"الأطفال يسألون الإمام".. كتاب لشيخ الأزهر يرد فيه على أسئلة النشء.. هل صداقتى لزميلتى المسيحية حرام؟.. هل يعيش الشيطان فى السماء؟.. أين تعيش الملائكة؟.. كيف أواجه سخرية زملائى فى المدرسة بسبب لون بشرتى السمراء

الخميس، 25 يناير 2024 05:00 ص
"الأطفال يسألون الإمام".. كتاب لشيخ الأزهر يرد فيه على أسئلة النشء.. هل صداقتى لزميلتى المسيحية حرام؟.. هل يعيش الشيطان فى السماء؟.. أين تعيش الملائكة؟.. كيف أواجه سخرية زملائى فى المدرسة بسبب لون بشرتى السمراء غلاف كتاب الأطفال يسألون الإمام
كتب - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثاً كتاب بعنوان "الأطفال يسألون الإمام" لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذى يتضمن أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانًا، ظنًّا منهم أنَّ تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة، ويطلبون منهم التوقف عن ذلك، جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع فيه أسئلة الأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه ليرشدهم، ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربويَّة لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار، والإجابة عنها بعقل متفتح؛ بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور في الحياة، وفى هذا التقرير نرصد 10 أسئلة أجاب عنها فضيلة الإمام الأكبر وذلك على النحو الآتى:
 

قالت لي زميلتي بالمدرسة : إن صداقتي لزميلتنا المسيحية حرام. ما صحة ذلك؟

 
كلام زميلتك غير صحيح، وصداقتك لزميلتك المسيحية مباح ولا شيء فيه، وقد جعل القرآن الكريم أساس العلاقة بين المسلم وغيره هي البر والقسط لا القطيعة والهجر والعدوان قال الله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (۸)) [سورة الممتحنة).
8
 
 

هل سأجد كل من أحبهم من أسرتي وأصدقائي في الجنة ؟

 
الجنة هي غاية كل إنسان والوصول إليها يحتاج إلى اجتهاد ومثابرة، وذلك بطاعة الله ورسوله ، فإذا كنت من أهل الجنة وأحبابك من أسرتك وأصدقائك من أهل الجنة فاعلم أنك ستراهم فيها وتتزاورون وتتنعمون فيها. قال تعالى: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (١٦)) [سورة الواقعة). فعلينا أن نحرص على طاعة الله وطاعة رسوله حتى نكون من أهل الجنة ونلقى أحبتنا من أهلنا وأصدقائنا فيها.
 

تقول لي أمي دائما : النظافة من الإيمان. هل يعني ذلك أنني عندما أغسل يدي ووجهي أنال ثوابا ؟

 
جعل الإسلام الطهارة والنظافة جزءا من الإيمان يقول النبي ﷺ : الطهور شطر الإيمان، وهذا يؤكد على عناية الإسلام بالنظافة، فإذا قمت بغسيل وجهك ويديك بقصد النظافة والطهارة، وأن ذلك من الإيمان فبكل تأكيد ستنال الأجر والثواب من الله.
 
9
 

كيف أنتصر على الشيطان وأبعده عني ؟

 
لقد عقد الشيطان العزم على العداوة بينه وبين الإنسان وإبعاده عن كل خير وذلك بالوسوسة والإغواء. قال تعالى: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (۸۲) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (۸۳)) [سورة ص] فينبغي على المسلم أن يأخذ الحيطة والأسباب التي تحميه وتحفظه من كيد الشيطان.
 
وهناك بعض الأمور التي نبه عليها الشرع لتحفظ الإنسان من الشيطان ومن وسوسته وإغوائه، منها: الاستعاذة بالله منه، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِدْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠)) [سورة الأعراف) . وأيضًا قراءة المعوذتين : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (۲) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (۳) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (٥)) [سورة الفلق) ، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (۲) إِلَهِ النَّاسِ (۳) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)) [سورة الناس]. يقول النبي ﷺ لأحد أصحابه : (ألا أخبرك بأفضل ما تَعَوَّذَ به المُتَعوذون ؟) قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، وكان النبي يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم، وأخبر أن من قرأهما مع سورة الإخلاص ثلاثا حين يمسي وثلاثا حين يصبح كفته من كل شيء.
 
وأيضا قراءة آية الكرسي في الصباح، وفي المساء، وبعد كل صلاة، وقبل النوم. ففي الحديث : (إذا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَهُ الكُرْسِيُّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظ ، ولا يَقْرَبُكَ شيطان حتَّى تصبح) وأيضا قراءة خواتيم سورة البقرة، قال : الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سورة البقرة من قَرَأَهُما فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) .
10
 
 

هل يعيش الشيطان في السماء ؟

 
الشيطان خلق من خلق الله، وكان يعيش في الجنة ثم طرد منها بسبب معصيته لله تعالى، وهو الآن يعيش على الأرض مع بني البشر . قال تعالى: ﴿قَالَ فَاهبط مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ (۱۳)) [سورة الأعراف]، فهذا أمر من الله للشيطان أن يخرج من الجنة وينزل إلى الأرض بسبب معصيته وكبره.
 
وتختلف طبيعة الشيطان وذريته عن طبيعة البشر، فقد خلقهم الله من النار ولا يراهم الإنسان، وأوتوا من الخفة والسرعة ما لم يؤته الإنسان قال تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ [الأعراف : ٢٧) ، لذلك تجد منهم من يعيش على الماء أو اليابسة أو يعيش في الهواء، لكن لا يعيشون في السماء ولا يقتربون منها لقول الله تعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بزينة الكواكب (٦) وَحِفْظًا من كُلِّ شَيْطَانٍ مارِدٍ (۷) لَّا يَسْمَعُونَ إِلَى الْمَلَا الْأَعْلَى وَيُقْدْفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (۸)) [سورة الصافات) أي: إذا اقترب أحدهم من السماء يتبعه شهاب يحرقه قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (۱۰)) [سورة الصافات) .
11
 

أين تعيش الملائكة ؟

 
الملائكة كائنات خلقها الله من نور مهمتهم تنفيذ أمر الله تعالى وطاعته. قال تعالى: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غلاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦)) [سورة التحريم) . وقال الله عنهم: (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (۲۷)) [سورة الأنبياء) .
 
ولهم مهام متعددة، وكل منهم يعيش حيث يؤدي مهمته، فمنهم من يعيش في الأرض مع الإنسان مثل الحفظة من الملائكة. قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمر الله ...) [الرعد : ١١] .
 
والكتبة من الملائكة الملازمين للإنسان. قال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (۱۰) كِرَامًا كَاتِبِينَ (۱۱) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (۱۲)) [سورة الانفطار] ، ومنهم حملة العرش فوق السماء السابعة قال تعالى: ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلْ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةً (۱۷) [سورة الحاقة]. فهم يعيشون في كل مكان حسب المهمة التي كلفوا بها من الله .
 
12
 

هل تحرسني الملائكة حقا عندما تدعو لي أمي ؟

 
خلق الله الإنسان وجعل عليه ملائكة تحرسه من السوء والأذى إلا ما شاء الله له من ضر فيأذن به فيصيبه قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١)) [سورة الأنعام) فالحفظة الذين يرسلهم الله يحفظون العبد إلى أن يأتي أجله.
 
والأم إذا دعت لولدها أو بنتها استجاب الله لها . قال النبي ﷺ : (ثلاث دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لَا شَكٍّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ ، فإذا كانت دعوة الوالدين لولدهما مستجابة فحينما تدعو الأم لولدها يستجيب الله لها ويرسل ملائكته لحفظ هذا الولد .
 
13
 
 

يسخر مني زملائي في المدرسة بسبب لون بشرتي السمراء . لماذا خلقني الله هكذا ؟

 
خلق الله الخلق بتنوع واختلاف للدلالة على عظمته وقدرته، وبين سبحانه أن معيار التفاضل بين البشر هو التقوى والعمل الصالح وليس لصورة الإنسان وهيئته، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (۱۳)) [الحجرات) .
 
فالله سبحانه لن يحاسبك على شيء ليس لك فيه اختيار كلون بشرتك، واللون الأسود ليس عيبا ولا شيئًا سيئا ولا محط سخرية، فكم من إنسان أسود ونفع الدنيا بعلمه وجهده، فالإنسان يتميز بأدائه وفكره وجهده لا بلونه ونسبه، فعنترة بن شداد كان أسود، ولما عيروه بلونه وكان فارسا مغوارا أنشد قائلا :
 
لَئِن أَكَ أَسوَدًا فَالمسك لوني *** وَمَا لِسَوادِ جلدي من دواء
 
وَلَكِن تبعد الفحشاء عني *** كَبُعدِ الْأَرْضِ عَن جَوَ السَّمَاءِ
 
فلم يحزن ولم ينكسر لأن أحدهم عيره بسواد لونه، وهنا نحذر كل من يسخر من الناس، فهو بهذا الفعل مخالف لأمر الله تعالى ومستحق للإثم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (۱۱)) [سورة الحجرات) . فلا يجوز السخرية من الآخرين والتنمر بهم، يقول النبي ﷺ: (وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيْرَكَ بِأَمْرٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرَهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ،فيَكُونَ لَكَ أَجْرُهُ، وَعَلَيْهِ إِثْمُهُ).
 
فنوصيك بالصبر، والاستعانة بالله، وذكره على الدوام لتخفف عن نفسك آثار مثل هذه التصرفات السيئة من الغير، ولا تترك للشيطان أي مدخل ليدخل عليك الحزن والآلام، ولا تصدر منك أي إساءة إليهم حتى لا تكون مثلهم في الفعل والذنب، ولكن ذكرهم بآيات الله التي تنهى عن ذلك هداهم الله وهدانا جميعًا.

14
 
 

قال لي أبي: إن رسول الله ﷺيعلم عندما أصلي عليه. هل هذا يعني أنه يعرف من أنا وما هو اسمي ؟ وهل يحبني لأنني تعلمت أن أصلي عليه دائما كل يوم ؟

 
ثبت أن صلاتنا تعرض على نبينا في قبره، ويعرف من الذي يصلي عليه ويرد عليه . فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ: (ما من أحدٍ يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ، وإذا صلى عليه أحد من أمته قال الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة).
 
والنبي يحب جميع أمته، وسيستقبلهم في الآخرة فرحا مسرورا بهم، إلا من ابتعد عن منهجه . ففي الحديث أن رسول الله ﷺ خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ الله بِكُمْ لاحِقُونَ، وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا : أَوَلَسْنَا إخوانك؟ يا رسول الله ، قال : أنتم أصحابي وإخْوانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنا فَرَطْهُمْ عَلَى الحَوْضِ ) .
 
ومن حبه لأمته أنه حين خصه الله بدعوة مستجابة لم يدع بها لنفسه، ولم يدع لأحد من أولاده؛ بل ادخرها لأمته. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ: (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة من مات منهم لا يشرك بالله شيئًا).

16
 
 

لماذا خلق الله الصرصار ؟

 
نشاهد ونرى في حياتنا الكثير من الكائنات الحية، وقد نتعرض للأذى من بعضها لو اقتربنا منها، وبعضها تخيفنا ولا نقترب منها، وهنا نتساءل: ما فائدة هذه الكائنات؟ ولماذا خلقها الله ؟
 
أولا : الكثير من المخلوقات التي يرى من ظاهرها أنها لا فائدة منها أو أنها ضارة أثبت العلم ما لها من منافع للإنسان أو البيئة، فالعلم يؤكد أهمية كل الكائنات في الكون حتى ولو كان ظاهرها عدم النفع لما تحققه من التوازن البيولوجي والبيئي في الكون، وقد شاهدنا الضرر الكبير الذي لحق بالبيئة عند القضاء على كائن حي يرى البعض ضرورة التخلص منه كليا لعدم وجود جدوى منه وما ترتب على ذلك من اختلال التوازن البيئي والتسبب في انتشار كائنات حية أخرى على غير المعتاد، وإلحاق الأذى بالإنسان، وانتشار الأمراض والأوبئة.
 
ثانيا : ضرب لنا القرآن الكريم مثلا على تلك الكائنات التي يراها البعض ضارة لا نافعة كالذبابة، مبينا ما فيها من قدرة الله على الخلق ومتحديا بها غيره وإثبات عجزهم عن الخلق. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِدُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج: ٧٣] .
 
وبهذا يتبين بكل وضوح أنه سبحانه ما خلق أي شيء إلا الحكمة عرفناها أو لم نعرفها، وعلى الإنسان أن يتعايش مع مخلوقات الله، وأن يبتعد وأن يجتنب ما هو ضار منها أو يخيفه.
 
 
15
 
 
 
 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة