أحمد التايب

بادرة أمل نحو مُصالحة فلسطينية فى ظل تنفيذ خطة الجنرلات.. هل ستتحقق؟

الأحد، 13 أكتوبر 2024 01:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة وما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب في كل الأرضى الفلسطينية، تشرق من جديد بادرة أمل من القاهرة، حيث يلوح في الأفق بشائر المصالحة لإنهاء الانقسام الفلسطينى وفقا لبيان مُشترك بعد استضافة القاهرة وفود من الفصائل الفلسطينية لعقد سلسلة من الاجتماعات لمناقشة ترتيب البيت الفلسطيني بعد اجتياز الحرب الإسرائيلية علي القطاع عامها الأول.

نعم كلنا أمل في الوصول إلى مشروع موحد يجمع الفصائل، ويوحد القوى لتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام، والتى كانت سببا فى تأجيج الخلاف لعقود من الزمن وسببا لمعاناة الشعب الفلسطيني كثيرا.

فما أشد الحاجة الآن إلى الوحدة الفلسطينية والمصالحة في ظل حرب بشعة تشن ضدهم وفى ظل خطط خبيثة يسعى العدو  لتنفيذها، وخير مثال  تلك الخطة التي أعدها جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي تتحدث عن سيطرة كاملة لشمال وتهجير سكانه وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة، وتم تقديم هذه الخطة لنتنياهو ولهيئة الأركان بجيش الاحتلال.

صحيح، أن ما يفعله جيش الاحتلال من قصف جنونى وعشوائى لا يأتي وفق خطط، وإنما هو انتقام وقتل لكل مقومات الاحتلال بهدف توسعى احتلالى، وهو ما تؤكده الغارات المميتة والحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية بهدف دفع السكان نحو الجنوب بعد تدمير المباني ومراكز الإيواء، والقصف المتواصل على  200 ألف مواطن في مخيم جباليا ومحيطه، وارتكاب جرائم حرب في حق الفلسطينيينن بل يواصل الاستخفاف بالعالم والتلاعب به، فبعد الحديث عن أن حرب غزة باتت ثانوية بعد ما أصبحت الحرب على الجنوب اللبناني أولوية يقوم جيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين بغارات مميتة على جباليا وعلى الشمال الإسرائيلى في ظل سياسة الخداع والكذب والتضليل التي يتبعها نتنياهو مستغلا الظرف الراهن والدعم اللامحدود للولايات المتحدة وتواطئ المجتمع الدولى مع جرائمه.

وايا كان الأمر.. فإن حجم التدمير الممنهج والقتل العشوائى والآلاف من الضحايا وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء يؤكد  أن العمل جار لإخلاء غزة بشكل كامل، وأن ما يحدث إبادة بقصد التهجير نحو المواصي، كمرحلة أولى.
لذا، الأمر يتطلب اصطفافا وطنيا فلسطينيا ويستوجب عقد المصالحة اليوم قبل الغد، فالحدث جلل، والحرب شرسة، والضحايا أطفال ونساء، والخطة احتلال أرض وسرقة وطن، وأنه لن يكون هناك حل إلا بالحوار والتفاهم، وأن القضية الفلسطينية تسمو فوق أى مصلحة أو غرض، لأن المعركة طويلة والقضية عظيمة، وهناك من يتربص لتأجيج الخلاف ودوام الانقسام.
وأخيرا.. لا نصر إلا بعد معركة ولا نجاح إلا في ظل اتحاد، وأن الخير لن يأتى إلا بالاتحاد مطباقا لقوله عز وجل “واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَت اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون”.. صدق الله العظيم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة