بعد 6 أشهر قضاها رائد الفضاء الإماراتى سلطان النيادى على متن محطة الفضاء الدولية، عاد إلى الأرض، اليوم الاثنين، وأعضاء طاقم المركبة الفضائية "دراجون"، ومنهما رائدا فضاء من وكالة "ناسا" هما ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، ورائد الفضاء أندري فيدياييف.
#سلطان_النيادي يخرج من الكبسولة#طموح_زايد #أطول_مهمة_فضائية_في_تاريخ_العرب #صحيفة_البيان pic.twitter.com/MqyYDyKqmy
— صحيفة البيان (@AlBayanNews) September 4, 2023
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء نجاح عملية انفصال المركبة"دراجون"، أمس الأحد، عن محطة الفضاء استعدادا للهبوط.
تُعد مهمة النيادى الأولى من نوعها ليس فى تاريخ الإمارات فقط، بل فى تاريخ العرب، فهى أطول مهمة للسير فى الفضاء، وتنفيذ مهمات لتركيب أجزاء جديدة وإجراء صيانة فى محطة الفضاء الدولية.
الإمارات تحتفى
طافم الرحلة وسلطان النيادى فى رحلة العودة للأرض
واحتفى شيوخ الإمارات بعودة النيادى، وكان فى مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، الذى قال، في تغريدة عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى "إكس": "ولدى سلطان النيادى، الحمد لله على عودتك سالمًا إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية فى الفضاء. صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازًا إماراتيًا تاريخيًا وساهمتم فى خدمة العلم والبشرية. بكم جميعًا طموحاتنا فى مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله"، مضيفا أن رائد الفضاء الإماراتى سلطان النيادى وفرق العمل الوطنية حققت إنجازًا إماراتيًا تاريخيًا وساهمت فى خدمة البشرية.
عملية الهبوط
طافم الرحلة وسلطان النيادى فى رحلة العودة للأرض
وفى سياق الاستعدادا للهبوط، قامت المركبة دراجون بعدة مناورات تدريجية لتحديد مسارها بشكل يتوافق مع الموقع المحدد للهبوط، وقبل البدء بعملية الحرق قام حاسوب المركبة بالتخلص من قاعدتها لتخفيف كتلتها ومن ثم توفير حجم الوقود المستهلك فى عملية الدفع، ومهد هذه الإجراء قيام المركبة الفضائية بعملية حرق خارج المدار، والتى تستمر لمدة 12 دقيقة.
كما شهدت المركبة الفضائية ارتفاعًا كبيرًا فى درجة الحرارة والسحب أثناء دخولها الغلاف الجوى للأرض ما أدى إلى إبطاء السرعة حتى فتح المظلات بطريقة آمنة، وعلى ارتفاع 18000 قدم، وتم إطلاق 2 براشوت، تبعها بسرعة إطلاق 4 براشوتات رئيسة على ارتفاع حوالى 6500 قدم، وتحت التوجيه المستمر لهذه البراشوتات الأربعة الرئيسة.
20 تجربة علمية
وخلال رحلته على متن المحطة شارك سلطان النيادى فى أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، وتنوعت هذه التجارب بين مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التى ستفيد المجتمع العلمى العالمى، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول العالم.
وشملت مهمة سلطان جانب مجتمعى أيضًا، تبلور فى سلسلة "لقاء من الفضاء"، والتى جذبت أكثر من 10 آلاف شخص، ما بين طلاب ومحبى للفضاء من جميع أنحاء الإمارات، وتنوعت هذه السلسلة ما بين اتصالات مرئية واتصالات لاسلكية.
استعدادات الرحلة
استغرقت عملية إعداد النيادى لهذه المهمة 3 سنوات من التدريب المكثف، واستمرت مهمة السير فى الفضاء التى خاضها سلطان النيادى، ورائد الفضاء ستيفن بوين، على مدار 7 ساعات ودقيقة واحدة، حيث كان من بين أحد الأهداف الأساسية لهذه المهمة، هو العمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، وهو ما تم تحقيقه بنجاح.
وضمن التحضيرات أيضا تم تركيب الألواح الشمسية فى يونيو الماضى، فكان لها دور محورى فى تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها، وإلى جانب هذه المهمة كان على رائدى الفضاء تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهى جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيدًا لإعادتها إلى الأرض ولكن هذه الوحدة ستبقى مثبتة على متن المحطة بسبب صعوبات متعلقة بإزالتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة