ممدوح محمد محمود

الضمير العالمى ووقف الحرب فى غزة

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى زاوية منسية من الضمير الإنسانى العالمى يعيش سكان قطاع غزة أكبر مأساة إنسانية فى القرن الحادى والعشرين، المنازل التى كانت يوما ملاذا آمنا تحولت إلى أطلال، بعدما دمرتها الطائرات وقاذفات الصواريخ والدبابات والقنابل المحرمة دوليا التى يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلى.

غزة تخوض معركة من أجل البقاء على قيد الحياة والتمسك بما تبقى من الأرض، وسط الدمار يتسابق الأحياء إلى إنقاذ المصابين وانتشال جثامين المتوفين من تحت الأنقاض.

الأشقاء الفلسطينيون يعيشون تحت وطأة حصار خانق من أجل إجبارهم على التهجير بعيدا عن منازلهم وأراضيهم.

المأساة الإنسانية تفوق كل وصف، يستيقظ الأطفال على أصوات القصف، وتعيش الأسر فى رعب وخوف دائم من فقدان أحبائهم، وتتعرض المستشفيات إلى القصف ونقص حاد فى الإمدادات الطبية، ما يجعل تقديم الرعاية الصحية للمرضى والمصابين تحديا يكاد يكون مستحيلا.

الحصار الخانق جعل السكان يعانون من نقص حاد فى الغذاء والماء والدواء، وتدمير مستمر للبنية التحتية، كما تحولت المدارس إلى أماكن للاجئين، ما أدى إلى حرمان الأطفال من حقهم فى التعليم، ويكافح الشيوخ والنساء من أجل البقاء على قيد الحياة وتوفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهم فى ظل عدم وجود مكان آمن داخل قطاع غزة.

مئات الآلاف من الأشقاء الفلسطينيين لا تغفل جفونهم، فهم مهددون كل وقت بالموت والتشريد، العمليات العسكرية التى ينفذها جيش دولة الاحتلال لا ترحم عجز الشيوخ ولا أنين النساء والأطفال، فالمنازل تمت تسويتها بالأرض، ومخيمات اللاجئين تم تدميرها وحرقها، ومئات الآلاف من المدنيين تم تشريدهم، ومن يفلت من قسوة القصف يعانى من صدمات نفسية من مشاهد القتل والدمار.

ورغم حالة الدمار الواسع، فإن جيش الاحتلال يمنع المنظمات الإنسانية والدولية من ممارسة دورها فى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية، ويحرم المدنيين من الإغاثة الضرورية للحياة مثل الغذاء والماء ويمنع وصول الوقود والدواء للمستشفيات.

الحل السياسى أصبح ضرورة لتحقيق السلام والاستقرار، لإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية؛ فهذا الإجراء يوفر الأمل فى البقاء على قيد الحياة لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون فى ظروف إنسانية قاسية، ويمنحهم الفرصة لبناء مستقبل أفضل، كما أن هذا الحل يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار للإسرائيليين، ويقلل من احتمالات اندلاع صراعات جديدة فى المستقبل.

المجتمع الدولى عليه أن يضطلع بمسؤولياته تجاه الأزمة الإنسانية الأكثر قسوة فى القرن الحادى والعشرين، كما يجب على الدول الكبرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلى عن انحيازها الأعمى لإسرائيل وأن تضغط على حكومة تل أبيب؛ لوقف إطلاق النار وضمان وصول الدعم الإنسانى إلى جميع الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة والبدء فى مسار المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين.

لا يخفى على الجميع أن موقف مصر ثابت وداعم للقضية الفلسطينية، ورفضت تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وقدمت مبادرة تمثل خارطة طريق لتحقيق السلام الشامل والعادل، حيث تهدف المبادرة إلى تحقيق هدنة إنسانية والإفراج عن المحتجزين ووقف شامل لإطلاق النار، وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

بعد هذا الدمار الشامل ورائحة الموت التى تفوح فى كل مكان، والاغتيالات التى لا تتوقف للقيادات السياسية والعسكرية، أصبح وقف الحرب فى غزة ليس مجرد مطلب سياسى؛ بل هو ضرورة إنسانية عاجلة، يجب على المجتمع الدولى أن يتحرك لإنهاء هذا الصراع الدامى وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة