تمر اليوم ذكرى بدء أحداث معركة القادسية، وذلك في مثل هذا اليوم 16 نوفمبر عام 636م، واستمرت ثلاثة أيام حتى 19 نوفبر من نفس العام، وكانت بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد فى القادسية، انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم، وهناك الكثير من الكتب والأعمال الأدبية التي تحدثت عن المعركة.
حسب ما جاء فى كتاب سلسلة الفتوحات الإسلامية - موقعة القادسية من تأليف محمد ثابت توفيق: ولأن معركة القادسية من أكبر المعارك التي خاضها المسلمون ضد الفرس، فلقد كان لجند الإسلام فيها مواقف رائعة، ستبقى شاهدة على عظمتهم وصدقهم في حربهم ضد أعدائهم، ولنر موقف سعد القائد أولًا:
موقف سعد بن أبي وقاص:
كان سعد يتمنى أن تبدأ هذه المعركة الكبرى المكملة لنصر المسلمين في جلولاء من القادسية، في وقت غير هذا الوقت كان يتمنى لو تقدمت المعركة بعض الشيء، أو حتى تأخرت، ذلك لأنه في هذا الوقت، بداية من شهر المحرم من السنة الرابعة عشرة من الهجرة، كان قد أصيب بحبون دماميل غطت جسده كُلّه فلا يستطيع أن يجلس أو أن يركب فرسه فكان في أول أيام المعركة يأمر الناس، ويبلغ أوامره إلى خالد ابن عرفطة، فيبلغ كلماته إلى المسلمين وجعله خليفته على المسلمين، ونادى أحد المسلمين، والمعركة تكاد تبدأ بان الحسد والغيرة لا تكون إلا على المقاتلين في سبيل الله على المجاهدين، لذلك ينبغي على كل واحد من المسلمين أن يحسد أخاه على قتاله الأعداء، وأطلع سعد على المسلمين والمعركة على أشدها، فتمنى أن يكون بينهم، إذ كيف يراهم يقاتلون، فيصبرون، وهو في مكانه، لا يستطيع أن يشاركهم، أو حتى يجلس، وأخذ ينتقل من مكان إلى مكان، وهو متضايق؛ يشاهد جنود المسلمين؛ وهو غير راض عن نتيجة المعركة بعد، ولا عن نفسه، وكانت امرأته هي زوجة المثنى بن حارثة، تزوجها بعد وفاته، فلما رأت كثرة الفرس، وما يفعلونه، تذكرت زوجها السابق المثنى، فقال سعد:
- والله لا يعذرني اليوم أحد إذا أنت لم تعذريني، وأنت ترين ما بي، والناس أحقُّ ألا يعذروني!.
يقول إنها، وهي زوجته إني لم تحس بمرضه الذي منعه مشاركة جنود المسلمين في الحرب، فمن الذي سيعذره، وليه فقد تمنى النزول إلى ميدان المعركة، معتذرًا إلى ربه عما كان من تقصير – لا دخل له فيه، ولا ذنب عليه إذ إنه المرض، وهو يُسّهِد ربه أن الآمر خارج عن يديه وقد كان هذا الموقف في اليوم الثاني من قتال المسلمين للفرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة