أحمد التايب

هزيمة إسرائيل الاستراتيجية واعتبارات الاستقطاب الدولى الجديد

الثلاثاء، 16 يناير 2024 12:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم تعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لحرب بشعة تشنها قوات الاحتلال ومعها الولايات المتحدة، ليبلغ العدوان مداه بالتكبر والتجبر، والإمعان في القتل وإراقة الدماء وانتهاك كافة حرمات البشر من الأطفال والنساء والشيوخ، إلا أن إسرائيل تتلقى هزيمة استراتيجية بامتياز، والرئيس الأمريكى جو بايدن يتلقى ضربة قاسمة.

نقول هذا في ظل عجز الولايات المتحدة عن إيجاد صيغة  للحل، وهى أقوى دولة في العالم، وهى التى لا تخفى تخوفها من اتساع دائرة الحرب، وتتعرض لضغوط محلية ودولية تهدد مصالحها ونفوذها، وهو ما أدى إلى تخبط الإدارة الأمريكية وتناقض سياساتها، والانقسام والشقاق الإسرائيلى التي يشتد يوميا في مجلس الحرب الإسرائيلي وداخل المجتمع الإسرائيلي، خلاف الهجرة العكسية الإسرائيلية في ظل هجرة قرابة مائة ألف مستوطن من الشمال الإسرائيلي، وتصاعد التواترت والاشتباكات العسكرية مع حزب الله وخروجها عن قواعد الاشتباك، وخلو مستوطنات غلاف غزة بأكملها، وتأكيد الأخبار عن هجرة أكثر من مليون ونصف إسرائيلى، ما يدفع ويؤكد أن هناك حالة من القلق والخوف والرعب والانهيار للكيان الصهيونى رغم القصف والعدوان المستمر.

وأيا كان الأمر، فالحقيقة المؤكدة - فى اعتقادى - أن محور "روسيا والصين وإيران" يترقب هزيمة إسرائيل ومعها الولايات المتحدة في الحرب على غزة ليس تضامنا مع الفلسطينيين لكن من أجل مصالحهم، لأنه ببساطة فشل الولايات المتحدة في أوكرانيا، وفشلها في دعم إسرائيل في غزة، يعنى أنها ستفكر كثيرا فيما يخص قضية تايوان، ويعنى تعطيل خطط الولايات المتحدة وشركائها فيما يخص مشروع  خط التجارة الهندى الموازى لطريق الحرير الصينى.

وبغض النظر عن موقف إسرائيل، إلا أن ما يحدث فى غزة من صمود للمقاومة وللشعب الفلسطينى من شأنه أن يعمق الشرخ والانقسام بين أفراد مجتمع الكيان المحتل حتى بعد انتهاء الحرب، مما سيضعفه أكثر، ويفقده الهيبة والرهبة في محيطه الدولى والإقليمي، وبالتالي افتقاد اسرائيل لقوة الردع التي لا طالما كانت تعتمد عليها كثيرا قطعا سيمثل أخطر أنواع الهزيمة الاستراتيجية، لذلك تخشى الولايات المتحدة أن يؤدي اصطفافها مع إسرائيل إلى جذب القوى الدولية - الصين وروسيا - المنافسة لها، بشكل أكبر وأعمق إلى الشرق الأوسط، على حساب نفوذها وهيمنتها ومصالحها، لذا فالكل يترقب ويحبس أنفاسه بشأن ما سيحدث مستقبلا خاصة أن الحقيقة المؤكدة وسط هذا الغيوم أن مجلس إدارة العالم الجديد يتشكل الآن وبسرعة كبيرة نحو قيادة العالم من خلال تعدد الأقطاب..







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة