يستقبل أهالى الصحراء الشرقية، خاصة أهالى منطقة حلايب وشلاتين، موسم الشتاء بالفرح والسرور، وينتظرونه كل عام، لتزدهر الحياة لهم بفضل انتشار المراعى داخل الصحراء وأوديتها المختلفة، والتي بفضلها ترعي إبلهم وأغنامهم.
وبدأت الحياة تنبض من جديد في أودية الصحراء الشرقية، خاصة في قطاعات مختلفة من محمية جبل العلبة الواقعة جنوب محافظة البحر الأحمر في منطقتي حلايب وشلاتين، والتي شهدت سقوط أمطار منذ أيام قليلة ماضية وصلت لحد السيول فى الأودية الجبلية، فقد بدأ العشب مجددًا فى الانتشار وبدأت الأرض تكتسى باللون الأخضر مع بداية فصل الشتاء، وذلك بعد هطول الأمطار على عدة أودية صحراوية.
وتعتبر حرفة رعي الإبل والأغنام هي الحرفة الأساسية والأهم لأهالي المنطقة، إذ يعتمد أغلبهم عليها كمصدر رئيسي للرزق، ومع ظهور المراعي في فصل الشتاء، الذي ينتظرونه كل عام، يتغير وجه الحياة في المنطقة، حيث تنمو حيواناتهم وتزدهر حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية، مثل سوق الجمال في شلاتين.
من جانبه قال آدم سعد الله من أهالى مدينة الشلاتين، إن أهالي القبائل بمثلث حلايب وشلاتين ينتظرون بفارغ الصبر حلول الشتاء، حيث تكتسي الصحراء والأودية الجبلية بالعشب الذي يوفر الغذاء لماشيتهم، أن فصل الصيف القاسي يحول الصحراء إلى أرض جرداء صفراء، لا حياة فيها.
وأوضح ادم سعد الله، أن الأمطار التي هطلت في الفترة الأخيرة على بعض الأودية الصحراوية قد أسفرت عن نمو العشب، وأصبحت أراضي تلك الأودية خضراء، ومن أبرزها وادي أم روسين، وأم الطيور الذي يقع على بعد حوالي 90 كيلومترًا غرب مدينة شلاتين.
وأكد أن الأهالي يعبرون عن فرحتهم بهطول الأمطار بذبح الذبائح احتفالًا بها، حيث تعقب تلك الاحتفالات ظهور العشب الذي سيسهم في تغذية ماشيتهم من الإبل والأغنام، وبعد هطول الأمطار، يقوم شباب القبائل بتنظيم رحلات استكشافية إلى الأماكن التي تساقطت فيها الأمطار.
ويبدأ الأهالي في الرعي في تلك المراعي والمكوث بجوار دوابهم، بينما يذهب الكثيرون في هذه الرحلات للتسلية والاستمتاع بين الأودية، حيث يقضون يومًا مميزًا مع الأهل والأصدقاء، مع تناول مشروب الجبنة والوجبة الأساسية في حلايب وشلاتين، و أن الرحلات تستمر لعدة أيام، ويذهب العديد من الأهالي دون عائلاتهم، وخلالهم يتم تجهيز الوجبات التقليدية، مثل “السلات”، التي يعدها سكان القبائل في احتفالاتهم وأفراحهم.
وتتمثل هذه الوجبة في شواء اللحم الضاني على نوع من الحجارة المحماة، والتي هي حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر، وأن “السلات” هي واحدة من أشهر وأشهى الأكلات في حلايب وشلاتين، حيث يتم تحضيرها بعد جمع أحجار البازلت وغسلها، ثم إشعال الفحم والحطب حتى تتحول الأحجار إلى جمر، بعد ذلك، يتم وضع اللحوم على الحجارة المشتعلة لشواء اللحم.
ويعد مشروب الجبنة المشروب الرسمي لقبائل حلايب وشلاتين، يتم تحضيره بدق البن والحبهان في جلسات اجتماعية بين الأصدقاء والشباب، ويُحمص البن في إناء من الفخار، ويتحول لونه من الأحمر إلى البني الغامق في غضون ثلاث دقائق، حيث يضاف إليه القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب الرغبة.
الأبل ترعى فى الأودية الجبلية
الصحراء بدأت تمسون بالاخصر
انتشار العشب فى الأودية الجبلية
أودية حلايب وشلاتين
بدأ انتشار،العشب فى الصحراء الشرقية
بدأ انتشار،العشب فى الصحراء
موسم الشتاء فى حلايب وشلاتين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة