يحتفل الشعب المصرى بالذكرى الـ51 لنصر أكتوبر المجيد وفي اليوم السادس من شهر أكتوبر من كل عام يسترجع فية الشعب المصري ذكريات هذا الانتصار العظيم والحكايات عن الحرب لتحكي من جيلا إلي جيل من أجل أن يعرف كافة الأجيال كيف سطر أبائهم واجدادهم ملحمه نصر أكتوبر.
وأن سطور هذه الملحمة كان لأبناء سيناء دور هام وعظيم في المساعدة لتحقيق الانتصار العظيم برغم ما كانوا يعانوه من ظروف الاحتلال الاانهم قدموا كل غالي ونفيس من أجل الوطن، وتسابق الجميع من شباب وشيوخ ونساء سيناء في الكثير من الأعمال الفدائية التي ستظل خالدة في ذاكرة الأعمال المجيدة والكبيرة لأبناء هذا الوطن وفي مقدمتهم أبناء سيناء.
ومن بعض الأعمال التي تؤكد صدق هذا الدور الوطني لاهالي سيناء بمنطقة العريش فور احتلال سيناء إخفاء مبلغ 300 ألف جنيه مصري وكان رقما كبيراً جداً في ذلك القوت كانت موجودة بخزينة بنك الإسكندرية قبل وصول القوات الإسرائيلية إليها.. ووضعوا المبلغ لدي شيوخ القبائل وقد ساعد هذا المبلغ في صمود أهالي سيناء والموظفين بصفة خاصة بعد انقطاع رواتبهم وموارد رزقهم.
وتأتي مبادرة أهالي سيناء بتجميع البطاقات الشخصية والعائلية الفارغة من مبني السجل المدني قبل وصول قوات الاحتلال الإسرائيلي إليها واستخدامها في تهويد أبناء سيناء، وأيضا قام الأهالي بإخفاء الأختام وشعار الجمهورية وقاموا باستخراج بطاقات شخصية وعائلية لأفراد القوات المسلحة المصرية الذين اختفوا في منازلهم لإيهام السلطات الإسرائيلية أنهم من أبناء سيناء.
وفي أكتوبر 1968 حاول الإسرائيليون تحريض أهالي سيناء على الاستقلال بها، والإعلان عن دولة سيناء وحشدت إسرائيل في سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها في نزع سيناء من مصريتها وعروبتها، وسعي وراء الهدف موشية ديان وزير الدفاع في إسرائيل آنذاك.
واغدق على عددا من مشايخ سيناء بالهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة. وفي نفس الوقت علمت السلطات المصرية بتفاصيل المخطط الإسرائيلى، فقامت بتكليف الضابط السيناوى محمد اليمانى بمتابعة القضية، حيث طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل في طلبها، وقام برصد تحركات العدو الصهيونى واتصالاته الدولية، في الوقت الذي وافقت فيه أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية في حالة موافقة أهل سيناء على التدويل في مؤتمر عام يراه العالم كله.
اجتمع ديان بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء. وفي 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان وزير الدفاع عدته، ويضيف محمود سعيد لطفى ابن المحامى الشهير سعيد لطفى أحد مهندسى العملية إن الطائرات كانت تنقل الطعام ومصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات في إسرائيل يتوافدون جوا على مكان التجمع بمنطقة الحسنة من أجل اللحظة الحاسمة وفي الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتحرك للقضاء على المحاولة الإسرائيلية.
تم تفويض الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام الإسرائيليين فقال: أترضون بما أقول فقالوا: نعم. وبينما موشيه ينتظر لحظة التدويل قال إن هذه الأرض أرضنا جميعا مصريين ورئيسنا هو الرئيس جمال عبدالناصر وإذا كانت سيناء محتلة حاليا فستعود قريبا إلي الوطن الأم«.. فصفق له الحاضرين من رجال سيناء وفشل مؤتمر الحسنة وقبضت السلطات الإسرائيلية علي الشيخ سالم الهرش وسجنوه.
وكان للمراة السيناوية دورا كبير في هذا الإنتصار ومنها المجاهدة فهيمةو هي أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية و تحمل جهاز اللاسلكي المتنقل بين الأفراد دون خوف من العدو الإسرائيلي.. وكانت أيضا تنقل التموين للأفراد خلف الخطوط..
ومن ألاعمال البطولية للمجاهدة السيناوية فهيمة ايواء أحد الفدائيين في منزلها لفترة طويلة بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب.. وكانت تقدم له الطعام والشراب وهو في حفرته.. وكانت سعيدة لأنها تقدم العون لمصر والمعلومات التي تفيد القوات المسلحة المصرية.
وستظل التضحيات التي قام بها اهل سيناء محفورة في قلوب كل المصريين و برغم مواجهتهم العديد من الصعوبات والملاحقات والاعتقالات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الي انهم ظلوا صامدين أوفياء لوطنهم العزيز مصر حتى تحقق لمصر النصر المبين وعادة أرض الفيروز لوطنها وتحرير كافة الأراضي من كل معتدي إثم.