لاشك أن كيان الاحتلال الإسرائيلى يسعى بقوة لاستثمار كل ما حققه من إنجازات – من وجهة نظره – بشأن حربه على قطاع غزة بتدميره وبقتل كل مقومات الحياة فيه وبالبدء الفعلى في تقطيع أواصله وفقا لما يسمى بخطة الجنرلات، وكذلك افعاله في الضفة الغربية بتضاعف عمليات الاقتحام والعمليات العسكرية في المنطقة ج وكذلك التوسع في الاستيطان رغم الحرب على غزة ولبنان.
غير سعى نتنياهو إلى عمليات فوضوية وانتقامية فى حربه ضد لبنان، حتى ولو أتت في إطار خطة مدروسة جيدا هدفها تغيير ميزان القوى بالقضاء وبشكل سريع على حزب الله.
لكن كل هذا سيكون سرابا، حتى سلمنا بنجاح نتنياهو في تحقيق ما خطط له وبهذه السرعة وسواء باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أو بتدمير البينة التحية للجنوب بهذه الفوضوية والقصف العشوائى مستثمرا انهيار النظام الدولى.
وما يؤكد أن أحلام نتنياهو ستكون سراب لأن بات يفكر ويحلم بتغيير المنطقة كلها ليكون ملكا للشرق الأوسط، وخير دليل تصريحاته سواء في الكونجرس الأمريكي أو في الأمم المتحدة عندما أمسك بالخرائط وتحدث عن ضرورة نظام جديد وأطلق على عملية اغتيال حسن نصر الله "النظام الجديد" يجد أنه يرغب وسيسعى جديا في تنفيذ ذلك حتى ولو اتبع سياسة الأرض المحروقة في ظل دعم لا محدود من الغرب وأمريكا وانهيار النظام الدولى.
وكذلك عندما نسى أن هناك هزائم استراتيجية لكيانه، وتناسيه لقضية الأسرى، وبعد أن بات شغله الشاغل تحقيق هذا الحلم والتباهى بما حقق.
نعم تلك الأحلام ستكون سرابا، لأن ببساطة شديدة ما يفعله نتنياهو من جرائم حرب وما يحققه من انتصارات لن يمكنه من هيمنة مستقرة، بل سيزيد من حدة الغضب والخصوم ضده وضد سياسة كيانه، فيصعب عليه الاندماج والانصهار كما يريد، غير أن موازين القوى في الإقليم لن تسمح له بهذا في ظل الجرائم التي يرتكبها والإفراط في استخدام الأسلحة والقنابل والقتل والقصف والغارات، حتى وإن كانت تلك القوى ساكتة الآن فلن تسكت غدا خاصة عندما ترى ما النوايا الخبيثة تتحق على الأرض وتلامس الواقع وتزيد عن الحد وتطولها..