حصل هيوارد كارتر على شهرة لم يحصل عليها أثري مثله في ذلك الوقت حيث طلبه كالفن كولزج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمقابلته وقامت جامعة بيل بإعطائه درجة الدكتوراة الفخرية.
ونال حب من العالم كله وطلبت دول العالم أن يحاضر بجامعاتها وقد تصادف أن سافرت إلى أسبانيا لإلقاء محاضرة أمام الملكة صوفيا ملكة أسبانيا وعرفت أن القاعة التي القيت بها المحاضرة هي نفس القاعة التي ألقى فيها كارتر المحاضرة عن كشف المقبرة الذهبية ورغم ما أعطى الله سبحانه وتعالى كارتر موهبة في الحفائر إلا أنه كان محاضراً مملاً ولم يحصل على قلوب الناس من خلال شرحه للمقبرة.
ورغم ذلك لم يكرمه المصريين لأسباب لا أعرفها وهناك العديد من التماثيل التي وضعت بحديقة المتحف المصري لعلماء الآثار المصريين والأجانب ورغم ذلك لم يوضع تمثال واحد لصاحب أهم اكتشاف أثري في القرن 21.
وعنما توليت مسئولية أمانة المجلس الأعلى للآثار وجدت أن هناك ضرورة لتكريم هذا الرجل وخاصة عندما عرفت أن القطع التي حصل عليها من المقبرة كانت للدراسة، ورغم ذلك فقد أهداها لمتحف المتروبوليتان وهى القطع التي استطعت أن أتفاهم من المتحف وأعيدت إلى مصر مرة أخرى، والتى تعرض داخل المتحف المصري الكبي.
وعندما توليت أمانة المجلس الأعلى للآثار قمت بتحويل استراحة هيوارد كارتر بوادي الملوك إلى استراحة توضع فيها كل مقتنياته واستطعنا الحصول على الآلة الكاتبة التي كان يستخدمها وحجرة النوم الخاصة بالاستراحة، وأعلنا أن من ينام داخل الحجرة سوف يدفع عشرة آلاف دولار، وقد قمت بعمل هذا المتحف لأنني أحترم هذا الرجل كأثري عظيم استطاع أن يقدم لنا أعظم كشف أثري في القرن العشرين بل وخصصت المنطقة الواقعة أمام الاستراحة لتصبح منطقة لعمل نماذج لأهم ثلاث مقابر موجودة بالبر الغربي، وهى مقبرة توت عنخ آمون" و "سيتي الأول" ومقبرة الملكة "نفرتاري".
وقد قامت جمعية محبي الحفاظ على وادي الملوك الموجودة في جنيف ويوجد من أعضائها بمصر الخبير السياحي المميز إلهامي الزيات والدكتورة فايزة هيكل أن يقوموا بدفع تكاليف عمل نسخة طبق الأصل من المقبرة وقد استطاعوا أن يحصلوا على خدمات أحد مصممي الليزر من أسبانيا وقام بعمل نسخة من المقبرة ولا يمكن لأي شخص عادي أن يعرف الفرق بين الأصل والنسخة لأن الليزر يأتي لنا بكل تفاصيل المقبرة وبعد أن انتهوا من عمل النسخة عارض المسئول عن الآثار في ذلك الوقت أن تقام بالبر الغربي من الأقصر وبلاشك لم يكن لديه الرؤيا الموجودة لدينا عندما بدأ هذا المشروع ولولا تدخل رئيسة الاتحاد الأوربي في هذا الموضوع، حتى وضعت في مكانها الصحيح لأن الفكرة أن يتم عرض المقابر الثلاث في هذه المنطقة، وفي نفس الوقت يتم إغلاق المقابر الأصلية للحافظ عليها لأن عدد الذين يزورون هذه المقابر يصل إلى عشرة آلاف شخص، وبالتالي فإن العمر المفترض للمقابر يقل عن مائة عام.