مؤكد أن استمرار العدوان الإسرائيلى بالحرب على غزة دون أى اعتبار لأى قوانين أو معايير إنسانية يُنذر بأن تكون المنطقة أمام نزاع إقليمي حادّ يكون له بالغ التأثير على السلم والأمن الدوليين في ظل اتساع دائرة الحرب والاشتباكات وتعدد الجبهات، خلاف مخاطر أخرى على رأسها اضطراب الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار النفط والغذاء ما يزيد من معاناة الملايين حول العالم ويزيد من حدة التوترات بين القوى العظمى وتعدد بؤر الصراع.
لأن الحقيقة المؤكدة التي اتفق عليها الجميع أن كلما طال أَمَدُ الحرب في غزة، زاد الاحتمال لعواقب أوسع نطاقاً تتجاوز بكثير الحدود الإسرائيلية أو الفلسطينية، بنشوب حرب إقليمية في ظل استخدام إسرائيل جميع الوسائل المتاحة لها للتغلب على الصدمة والهزيمة الاستراتيجية التي تعرضت لها بعد 7 أكتوبر 2023 وعملية طوفان الأقصى وفشلها رغم مرور 106 أيام على حربها دون تحقيق أي أهداف معلنة لها إلا تحقيق الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم الحرب وتبقى عدة هزائم أخلاقية ونفسية وتعرض اقتصادها لمخاطر شديدة وحدوث انقسام في المجتمع الإسرائيلي ينذر بخلافات حادة في المستقبل.
لذلك – فاعتقادى - إن هدف إسرائيل الأول والأخير هو خلق وضع راهن جديد يُعيد ردعها العسكرى كما كان قبل عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 وهذا صعب للغاية حتى ولو نجحت في تحقيق أهداف على المدى القصير باحتلال غزة، وإضعاف المقاومة.
لذا يلوح سيناريو مخيف في الأفق وهو اضطرار الولايات المتحدة إلى إخلاء قواعدها العسكرية في العراق وسوريا والقيام بتنفيذ عمليات قصف جوي على لبنان والعراق وسوريا واليمن وتوجيه ضربات للاستقرار العسكري والسياسي والاقتصادي لهذه البلدان ما يدفع إيران إلى دعم عناصرها بالوكالة، لتدفع روسيا بشكل غير مباشر إلى دعم عناصر أخرى لإضعاف مصالح الولايات المتحدة، ففي هذه الحالة فإن فرص دخول إيران الحرب بشكل مباشر يكون مرتفعا للغاية خاصة إذا حمَّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عن وكلائها وشنت غارات جوية ضد إيران.
نهاية.. إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة فإن احتمال نشوب حرب إقليمية سيكون مرتفعا للغاية.. وأيا كانت السيناريوهات فإن الأمر متوقف على إسرائيل والولايات المتحدة، لأن استمرار إسرائيل فى الإبادة الجماعية وإصرارها على تهجير الفلسطينيين يُسهل من إمكانية أن يكون الصراع متعدد الجبهات ومتعدد الأطراف في آن واحد، ولأن موقف الولايات المتحدة المتعنت من وقف إطلاق النار - قطعا - يٌزيد من مخاطر انتشار الصراع وتحقق السيناريو المخيف بنشوب حرب إقليمية الكل سيدفع ثمنها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة