جدد الرئيس الجنوب إفريقى، سيريل رامافوزا، دعوته لوقف إطلاق النيران، فى قطاع غزة، وإنهاء معاناة شعب غزة، في ذكرى مرور عام على الحرب العنيفة التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وأكد أن بلاده تستعد لتقديم مذكرة إلى محكمة العدل الدولية، تحتوي أدلة مفصلة، لإثبات أن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين، هذا الشهر.
وقال فى بيان نشرته وكالة الأنباء الجنوب افريقية: "يصادف مرور عام على بدء الهجوم على الشعب الفلسطيني، والذي أودى بحياة أكثر من 43 ألف شخص حتى الآن، وقد تصاعد العنف الذي ارتكبته إسرائيل ضد الفلسطينيين على مدى عقود عديدة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي".
وأضاف "إننا في جنوب أفريقيا نظل ملتزمين بالحل السلمي لإنهاء احتلال فلسطين، والتمسك بمبادئ القانون الدولي وتعزيز العدالة الاجتماعية، وندعو مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار من شأنه أن ينهي معاناة شعب غزة ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين".
وأضاف رئيس جنوب افريقيا، أن جنوب بلاده تدين الفظائع وقتل المدنيين في أي سياق، وتابع :"دعونا باستمرار إلى حل الصراع والإفراج عن جميع الرهائن المختطفين في 7 أكتوبر 2023، كما دعونا أيضًا إلى إطلاق سراح جميع السجناء المحتجزين بشكل غير قانوني في إسرائيل".
وأكد الرئيس رامافوزا أنه في حين ترددت العديد من الدعوات لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم، فقد تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط، واستمر :"وفي خضم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتأمين وقف إطلاق النار، تفاقم الوضع بسبب الضربات التي تشنها إسرائيل على لبنان والهجمات التي تشنها إيران على إسرائيل".
وقال إن "الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط يثير قلقا بالغا، وهو يهدد بدفع المنطقة إلى حرب سيتحمل المدنيون فيها حتما العبء الأكبر والأشد قسوة من هذا الصراع".
وحذر من أن المجتمع الدولي لا يستطيع تحمل استمرار الصراع لفترة طويلة في تلك المنطقة من العالم، قائلا :"إن استمرار الصراع الإقليمي الذي يؤدي إلى خسارة المزيد من الأرواح البريئة هو أمر لا يمكن للشرق الأوسط والعالم أن يتحمله، ونحن ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام مبادئ القانون الدولي".
وأضاف "كما أن دول العالم بحاجة إلى العمل معا لضمان عدم السماح لهذا الصراع بالانتشار، فإن المجتمع الدولي يجب أن يبذل جهودا لإنهاء العنف ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".
وقال الرئيس رامافوزا "إلى جانب إنهاء الهجوم على غزة على الفور، هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات لمنع المجاعة وانتشار الأمراض بين السكان، ويجب توجيه موارد كبيرة إلى غزة لبدء إعادة بناء البنية الأساسية والإسكان والخدمات الاجتماعية والإنتاج الزراعي والنشاط الاقتصادي".
وكشف أن جنوب أفريقيا ستقدم مذكرة إلى محكمة العدل الدولية لمحاسبة جميع المسئولين عن الصراع، وأضاف :"في خطابنا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، دعونا إلى تطبيق القانون الدولي بشكل متسق في محاسبة جميع الذين ارتكبوا الفظائع في هذا الصراع".
وقال الرئيس رامافوزا: "في وقت لاحق من هذا الشهر، سنقدم مذكرة، وهي القضية الكاملة لجنوب إفريقيا القائمة على الأدلة، إلى محكمة العدل الدولية. تحتوي المذكرة على أدلة مفصلة لإثبات أن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين، ندعو إسرائيل إلى تنفيذ الأوامر المؤقتة للمحكمة الصادرة في 26 يناير و28 مارس 2024 و24 مايو 2024 على الفور".
وأكد الرئيس أن الواقع هو أن تصعيد الصراع جزء من نمط من العنف المستمر منذ أكثر من نصف قرن نتيجة احتلال فلسطين"، وتابع: "حتى يتم إنهاء الاحتلال وإيجاد حل عادل ودائم يحمي حقوق الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، فإن المنطقة ستظل برميل بارود للصراع والحرب المحتملة".
واختتم الرئيس رامافوزا حديثه قائلاً: "كدولة، سنواصل القيام بدورنا في دعم جميع الجهود الرامية إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة وضمان حل عادل ودائم ينهي احتلال فلسطين".
