تتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية، بشكل كبير في ولاية الجزيرة، التي وقعت تحت نيران ميليشيا الدعم السريع، التي بدأت حملة انتقامية على قرى الولاية، بداية من 21 أكتوبر الماضي، بعد إعلان قائد الدعم السريع في الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، عن انضمامه وانحيازه للقوات المسلحة السودانية.
وأدت هجمات الدعم السريع العنيفة على ولاية الجزيرة، لوفاة المئات، ونزوح الآلاف هربا من بطش قوات الجنجويد، وطلبا للحماية، وتشهد الولاية الواقعة في وسط السودان عنفا ممنهجا، ومجازر بحق المدنيين.
مقتل 20 في هجوم جديد للدعم السريع على قرية اللعوتة
وشنت الدعم السريع، هجوما جديدا على قرية اللعوتة شمالي الولاية، وسقط على إثر الهجوم 20 مدنيا قتلى، وقال مؤتمر الجزيرة إن مليشيا الدعم السريع هاجمت القرية الخميس بعربتين قتاليتين، وأكثر من 100 دراجة نارية، ونتج عن الهجوم سقوط 10 قتلى من مواطني القرية تم التعرف على 8 منهم.
فيما قالت مصادر محلية إن عدد القتلى بقرية اللعوتة وصل بحلول الجمعة إلى 20 قتيلا، وأوضح نزوح أعداد كبيرة من سكان القرية إلى بلدة ألتي، الواقعة على بعد 7 كيلومترات شرقي اللعوتة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ومثلت قرية اللعوتة الحجاج خلال الفترة الماضية ملاذًا آمنًا للعديد من النازحين إليها من قرى: "ود لميد، العديد، الشقايق عرب، ود بسري، والغابة، وبعض من سكان المسيد ود عيسى".
فيما توفي 23 شخصا بالكوليرا وسط الفارين من قرى شرق الجزيرة إلى محلية شندي بولاية نهر النيل، في ظل نقص حاد في المعينات الطبية والأسرة بمستشفى المدينة العام.
وكشف مصدر طبي داخل مستشفى شندي عن 23 حالة وفاة بالكوليرا حتى الخميس، فضلا عن عشرات الإصابات وسط الفارين من قرى شرق الجزيرة داخل مستشفى شندي.
نزوح أكثر من 343 ألف شخص من ولاية الجزيرة
ومن جهتها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح أكثر من 343 ألف شخص من ولاية الجزيرة وسط السودان إلى ولايات أخرى، في الفترة بين 20 أكتوبر الماضي، و13 نوفمبر الجاري.
وقالت المنظمة الدولية في بيان رسمي:" أنه بين 20 أكتوبر الماضي و13 نوفمبر الجاري، نزح ما يقدر بنحو 343 ألفا و473 شخصا، وهم ما يشكلون 68 ألفا و801 أسرة، من مواقع مختلفة في ولاية الجزيرة إلى ولايات كسلا والقضارف شرقا، ونهر النيل شمالا، بسبب انعدام الأمن المتزايد.
وأكدت المنظمة الدولية نزوح حوالي 135 ألفا و405 أشخاص، من مناطق متعددة في شرق الجزيرة، بما فيها مدن تمبول ورفاعة والجنيد و20 قرية في المنطقة، خلال الفترة ما بين 20 و30 أكتوبر الماضي.
و أوضح البيان إنه بين 30 أكتوبر و13 نوفمبر، نزح 208 آلاف و68 شخصا إضافيًا من مواقع في مختلف أنحاء الجزيرة، وبحسب ما ورد في تقرير الهجر الدولية نزح مواطني الجزيرة إلى 38 محلية في سبع ولايات مختلفة.
ومن بين الأفراد النازحين، كان هناك 15.129 من النازحين داخليًا غادروا مناطقهم بالفعل قبل التصعيد الأخير بعد انشقاق القائد بالدعم السريع أبو عاقلة كيكل و انضمامه للجيش، وعقب الهجمات الانتقامية للدعم السريع خلفت نزوح إضافي إضافى.
وفي الفترة بين 20 و30 أكتوبر 2024، ما يقدر بنحو 135,405، حيث نزح أفراد من مناطق متعددة في شرق الجزيرة من العيدج ومحلية أم القرى، بما في ذلك تمبول ورفاعة و الجنيد، بالإضافة إلى 20 قرية أخرى في شرق الجزيرة، بالإضافة إلى محليتي الكاملين وأم القرى، وفي الفترة من 30 أكتوبر و13 نوفمبر 2024، لاحظت الفرق الميدانية لمنظمة الهجرة الدولية استمرار النزوح وبحسب ما ورد تم تهجير 208.068 فردًا إضافيًا من مواقع في جميع أنحاء الجزيرة.
رصد 152 حالة اغتصاب في الجزيرة
وفى دليل على حجم المأساة في ولاية الجزيرة المنكوبة، كشف مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدني، عن رصد 152 حالة اغتصاب و5 ألاف قتيل مدني بولاية الجزيرة منذ سيطرة الدعم السريع على الولاية في ديسمبر 2023 وحتى نوفمبر الحالي.
وقال رئيس لجنة رصد الانتهاكات بمؤتمر الجزيرة عادل عبد النافع، إنهم رصدوا 152 حالة اغتصاب وعشرات الحالات لاختطاف نساء منذ سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي وحتى نوفمبر الحالي.
وأعلن أن عدد القتلى بلغ 5 ألاف قتيل في عموم ولاية الجزيرة منذ ديسمبر الماضي منهم 3500 قتيل قبل انشقاق أبو عاقلة كيكل و1500 قتيل في أحداث قري شرق الجزيرة، وأكد أن احصاءات القتلى في تصاعد مستمر كل يوم في قرى شرق الجزيرة.
فيما كشفت منظمات ولجان محلية إن ميليشيا الدعم السريع أغرقت قراهم بالمياه من خلال فتح خزانات المياه والجداول، خصوصا في منطقتي "الزناندة جبارة، والزناندة فضل السيِد" جنوبي ولاية الجزيرة.
وكان سكان هاتين المنطقتين قد هربوا منها بعد اتهامات الدعم لهم بالوقوف إلى جانب الجيش السوداني، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة