الخطاط العالمي داود بكتاش: الخط العربي لغة بصرية تعبر عن هوية وثقافة إسلامية

الجمعة، 04 أكتوبر 2024 05:30 م
الخطاط العالمي داود بكتاش: الخط العربي لغة بصرية تعبر عن هوية وثقافة إسلامية الخطاط العالمى داود بكتاش
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

داود بكتاش أحد أبرز الأسماء التي نجحت في المزج بين أصالة هذا الفن العريق وروح الابتكار المعاصر، إذ نجح في تحويل الحروف العربية إلى لوحات فنية تنبض بالحياة، مقدمًا أعمالاً جمعت بين التقاليد الخطية العريقة والتجديد الإبداعي.

ويعكس أسلوب دادو بكتاش الذى ولد فى عام 1963، بتركيا، الفنى الخاص تقديره العميق لجماليات الخط العربى الكلاسيكى وفي نفس الوقت ابتكاره لطريقة حديثة ومتجددة للتعبير الفني، فهو يعد شيخاً من شيوخ الخط العربي لا سيما خط الثلث، تدرج فى تعلمه على يد كبار الخطاطين وعلى رأسهم يوسف أرغون، ثم محمد شلبي إضافة إلى الخطاط سامى أفندى وأضرابه، وفي نظرة شاملة وعميقة على أعماله الفنية يظهر انفتاحه على مختلف المدراس الفنية وجمعه بين الأصالة والحداثة، فنراه يمزج في أعماله بين القواعد الكلاسيكية للخط العربي والإبداع الشخصي الذي يظهر في التكوينات الفنية الفريدة.

يتميز أسلوب داود بكتاش بجمالية خاصة تأتي من قدرته الفائقة على تحقيق التوازن بين الشكل والمضمون، فقد استلهم من الخطوط الكلاسيكية مثل الكوفي والديواني، لكنه أضاف لمسة معاصرة من خلال استخدام ألوان حيوية، وتراكيب جريئة، ومفاهيم فنية متقدمة، ما جعل أعماله محط أنظار عشاق الفن حول العالم.

ويقول بكتاش خلال محاضرة شهدتها ساحة الخط استعرض خلالها عدداً من أعماله المشاركة في معرضه "حروف ذهبية" ضمن فعاليات الدورة الـ11 لملتقى الشارقة للخط، إن الخط العربي ليس مجرد كتابة، بل هو موسيقى بصرية تحمل في طياتها معان روحانية وثقافية، وأنا أسعى لإبراز الجمال الخفي وراء كل حرف ونقطة.

ولذلك، تعتمد أعماله على مزج مثالي بين الخطوط والمنحنيات التي تخلق توازناً متناغماً يعبر عن انسجام الحروف، حيث يتقن الخطاط التركي استخدام الفراغات والتلاعب بها لتعزيز الجوانب الجمالية للنصوص، هذا الابتكار في التكوين يجعل أعماله ليست مجرد كتابة، بل لوحات تعبيرية تجذب العين وتستفز الفكر.

كما أن "بكتاش" يستخدم في إبداعاته مواد متنوعة، مثل "الورق، القماش، والخشب"، مما يضفي على أعماله بعدًا جديدًا، حيث تندمج تقنيات حديثة مع أسلوب تقليدي راسخ. هذه الثنائية الفنية جذبت اهتمام المتاحف والمعارض حول العالم، حيث تعرض أعماله في العديد من الفعاليات الدولية، ما ساهم في انتشار سمعته كأحد رموز التجديد في فن الخط العربي.

وأكد داود بكتاش الذى يحرص داود بكتاش إلى جانب ما سبق، على أن تكون أعماله حاملة لرسائل روحانية وثقافية عميقة، أن الخط العربي هو لغة بصرية تعبر عن هوية وثقافة الشعوب الإسلامية، وتسعى للحفاظ على هذا التراث العريق، وفي الوقت ذاته تفتح أبواباً جديدة للتعبير الفني المعاصر.

فأن فن داود بكتاش ليس مجرد إحياء لتقليد قديم، بل هو إعادة صياغة لهذا الفن بلمسة حديثة تحمل روح العصر، ما يجعله أحد أهم الخطاطين في الوقت الحالي.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة