سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 يناير 1975.. الرئيس السادات يتحمس لدعوة إعادة رفات زعماء الثورة العرابية المدفونين فى سيلان والسودان وتركيا ثم تعود القضية إلى النسيان

الجمعة، 19 يناير 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 يناير 1975.. الرئيس السادات يتحمس لدعوة إعادة رفات زعماء الثورة العرابية المدفونين فى سيلان والسودان وتركيا ثم تعود القضية إلى النسيان الرئيس السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توفى أربعة من زعماء الثورة العرابية فى منفاهم بسيلان والسودان ودفنوا فيها، وتوفى خطيبها وبطلها «عبدالله نديم» فى تركيا ودفن فيها، وامتد الظلم التاريخى الذى وقع على هذه الثورة وقادتها إلى عدم إعادة رفاتهم إلى مصر، حتى شهد يوم 19 يناير-مثل هذا اليوم-أول كلام رسمى حول هذه القضية.
يذكر الكاتب الصحفى صبرى أبو المجد فى كتابه «سنوات ما قبل الثورة»، أنه بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، كتب مقالات، كان أولها الدعوة إلى رد أملاك العرابيين التى صودرت عقب هزيمة الثورة، واستجابت وزارة المالية، وصرفت بعض التعويضات إلى أسرة أحمد عرابى، ويضيف أبوالمجد: «حملت على كتفى عبء إعادة رفات أربعة من زعماء الثورة ماتوا فى منفاهم فى سيلان «سريلانكا» و«السودان».
 
 كان المنفيون إلى سيلان من قادة الثورة سبعة هم، أحمد عرابى، عبدالعال حلمى، طلبة عصمت، محمود سامى البارودى، محمود فهمى، يعقوب سامى، على فهمى، وتحركت بهم سفينة المنفى من السويس يوم 27 ديسمبر 1882، وحسب الدكتور لطيفة سالم فى كتابها «عرابى ورفاقه فى جنة آدم»: «فى 19 مارس 1891 توفى عبدالعال حلمى نتيجة إصابته بحساسية فى صدره، ودفن فى كولمبو»، ويصف عرابى جنازته فى مذكراته، قائلا: «حلقت فوقها أسراب من الطير مما أخذ العجب بالناس لهذه الظاهرة الغريبة».
 
 وتكشف لطيفة سالم: «توفى محمود فهمى فى 17 يونيو 1894، وجاء التقرير الطبى أنه أصيب بشلل فى جنبه الأيسر وثقل لسانه، وجرت معالجته فتحسن، لكن استمرار ذراعه مشلولا، ثم توجه إلى كاندى ومكث بها أربعة أيام، عاد بعدها لبيته فى كولامبور وزاره الطبيب، وبعدها انتقل إلى كاندى مرة أخرى حيث استضافه ابن عرابى، ولم يمض وقت طويل حتى لقى ربه»، وتضيف سالم: «فى 30 أكتوبر 1899 توفى يعقوب سامى نتيجة انهيار عصبى وضعف عام وشلل فى نصفه الأعلى، ودفن الثلاثة فى سيلان بأمراض الجسد والنفس والغربة».
 
وفى السودان كانت دراما موت «على باشا الروبى»، ووفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى»: «كان «الروبى» قائد الجيش فى موقعة التل الكبير، وأجاب بشجاعة وصراحة على ما وجه إليه من التهم، وحكم عليه بالنفى عشرين سنة فى مصوع، فلم يمضى فيها عامان حتى اعتلت صحته وضعف بصره، ثم نقل إلى سواكن، وأثرت عليه حرارة الطقس فأردت ببصره، وتوفى ودفن فيها يوم 19 سبتمبر 1891، ولا يزال قبره هناك»، وفى 10 أكتوبر 1896 توفى عبدالله نديم وعمره 54 عاما فى منفاه بتركيا قبل أن تتحقق أمنيته بلقاء أمه، ودفن فى مقبرة «يحى أفندى فى باشكطاس».
 
يكشف «أبوالمجد»، أنه لما حمل على أكتافه قضية إعادة رفات هؤلاء، اتصل بأحفاد وأبناء زعماء الثورة، فأمدوه بأوراق هامة خلفها هؤلاء الزعماء، ومنهم أحفاد عبدالعال حلمى، والسيدة يوسفية فهمى حفيدة على فهمى، ومن معلوماتها أن جدها على فهمى، ولد فى «صفط جدام» مركز «تلا» منوفية، وتعلم بالقرية، ثم التحق بالجيش فى عهد سعيد باشا الذى قربه إليه ورقاه ثم اتخذه ياورا له، ولما وقعت الحرب الروسية التركية أرسله الخديو إسماعيل ضمن حملته لمساعدة الدولة العلية، وأظهر جرأة بهرت أنظار القادة الأتراك، وصارت مضرب الأمثال بينهم وأطلقوا عليه «الذئب المصرى».. يؤكد أبو المجد: «مات فى 22 نوفمبر 1911 بمنزل متواضع بالدرب الجديد، بعد أن صادرت الحكومة أمواله والسراى المملوكة، وجعلتها سكنا لكتشنر باشا سردار الجيش المصرى».
 
 يذكر «أبو المجد» أنه كتب فى 11 نوفمبر 1966 فى «المصور» بعنوان «أطول رحلة نفى فى التاريخ.. متى يعود الزعماء الغرباء الأربعة؟»، وكتب يوم 17 سبتمبر 1971 بعنوان «90 عاما والثورة العرابية لا تزال مظلومة: أعيدوا رفات أبطال الثورة»، ويكشف أنه رفع مذكرة إلى الحكومة بمطلبه، ويؤكد :»تلقيت فى 19 يناير-مثل هذا اليوم- 1975 رسالة من الدكتور يحيى الجمل وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء يقول فيها: «إشارة إلى المذكرة الخاصة برد اعتبار أبطال الثورة العرابية، وإعادة رفات أربعة من قادتها توفاهم الله فى المنفى يسرنى الإحاطة بموافقة السيد رئيس الجمهورية، ويجرى الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة فى هذا الشأن».
 
فى 15 مارس 1975، تلقى أبوالمجد رسالة جديدة من «الجمل»، يقول فيها: «إلحاقا بالكتاب المؤرخ فى 19 يناير 1975 بشأن رد اعتبار أبطال الثورة العرابية، وإعادة رفات أربعة من قادتها، أرجو التكرم بموافاتنا بمذكرة وافية عن الموضوع لإمكان التصرف على ضوء ما تضمنته من وقائع ومعلومات».. يؤكد أبو المجد أنه رد بمذكرة تفصيلية اقترح فيها الاتصال بحكومات سرى لانكا، لإعادة رفات عبدالعال حلمى ويعقوب سامى ومحمود فهمى، والاتصال بالسودان لإعادة رفات على الروبى، والاتصال بتركيا لإعادة رفات عبد الله نديم.
ومضت الأيام ولم يحدث شىء.    









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة