنظافة فى المدارس يساعد فى انتشار الوبائيات بداخلها، خاصة عدم الاعتناء بنظافة الحمامات والحنفيات والديسك.
قدم استشارى الجهاز الهضمى والكبد بعض النصائح، لمساعدة الطلاب فى عدم التعرض إلى الوبائيات والتسمم الغذائى:
• يجب أن تنتشر حملات التوعية الخاصة بالنظافة.
• تعليم وتوعية الطلاب خاصة الصغار فى السن، كيفية غسيل أيديهم بشكل سليم، وذلك لأن العناية بغسيل الأيدى تساعد فى تقليل 60% من الإصابة بالأمراض.
• لا بد من وجود رقابة فى المدارس خاصة بالنظافة، التى لا بد من العناية والرقابة المستمرة عليها فى حمامات المدارس والحنفيات والمقاعد.
• يجب على الأم أن تضع مع أبنائها الصابون، لكى يستطيع الطالب غسل يديه بشكل مستمر، وتعليمة أنه إذا دخل الحمام لا بد أن يغسل يديه بعد كل مرة.
• لا بد أن يصبح هناك حملات تفتيش مستمرة على نظافة الحمامات.
• يجب على الأم أن تنصح أبناءها عند الجلوس على الديسك أن يمسحه بالمناديل المبللة، التى يوجد بها بعض المطهرات.
• على الأم تعليم ابنها عند غلق حنفية الماء، يجب أن يغلقها بمنديل ورقى ناشف حتى لا ينتقل له بعض الفيروسات.
• على الأم تعليم ابنها عند دخول الحمام شد السيفون قبل وبعد وذلك للحفاظ قدر الإمكان على النظافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة