أسس البريد المصرى ودار الكتب.. مشروعات مهمة فى عهد الخديوى إسماعيل

الثلاثاء، 02 يناير 2024 10:09 ص
أسس البريد المصرى ودار الكتب.. مشروعات مهمة فى عهد الخديوى إسماعيل الخديوى إسماعيل
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد عهد الخديو إسماعيل خامس حكام مصر من الأسرة العلوية مجموعة من المشروعات والأحداث، فى مثل هذا اليوم 2 يناير من عام 1865م، أسس الهيئة القومية للبريد المصرى، وذلك ضمن خطته لتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا، فعمل على إدخال النظم الأوروبية لجميع مرافق الدولة، ولهذا نستعرض أبرز ما تم في عهد الخديو.

 

تأسيس دار الكتب

استطاع الخديوى إسماعيل أن يؤسس دار الكتب، والبداية كانت من عام 1870م، وبناءً على اقتراح على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف آنذاك، أصدر الخديوى إسماعيل الأمر العالى بتأسيس دار للكتب بالقاهرة "الكتبخانة الخديوية المصرية"، لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التى كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية فى أوروبا، وتم تأسيس الكتب خانة الخديوية المصرية فى الطابق الأرضى بسراى الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوى إسماعيل، بدرب الجماميز.

 وفى  29 يوليو من عام 1870م، تم وضع قانون دار الكتب المصرية الأول ولائحة نظامها، وبمقتضاه قامت دار الكتب، وبدأت صفحة جديدة من صفحات تاريخ مصر الفكرى، ويعتبر هذا القانون أول القوانين واللوائح التى نظمت العمل بدار الكتب، ونصت بعض بنود القانون على شدة مراقبة المترددين على المكتبة وملاحظتهم أثناء خروجهم منها؛ حتى لا يأخذوا معهم شيئا من متعلقات المكتبة.

كما نص القانون على شروط الانتفاع بخدمات الكتبخانة وطرق المحافظة على المكتبة مما يدل على تقدم الخدمة المكتبية، وكيفية حفظ مقتنياتها، وصيانتها، ووقايتها من التلف، وتداولها وتيسيرها للمترددين، وكذلك شمل عقد مجلس للنظر فى شئون الكتبخانة.

 

أقدم المنشآت المائية

" قناطر ديروط" تعتبر من أقدم المنشآت المائية فى مصر والعالم، حيث تم إنشاؤها عام 1872 فى عهد الخديوى إسماعيل ومصنفة ضمن أقدم المنشآت الهيدروليكية فى العالم، والتي تقع على ترعة الإبراهيمية بمدينة ديروط عند فم ترعة الإبراهيمية، وتقوم بإطلاق تصرف سنوى من خلال المجموعة قدره 9.6 مليار متر مكعب سنويا لتغذى مجموعة القناطر سبعة ترع فرعية.

افتتاح قناة السويس

في عهد الخديو إسماعيل افتتحت قناة السويس، للملاحة البحرية، وذلك فى نوفمبر من عام 1869، حيث انتهى العمل بها بعد عشر سنوات في عهد الخديوى إسماعيل الذى سافر إلى أوروبا في 17 مايو 1869 لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب.

من أهم ضيوف الحفل كانت الإمبراطورة أوجيني الصف، وإمبراطور النمسا، وولي عهد بروسيا، ولي عهد هولندا وعقيلته، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، ومدام اليوت عقيلة سفير إنجلترا بتركيا، والسفير إليوت والأميرة مورا، والأمير هوفمان لو فمدام أغنانيف فالجنرال أغنانيف.

 

إنشاء كوبرى قصر النيل

كان الخديوى إسماعيل قد أمر بإنشاء كوبرى يصل بين القاهرة والجزيرة، فى عام 1869م، وبعد اكتمال بنائه فى 1871، أمر تصميم أربعة سباع على رأس الكوبرى من الجانبين، وبالفعل تم تصنيعهم من قبل الفنان الفرنسى أوجين جليوم الذى صنعهم فى فرنسا، ليأتى بهم إلى الإسكندرية ثم إلى مكانهم الحالى بقصر النيل.

وبدْأ إنشاء الكوبرى عام 1869 فى عهد الخديوى إسماعيل بتكلفة 113 ألف و850 جنيه مصرى، ثم  كلف إسماعيل شريف باشا ناظر الداخلية فى أبريل 1871 بالاتصال بالنحات الفرنسى العالمى ألفريد جاكمار لعمل 4 تماثيل لوضعها بجانب تمثال محمد على باشا الموجود بالإسكندرية، واقترح جاكمار بدوره أن تكون تلك التماثيل متوسطة الحجم وكلف لجنة من المثال أوجين جليوم والمصور جان ليون لتتولى مهمة الإشراف على صناعة التماثيل، وخصص مبلغ 198 ألف فرنك للإنفاق على المشروع، تم تصنيع التماثيل من البرونز فى فرنسا ونقلت إلى الإسكندرية ومنها إلى موضعها الحالى على مدخلى كوبرى قصر النيل، وتم عملها من البرونز المفرغ بطريقة التشكيل التشريحى للأعضاء الرئيسية لجسم الأسد وهى تمثل قيمة فنية وتاريخية وحضارية.

إنشاء صندوق الدين بمصر

 

فى 2 مايو عام 1876م، أنشئ صندوق الدين بمصر، بعد أن عجز الخديوى إسماعيل عن سداد أقساط ديون بلاده المستحقة للبنوك الأوروبية، والذى كان له أثر كبير فى تدخل العديد من الدول الأجنبية فى السياسات الداخلية للبلاد، ومن ثم الاحتلال الإنجليزى لمصر.

كان لجنة دولية تأسست بمرسوم من الخديوى إسماعيل فى 2 مايو 1876 للاشراف على سداد الحكومة المصرية ديونها للحكومات الأوروبية، التى تراكمت فى عصر إسماعيل، وكان الصندوق فى البداية يرأسه أمين وثلاثة مفوضون يمثلون حكومات النمسا-المجر، فرنسا وإيطاليا.

شعر الخديوى بارتباك الحالة المالية، وما تنطوى عليه من الأخطار، وما يجر إليه سخط الماليين والأوروبيين من العواقب، فأراد استرضاء الدائنين بوضع نظام يكفل لهم استيفاء ديونهم، فطلب إلى وكلاء الدائنين بمصر وضع النظام الذى يرتضونه،  فقدم وكلاء الماليين الفرنسيين مشروعا بإنشاء صندوق الدين وتوحيد الديون، أما الماليون الإنجليز فإنهم لم يشتركوا فى هذه المفاوضات، انتظارا للخطة التى ترسمها الحكومة.

اهتمامه بالتعليم

اهتم الخديوى إسماعيل بالتعليم والحركة الفكرية فى مصر، إذ أنه عندما تبوأ "إسماعيل" سدته لم يكن في القطر من مدارس سوى مدرسة ابتدائية، ومدرسة تجهيزية، والمدرسة الحربية في القلعة، ومدرسة الطب والصيدلة والولادة التي أنشأها كلوت بك ـ وجميعها بالعاصمة ـ ومدرسة بحرية بالإسكندرية، وكانت جميعها في حالة سيئة من حيث كيانها ونظامها والتعليم والتربية فيها.

فعهد الخديوى إسماعيل، بأمر إصلاحها إلى أدهم باشا ـ وهو ثاني من تولى وزارة المعارف بالقطر المصري في عهد (محمد علي) الكبير، واستمر على دفتها، بعد وفاة مصطفى بك مختار، أول وزير لها، عشر سنوات؛ أي: من سنة 1839 إلى سنة 1849 — وأقبل ينشئ خلافها بهمته العالية، فتأسست في سنة 1864 مدرسة رأس التين، بجوار السراي الخديوية بالإسكندرية؛ ومدرسة الناصرية بمصر، في الشارع الموصل من عابدين إلى مسجد السيدة زينب، مكان القصرين اللذين كانا للأميرين المملوكين حسن كاشف وقاسم بك، في أيام الحملة الفرنساوية، وخصصا بالجمعية العلمية المعروفة باسم "الانستتنيوت" حيث كان يجتمع بونابرت وكليبر وفوربي ومونج والتسعون عالمًا الآخرون، الذين رافقوا تلك الحملة، وأنشأوا مجموعة الكتب العلمية الخصيصة بمصر، التي كانت من أكبر أسباب إعادة الحياة إليها، حسب ما ذكر إلياس الأيوبى فى كتابه "تاريخ مصر فى عهد الخديوى إسماعيل".

وظهرت المدرستان المذكورتان بمظهر جديد لم يعهده معهد علمي مطلقًا من المعاهد السابقة وتجلتا ـ الأولى تحت إدارة ناظرها أحمد بك فتحي، والثانية تحت إدارة ناظرها برعي أفندي — عنوان النظافة التامة والنظام الكامل، وعلمت فيهما العربية، والفرنساوية، والإنجليزية، والألمانية، والجغرافيا، والرسم الخطي، والحساب العادي، والحساب العالي، والقرآن لغاية الفرقة الرابعة، والتركية بدله من الفرقة الرابعة فما فوق.

وانتظم الطلبة في سلكيهما، قسمين: داخلية وخارجية. على أنهم كانوا يتغدون جميعًا في غرفتي طعام عظيمتين، عدا أبناء البيكوات والباشاوات في مدرسة الناصرية فإنهم كانوا يأكلون على حدة.

وفي سنة 1876 أنشئت ثلاث مدارس صناعية غيرها، ليحول إليها التلامذة البلداء في المدارس الابتدائية، بدلًا من تحويلهم إلى المدارس الحربية، فيتعلمون فيها، مدة خمس سنوات، صنائع يتعيشون منها في مستقبل حياتهم، وكانت تباع المصنوعات، التي يصنعونها في مدة دراستهم، ويحفظ ثمنها على ذمتهم، ثم يُشترى بها أدوات صناعية، وآلات لكل منهم تصرف إليه حين مغادرته المدرسة، ليدخل ميدان الحياة وهو متسلح بها.

وأنشئت في هذه المدة عينها، في العباسية، مدرسة أولية، ومدرسة إعدادية، خلاف جملة مدارس عسكرية وحربية سيأتي الكلام عليها في غير هذا المكان، وتلا ذلك إنشاء مدرسة هندسية ملكية كبرى، عرفت باسم "المدرسة البوليتكنيك" وأحضرت إليها الأساتذة من فرنسا ومن ضمنهم المسيو چليون دانجلار، صاحب الرسالات الممتعة عن مصر ما بين سنة 1865 وسنة 1875 وعهد بمساعدتهم إلى أساتذة مصريين، من الذين تعلموا بفرنسا على نفقة الحكومة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة